نتحدث كثيراً عن أهمية دور البحوث العلمية في مسيرة تطوير الرياضة ونعترف بأن الرياضة لم تعد بذاك المفهوم القديم الذي كان يصورها على أنها وسيلة لهو وإضاعة وقت، بل أنها أصبحت علماً من العلوم التي تدرس في المعاهد والجامعات ونحن هنا في مملكة البحرين أصبحنا نمتلك ولله الحمد جيلاً من حملة الشهادات الجامعية العليا في المجال الرياضي وأصبحت لدينا كلية متخصصة في مجال التربية الرياضية بجامعة البحرين قائمة على سواعد وطنية تجمع بين الخبرة الرياضية الميدانية والكفاءة العلمية ومع ذلك مازالت رياضتنا تنتهج أساليب الاجتهادات الشخصية ولا تلتفت إلى البحوث العلمية ولا تهتم بتفعيل التوصيات العلمية التي تتمخض عنها الندوات المتخصصة في هذا المجال!

كلية التربية الرياضية بجامعة البحرين نظمت في الآونة الأخيرة ندوتان رياضيتان إحداهما تحدثت عن الطموح المونديالي لكرة القدم البحرينية وكيفية تحقيقه على أرض الواقع والثانية تحدثت عن مستقبل كرة القدم النسائية في البحرين ..

الندوتان خرجتا بعدد من التوصيات التي نأمل أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعنيين بالشأن الكروي البحريني، كما ونتمنى أن يكون لإعلامنا الرياضي دوراً أكثر إيجابية في تسليط الضؤ على مخرجات مثل هذه الندوات حتى يكون عاملاً مؤثراً في تحريك المياه الراكدة تجاه البحث العلمي الرياضي في مختلف مؤسساتنا الرياضية ..

للأسف الشديد لايزال الكثيرون ممن يديرون الشؤون الرياضية في أنديتنا واتحاداتنا لا يؤمنون بالبحث العلمي ولا بالوسائل التكنولوجية المتقدمة بل أنهم في أحيان كثيرة يستهزأون بها مثلما حدث لنظام «الدارت فيش» العالمي المختص في التحليل الرياضي والذي أصبح اليوم واحداً من الوسائل الأساسية في مهام الأجهزة الفنية في دول العالم!

لم تعد الاجتهادات الشخصية ذات جدوى كما كانت قبل خمسين عاماً أو أكثر فنحن اليوم في عصر متقدم علمياً يستوجب أن يكون فيه العلم هو السلاح الأبرز إلى جانب الكفاءة الإدارية والفنية المتخصصة وتراكم الخبرات ..

وعليه فإننا نتطلع إلى تفعيل دور المؤسسات الأكاديمية المتخصصة واستثمار المخزون العلمي لدى أكاديميونا الرياضيين وإقحامهم في مواقع القرار الرياضي لجعل منظومتنا الرياضية تسير في طريقها التطويري الصحيح والسليم ..