طيلة سنوات مضت ورغم أن مقولة و»المعذرة على هذه الكلمة» للقراء الكرام «السياسة لعبة وسخة جداً لا تستطيع أن تفوز فيها إلا إذا كنت أوسخ من خصمك»، هي قاعدة شهيرة ومعروفة في عالم السياسة ومجالاته إلا أنني شخصياً لا أتفق معها حيث أؤمن إيماناً أكبر من هذه القاعدة بنظرية أن الصدق والأمانة والضمير الحي هو من ييسر لك الخير في النهاية ويأتي لك بالمغانم «إن ينصركم الله فلا غالب لكم».
فمن كان مع الله كان الله معه، فحتى وإن كان خصمي لا مبادئ ولا ضمير ولا أخلاق معه لا يمكن أن أنزل «بمستواي» إلى وحل قيمه المنحطة وأكون أسوأ معه فيما يفعله من ألاعيب وحيل بل أرتقي عنه وأترفع، وكما يقال «يا ماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة»!
مناسبة هذا الكلام الأجواء الانتخابية التي تعيشها مملكة البحرين هذه الأيام حيث لاحظ الجميع أن أجواء المنافسة بين الفرق الانتخابية والمرشحين قد ازدادت بشكل كبير خلال هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تزداد الحروب وتكون أكثر شراسة بالأخص الحروب النفسية والإعلامية خلال الأسبوع القادم، ولعل تجاربنا الانتخابية الممتدة لأكثر من 16 سنة -ما شاء الله- وأمام حزم قوانين الجرائم الإلكترونية من الأسباب التي أدت إلى تقليل حملات التشويه الإلكترونية الصريحة والمباشرة والواضحة التي كنا نراها في مواسم الانتخابات السابقة، فموسم الاستحقاق الانتخابي الحالي نجد فيه ركادة أكبر والتجربة الانتخابية عند الناس باتت أكثر نضجاً، وإن كانت هناك حروب نفسية أو إعلامية تمارس من قبل المرشح نفسه أو فرقه الانتخابية أو المتعصبين له في المنطقة فهي تجري من خلف الكواليس ومن تحت الطاولة بطرق أكثر حنكة وخبرة ودراية مما سبق وبشكل غير مباشر بعيداً عن أي شيء ممكن أن يتثبت كإدانة.
حرب الشائعات من المعروف أنها تنشط خلال المواسم الانتخابية في أي بلد، لكن الملاحظ أن انتخابات مملكة البحرين لعام 2018 تميزت بقلة عدد الشائعات مقارنة بتجاربنا الانتخابية في المواسم السابقة حيث في تلك السنين كانت الشائعات تنشط قبل اليوم المحدد للتصويت بعدة أسابيع، بمعدلات كثيفة، ومعظم الشائعات كانت تطال حياة المرشح نفسه الشخصية والخاصة أو أحد أفراد عائلته حيث يشاع في الغالب أنه سكير أو مختلس ومفسد أو تشاجر مع زوجته في خيمته الانتخابية أو قامت امرأة بمهاجمته لأنه على علاقة معها، أو أنه متزوج بالسر وزوجته جاءت إلى خيمته لتفضحه وغيرها من أقاويل باطلة الهدف منها ضرب أخلاق المرشح وتشويه سمعته للتأثير على حظوظه الانتخابية وتنفير الناس منه.
دائماً ما نشدد على أهمية أن يحرص الجميع وخصوصاً الفرق الانتخابية والأشخاص المتعصبين لأحد المرشحين على التحلي بالأخلاق والقيم المجتمعية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، فحتى وإن كان المرشح المنافس الخصم ذا سمعة سيئة ولديه مشاكل أخلاقية لا يجوز التحدث في عرضه والطعن في شرفه وفق مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، حيث من المعروف التوجه السياسي الذي يستخدم هذا الشعار والذي أثبتت الأيام لنا أنه توجه يقوم بتسييس الدين وتحريف مبادئه، فالإسلام لم يبرر ويتهاون يوماً لا في أحكامه ولا قيمه مع أي إنسان يظلم عباد الله سواء بالقول أو الفعل مهما كانت غايته.
