ليست هذه هي المرة الأولى التي أتطرق فيها إلى التعليق الرياضي وما يصاحبه من مبالغات ومغالطات لغوية تجعل منه محلاً للسخرية والاستهزاء والعياذ بالله!

عبارات خاطئة لغوياً تتكرر في عديد من تعليقات بعض المعلقين المكلفين بالتعليق على مباريات كرة القدم عندنا مثل «يكسب على خطأ» و»الدوري المنتاز» و»يلعب بين أرضه وبين جمهوره»!!

عبارات تشوه جماليات لغتنا العربية و تسيء إلى التعليق الرياضي وتجعل المعلق المعني بمثل هذه الأخطاء اللغوية محلاً للسخرية والتندر وهذا ما لا نتمناه ولا نقبله لهذا الجيل من المعلقين المجتهدين.

لا توجد في قواميس اللغة العربية عبارة «يكسب على ركلة جزاء أو ركلة حرة..» إنما «يحصل أو يتحصل على..» ولا توجد عبارة «المنتاز» إنما «الممتاز» ولا توجد عبارة «بين أرضه وبين جماهيره» إنما «على أرضه وبين جماهيره»!!

كما يستوجب على المعلق أن يراعي طبيعة المنافسات التي يعلق عليها وأن يختار ما يتماشى معها من عبارات، فمثلاً عبارة «المباراة لا تقبل القسمة على اثنين» لا تستخدم في كل المباريات وإلا فإن علينا أن نلغي كل نتائج التعادل في مسابقات الدوري! مثل هذه العبارة تنطبق أساساً على مباريات الكؤوس التي تقام بنظام إخراج المغلوب وليس فيها أي نصيب للتعادل بمعنى أن المباراة هنا لا تقبل القسمة على اثنين وأحياناً يمكن استخدامها في بعض مباريات الدوري الحاسمة مثل مباريات تحديد البطل أو تحديد الهابط في حال عدم العمل بنظام فارق الأهداف.

هذه ملاحظات أتمنى أن يأخذها الإخوة القائمون على تقييم أداء المعلقين بقناة البحرين الرياضية بعين الاعتبار وأن يعالجوها بما يحفظ للغة العربية جمالياتها ويحفظ للتعليق الرياضي البحريني مكانته ويبعده عن متاهات الشكوك والسخرية.

كما وأتمنى من الزملاء المعلقين الذين يكررون مثل هذه العبارات الخاطئة لغوياً ألا يعتبروا هذه الملاحظات «تهجماً» أو «تجريحاً» لشخوصهم بقدر ما يجب أن يعتبروها توجيهات لإرشادهم إلى الطريق الصحيح والارتقاء بمستوى تعليقاتهم وكسب رضا المتتبعين لهم. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد..