ازدادت ظاهرة التطرف بحجة الدفاع عن الوطن في الآونة الأخيرة ونشط العنصريون والمتطرفون فكرياً في جميع أنحاء العالم بحجة حب الوطن.

يتم تنمية الفكر المتطرف عن طريق اللعب على العاطفة حيث إن من ينتمي لهذا الفكر يشعر بأنه يخدم ويفزع ويدافع عن الدين أو الوطن أو المجتمع.

شهد العالم خلال السنوات الماضية نشاطاً لهذا الفكر المتطرف وتشجيعاً على نموه من قبل بعض وسائل وقنوات الإعلام وشكلت قنوات التواصل الاجتماعي بؤرة لنمو هذا الفكر الموبوء. شهدنا خلال السنوات الماضية تصاعداً خطيراً للأصوات المتطرفة من غير ردع وذلك لأن الأفراد المعتدلين خفتت أصواتهم خوفاً من التهجم عليهم وتكفيرهم وحسبانهم غير وطنيين.

إننا نحظى بحكم رائد في مجال التعايش السلمي والتسامح وتقارب الأديان مما يجعل مملكة البحرين أقل عرضة للتطرف بحجة الدفاع عن الوطن، فإذا أردنا خدمة الوطن والدفاع عن الوطن يجب علينا العمل على هذه المبادئ وجعلها أهدافاً نحققها.

يجب علينا كأفراد أن نتعامل بدرجة عالية من التعاطف والتماسك، ويجب علينا المبادرة في إصلاح الفكر المتطرف سلمياً من غير تهديد أصحابه أو مقاطعتهم، فمن أصابه مرض لا يجب أن يعاقب بل يجب أن يعالج. التطرف مرض يمكننا علاجه بالمحبة والسلام وليس بالمقاومة. لنبدأ بنشر الوعي، ربما كلمة حق توعي شخصاً، لنبدأ بمحاولة إيقاظ إخواننا المصابين بهذا الوباء ومد يد العون لهم لسحبهم من هذا المستنقع. أنا كلي أمل أن كل شخص وقع في هذا المستنقع يستطيع أن يقاوم ويخرج من القاع، فالمستنقعات تنمو فيها أجمل الزهور «اللوتس» التي تحتفظ بنقائها وفائدتها.

إن التسامح والتعايش السلمي فطرة البشر في كل المجتمعات بالرغم من اختلاف الأعراق والديانات والثقافات والتوجهات والآراء، والخلل الحاصل هو الابتعاد عن الطبيعة والفطرة الإنسانية. دائماً دع الإنسانية تأتي أولاً بغض النظر عن موقفك السياسي.