نضج التجربة الانتخابية في مملكة البحرين يحتم علينا أن نكون أكثر تحضراً ورقياً وأن نلتزم بالصدق والإخلاص والنية الصادقة لوجه الله الكريم، وأن تفاعلنا مع الأجواء الانتخابية أو دعمنا لمرشح يأتي من باب الإخلاص والوفاء للوطن وحبه والولاء لحكامنا وشعبنا وسعياً في استكمال نجاح المشروع الإصلاحي الرائد لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، وألا نغش الناس أو نكذب عليهم بوعود لا تنفذ وبالحلف كذباً أو تقديم الرشاوى الانتخابية أو الافتراء على المرشحين المنافسين أو التابعين والمؤيدين لهم، أو قيام البعض بإعلان أنه مرشح مستقل فيما هو مدعوم من إحدى الجمعيات السياسية بالباطن التي ارتأت أنها مع الأزمة القطرية. ومن الصعب طرح قائمة واضحة وصريحة عن مرشحيها فلجأت لأسلوب طرح المرشح المستقل المدعوم بالباطن أو العكس كأن يكون المرشح مستقلاً فيقوم البعض بتضليل الناس عن حقيقة توجهاته وتخوينه وادعاء أنه تبع توجهات ضد مصلحة المواطن، فهذا خداع وتضليل وكذب على الناس فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قال «من غشنا فليس منا».
علينا أن ندرك أن أنظار العالم الخارجي كلها موجهة نحو مملكة البحرين في هذه الفترة الهامة والمرحلية، فعلينا أن نظهر بأحسن مظهر وأحلى حلة، وألا نضحك العالم على تصرفاتنا أو نمارس تصرفات غير لائقة تشوه صورة المواطن البحريني وأخلاقيات الشعب البحريني المعروف بطيبته وأخلاقه السمحة وتظهره بشكل غير لائق، فالاستحقاق الانتخابي الحالي يؤرخه تاريخ البحرين وتجربتنا البرلمانية والبلدية، فلا بد أن نلبي واجب الضمير الحي والمسؤولية الوطنية.
خلاصة القول؛ أخلاقنا الانتخابية «فلتلبي الواجب».. واجبات الإسلام وواجب الوطن!
فمن كان مع الله كان الله معه، فحتى وإن كان خصمي لا مبادئ ولا ضمير ولا أخلاق معه لا يمكن أن أنزل «بمستواي» إلى وحل قيمه المنحطة وأكون أسوأ معه فيما يفعله من ألاعيب وحيل بل أرتقي عنه وأترفع، وكما يقال «يا ماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة»!
مناسبة هذا الكلام الأجواء الانتخابية التي تعيشها مملكة البحرين هذه الأيام حيث لاحظ الجميع أن أجواء المنافسة بين الفرق الانتخابية والمرشحين قد ازدادت بشكل كبير خلال هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تزداد الحروب وتكون أكثر شراسة بالأخص الحروب النفسية والإعلامية خلال الأسبوع القادم، ولعل تجاربنا الانتخابية الممتدة لأكثر من 16 سنة -ما شاء الله- وأمام حزم قوانين الجرائم الإلكترونية من الأسباب التي أدت إلى تقليل حملات التشويه الإلكترونية الصريحة والمباشرة والواضحة التي كنا نراها في مواسم الانتخابات السابقة، فموسم الاستحقاق الانتخابي الحالي نجد فيه ركادة أكبر والتجربة الانتخابية عند الناس باتت أكثر نضجاً، وإن كانت هناك حروب نفسية أو إعلامية تمارس من قبل المرشح نفسه أو فرقه الانتخابية أو المتعصبين له في المنطقة فهي تجري من خلف الكواليس ومن تحت الطاولة بطرق أكثر حنكة وخبرة ودراية مما سبق وبشكل غير مباشر بعيداً عن أي شيء ممكن أن يتثبت كإدانة.
حرب الشائعات من المعروف أنها تنشط خلال المواسم الانتخابية في أي بلد، لكن الملاحظ أن انتخابات مملكة البحرين لعام 2018 تميزت بقلة عدد الشائعات مقارنة بتجاربنا الانتخابية في المواسم السابقة حيث في تلك السنين كانت الشائعات تنشط قبل اليوم المحدد للتصويت بعدة أسابيع، بمعدلات كثيفة، ومعظم الشائعات كانت تطال حياة المرشح نفسه الشخصية والخاصة أو أحد أفراد عائلته حيث يشاع في الغالب أنه سكير أو مختلس ومفسد أو تشاجر مع زوجته في خيمته الانتخابية أو قامت امرأة بمهاجمته لأنه على علاقة معها، أو أنه متزوج بالسر وزوجته جاءت إلى خيمته لتفضحه وغيرها من أقاويل باطلة الهدف منها ضرب أخلاق المرشح وتشويه سمعته للتأثير على حظوظه الانتخابية وتنفير الناس منه.
دائماً ما نشدد على أهمية أن يحرص الجميع وخصوصاً الفرق الانتخابية والأشخاص المتعصبين لأحد المرشحين على التحلي بالأخلاق والقيم المجتمعية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، فحتى وإن كان المرشح المنافس الخصم ذا سمعة سيئة ولديه مشاكل أخلاقية لا يجوز التحدث في عرضه والطعن في شرفه وفق مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، حيث من المعروف التوجه السياسي الذي يستخدم هذا الشعار والذي أثبتت الأيام لنا أنه توجه يقوم بتسييس الدين وتحريف مبادئه، فالإسلام لم يبرر ويتهاون يوماً لا في أحكامه ولا قيمه مع أي إنسان يظلم عباد الله سواء بالقول أو الفعل مهما كانت غايته.
نضج التجربة الانتخابية في مملكة البحرين يحتم علينا أن نكون أكثر تحضراً ورقياً وأن نلتزم بالصدق والإخلاص والنية الصادقة لوجه الله الكريم، وأن تفاعلنا مع الأجواء الانتخابية أو دعمنا لمرشح يأتي من باب الإخلاص والوفاء للوطن وحبه والولاء لحكامنا وشعبنا وسعياً في استكمال نجاح المشروع الإصلاحي الرائد لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، وألا نغش الناس أو نكذب عليهم بوعود لا تنفذ وبالحلف كذباً أو تقديم الرشاوى الانتخابية أو الافتراء على المرشحين المنافسين أو التابعين والمؤيدين لهم، أو قيام البعض بإعلان أنه مرشح مستقل فيما هو مدعوم من إحدى الجمعيات السياسية بالباطن التي ارتأت أنها مع الأزمة القطرية. ومن الصعب طرح قائمة واضحة وصريحة عن مرشحيها فلجأت لأسلوب طرح المرشح المستقل المدعوم بالباطن أو العكس كأن يكون المرشح مستقلاً فيقوم البعض بتضليل الناس عن حقيقة توجهاته وتخوينه وادعاء أنه تبع توجهات ضد مصلحة المواطن، فهذا خداع وتضليل وكذب على الناس فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قال «من غشنا فليس منا».
علينا أن ندرك أن أنظار العالم الخارجي كلها موجهة نحو مملكة البحرين في هذه الفترة الهامة والمرحلية، فعلينا أن نظهر بأحسن مظهر وأحلى حلة، وألا نضحك العالم على تصرفاتنا أو نمارس تصرفات غير لائقة تشوه صورة المواطن البحريني وأخلاقيات الشعب البحريني المعروف بطيبته وأخلاقه السمحة وتظهره بشكل غير لائق، فالاستحقاق الانتخابي الحالي يؤرخه تاريخ البحرين وتجربتنا البرلمانية والبلدية، فلا بد أن نلبي واجب الضمير الحي والمسؤولية الوطنية.
خلاصة القول؛ أخلاقنا الانتخابية «فلتلبي الواجب».. واجبات الإسلام وواجب الوطن!