تعددت الروايات فيه، فمنهم من قال التم «المنحوس» على خايب الرجا، ومنهم من قال «المتعوس»، لا يهم.. فالمعنى واحد، والأهم أن هذا المثل الذي خطر في بالي عندما قرأت بشأن وعد روسيا لإيران بمساعدتها في مقاومة الجهود الأمريكية لتحجيم مبيعات نفطها، عند تفعيل العقوبات الأمريكية عليها يوم 5 نوفمبر 2018 إضافةً لعقوبات على عمليات الشحن وبناء السفن والطاقة والقطاع المالي. إذ تتطلع موسكو لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيراني، الذي تبيعه إلى بلدان أخرى وفق اتفاق النفط مقابل البضائع مع إيران، حسب تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.
وعندما نعود لمعادلة المنحوس وخايب الرجا لا يحيرنا إلا من هو المنحوس فيهم ومن هو خايب الرجاء؟ فيما عدا ذلك، فالأمور واضحة وهي كارثية على الطرفين -الإيراني والروسي، لعدة أسباب يأتي أولها في أن البيت الأبيض مصر على أن العقوبات الترامبية الحالية ستكون أصعب نظام عقوبات فرض على إيران على الإطلاق، الأمر الثاني أن هذه العقوبات استهدفت عصب الاقتصاد الإيراني «أي النفط وما يرتبط به من قطاعات الطاقة والشحن والمصارف الإيرانية». نأتي إلى ثالثاً إذ نجد واشنطن ممسكة بخيوط اللعبة الحالية لدرجة أنها سمحت لثماني دول بالاستثناء من العقوبات الأمريكية عند استيرادها النفط الإيراني، كالهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا. وكان من المفترض أن تقوم إيران برفض استثناء دول ما على مزاج واشنطن حتى يتضرر الجميع. فهذا يلغي شرعية حجتها بعرقلة صادرات النفط من دول الجوار الخليج رداً على العقوبات الأمريكية.
يبدو لي أن موسكو أقرب لوصف خايب الرجاء، إذ ستبدأ الإدارة الأمريكية -بعد اليوم «6 نوفمبر»، وانتهاء الانتخابات النصفية للكونغرس- مشاورات حول عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية «ملف سكريبال» ومحاولة اغتياله في بريطانيا حليفة واشنطن، إذ بني القرار على قانون الرقابة على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وحظر استخدامها «1991»، لا سيما وأن محاولة الاغتيال تمت بمواد ممنوعة. يضاف إلى هذا أن هناك فرض حظر على صادرات منتجات مزدوجة الاستخدام إلى روسيا، ما عدا بعض الأصناف، وأيضاً الحظر على توريد أي منتجات أمريكية إلى روسيا باستثناء المواد الغذائية، واستيراد أمريكا للمنتجات الروسية، بما في ذلك النفط ومشتقاته، ومنع طائرات تابعة لأي شركة تسيطر عليها الحكومة الروسية من الهبوط على الأراضي الأمريكية، ومحاصرة واشنطن لتقديم قروض لروسيا. بالإضافة إلى التهديد بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وإمكانية تجميدها.
اختلاج النبض:
إن المسؤول الأول عن مطاردة النحس لإيران بشكل كبير هو حكومتها المتهورة طوال 40 عاماً، أما خيبة الرجاء في المستقبل، فصفة تلازم موسكو منذ الثورة البلشفية قبل مائة عام، إذ راهنت على كل شيء خاسر، فتحطمت إمبراطورياتها واحدة بعد الأخرى، وآخرها الإمبراطورية السوفيتية. فهل ستلحقها الإمبراطورية البوتينية جراء حساباتها الخاسرة؟!
وعندما نعود لمعادلة المنحوس وخايب الرجا لا يحيرنا إلا من هو المنحوس فيهم ومن هو خايب الرجاء؟ فيما عدا ذلك، فالأمور واضحة وهي كارثية على الطرفين -الإيراني والروسي، لعدة أسباب يأتي أولها في أن البيت الأبيض مصر على أن العقوبات الترامبية الحالية ستكون أصعب نظام عقوبات فرض على إيران على الإطلاق، الأمر الثاني أن هذه العقوبات استهدفت عصب الاقتصاد الإيراني «أي النفط وما يرتبط به من قطاعات الطاقة والشحن والمصارف الإيرانية». نأتي إلى ثالثاً إذ نجد واشنطن ممسكة بخيوط اللعبة الحالية لدرجة أنها سمحت لثماني دول بالاستثناء من العقوبات الأمريكية عند استيرادها النفط الإيراني، كالهند واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا. وكان من المفترض أن تقوم إيران برفض استثناء دول ما على مزاج واشنطن حتى يتضرر الجميع. فهذا يلغي شرعية حجتها بعرقلة صادرات النفط من دول الجوار الخليج رداً على العقوبات الأمريكية.
يبدو لي أن موسكو أقرب لوصف خايب الرجاء، إذ ستبدأ الإدارة الأمريكية -بعد اليوم «6 نوفمبر»، وانتهاء الانتخابات النصفية للكونغرس- مشاورات حول عقوبات جديدة ضد روسيا على خلفية «ملف سكريبال» ومحاولة اغتياله في بريطانيا حليفة واشنطن، إذ بني القرار على قانون الرقابة على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وحظر استخدامها «1991»، لا سيما وأن محاولة الاغتيال تمت بمواد ممنوعة. يضاف إلى هذا أن هناك فرض حظر على صادرات منتجات مزدوجة الاستخدام إلى روسيا، ما عدا بعض الأصناف، وأيضاً الحظر على توريد أي منتجات أمريكية إلى روسيا باستثناء المواد الغذائية، واستيراد أمريكا للمنتجات الروسية، بما في ذلك النفط ومشتقاته، ومنع طائرات تابعة لأي شركة تسيطر عليها الحكومة الروسية من الهبوط على الأراضي الأمريكية، ومحاصرة واشنطن لتقديم قروض لروسيا. بالإضافة إلى التهديد بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وإمكانية تجميدها.
اختلاج النبض:
إن المسؤول الأول عن مطاردة النحس لإيران بشكل كبير هو حكومتها المتهورة طوال 40 عاماً، أما خيبة الرجاء في المستقبل، فصفة تلازم موسكو منذ الثورة البلشفية قبل مائة عام، إذ راهنت على كل شيء خاسر، فتحطمت إمبراطورياتها واحدة بعد الأخرى، وآخرها الإمبراطورية السوفيتية. فهل ستلحقها الإمبراطورية البوتينية جراء حساباتها الخاسرة؟!