قال الشيخ محمد إسماعيل، المرأة أمة كاملة «أنت نصف الأمة، ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر، فأنت أمة بأسرها».
لقد احتلت المرأة مكانة مرموقة وهامة في المجتمع الإسلامي بعد أن كانت قبل الإسلام مهانة لا قيمة لها، فقد كرمها الإسلام واعتنى بها خير عناية، حفظ لها إنسانيتها وأعلن كامل مسؤوليتها وقرر أهليتها وحررها من مظالم الجاهلية ومنحها العديد من الحقوق كحق التعليم، وحق العمل، وحق المشاركة في اتخاذ القرار، وبالتالي تستطيع المرأة أن تشارك الرجل في تنمية المجتمع مستفيدة مما منحها الله من ميزات وقدرات، كما أن السيرة النبوية وكتب التاريخ مليئة بالأمثلة لمشاركة المرأة في المجتمع بشكل فعال ومؤثر في عدة مجالات مختلفة كالتعليم والطب وخدمة المجتمع والارتقاء به وتطويره، وللأسف مازالت هناك مجتمعات تعتقد بأن المرأة لا تتوفر فيها السمات الكافية لتولي المناصب القيادية بسبب طبيعة جسدها والصعوبات التي قد تواجهها من تولي مثل هذه المناصب، ولكن البحرين فرقت نفسها عن باقي هذه المجتمعات، فاتفاقاً مع النظريات السلوكية التي ترى أن القادة العظام تتم صناعتهم خطوة بخطوة من خلال عمليات متواصلة تدعم إمكانياتهم وتصقلها، حيث أكدت العديد من الدراسات على أن السمات الخاصة بالمرأة القيادية البحرينية لا تكفي وحدها في تفعيل أدوارها بقدر ما يجب أن تساعد البيئات المحيطة على ذلك، فالسياق الاجتماعي البحريني يلعب دوراً كبيراً في تدعيم شروط تمكين المرأة وإتاحة الشروط اللازمة لإبداعاتها سواء من خلال أدوارها القيادية أو أدوارها العادية، إضافة إلى ذلك قارنت دراسات بين القيادات النسائية البحرينية والعالمية في ضوء وعي القيادات البحرينية بأنوثتهن بشكل أكبر من القياديات الأخريات في العالم، وتقديرهن للعائلة بشكل كبير، وتمسكهن بالقيم والمبادئ العربية، ولم يعد من الغريب بعد وصول المرأة البحرينية إلى مناصب قيادية في القطاعات العملية المختلفة، أن تجدها في أحد الأيام مديرك أو مسؤولك المباشر، وأصبح من المألوف أيضاً، على سبيل المثال، أن تدخل قاعة المحكمة لتجدها قاضياً يحكم بين الناس، وها هي اليوم يمكن أن تكون رئيسة مجلس نواب، وقبل ذلك وزيرة وسفيرة وربة عمل، ومن جهة أخرى يرى البعض أن المرأة القيادية بالطبع، تستطيع أكثر من الرجل أن تحتوي مجريات العمل، وتتفهم حاجات العاملين بطريقة أكثر سلاسة وفاعلية، فالمرأة بما تحتويه من عاطفة، قد لا تكون موجودة بالرجل، قادرة على تلمس الحاجات الإنسانية للموظفين، بروية ودون تسرع. وعمدت البحرين إلى رفع مستوى مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تربوية وتدريبية لرفع مستوى هذه المشاركة انتخاباً وترشحاً والتحفيز على تقبل القيادة النسائية، ورغم أن المهارات ترتبط بكلا الجنسين ولا تقتصر فقط على الإناث دون الرجال إلا أنه قد ثبت أن النساء يستطعن التفوق في بعض المهارات المعينة مقارنة مع الرجال مثل تطوير مهارات الإصغاء والمحافظة على التوازن بين الحياة والعمل، حيث الغالبية العظمي من القياديات البحرينيات اتفقن على أن توافر المهارات التحليلية والقدرة على اتخاذ القرارات والذكاء الاجتماعي والعاطفي ومهارات التأثير في الآخرين ومهارات الإصغاء وإدارة الخلافات والمهام المتعددة والتوازن بين الحياة والعمل والمهارات التفاوضية وحل المشكلات والتحدث أمام الجمهور والقدرة على اتخاذ المبادرات، كلها مهارات مطلوبة من أجل الوصول إلى مناصب قيادية. كما اتخذت البحرين إجراءات لتعيين النساء داخل التشكيلات الحكومية حيث أسفرت الإجراءات والتشريعات التي اعتمدتها البحرين عن تحسن التمثيل النسائي على مستويات المجالس المحلية وبعض الوظائف العامة المرتبطة بصنع القرار، إضافة إلى بعض حالات التحسن في التمثيل النيابي والحكومي للمرأة. ففي البحرين مكنت التدابير التشريعية والتحفيزية من مضاعفة نسبة حضور النساء في مجلس النواب، فعطاء المرأة البحرينية نبع لا ينضب في كل المجالات، وإنها من غير مبالغة أساس بناء نهضة البحرين الحديثة، وعملية التنمية الوطنية لم تكتمل إلا بفضل بصمات المرأة وتفانيها في خدمة هذا الوطن، فما وصلت إليه المرأة البحرينية من مكانة ومنزلة على الصعيدين الوطني والدولي هو نتاج الدعم المتواصل لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وللحكومة وللدولة التي عبدت كل السبل وهيأت الأجواء لتظهر المرأة مواهبها وتستثمر قدراتها وترتقي بمهاراتها وتثبت جدارتها في كل المناصب التي أسندت إليها واستحقاقها لما وصلت إليه. فلأول مرة في التاريخ البحريني تكون الأمنيات قوية لانتخاب امرأة رئيسة للبرلمان، حيث أبدى عدد من النواب حماساً كبيراً لترشيح السيدة فوزية زينل لرئاسة مجلس النواب، وربما تصبح أول امرأة تتولى منصب رئاسة مؤسسة برلمانية في تاريخ البحرين، مما يعكس صورة حقيقية ومثالية للواقع الذي تعيشه المرأة البحرينية وما تحظى به من اهتمام ورعاية فائقة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، الأمر الذي أسهم في تحقيق الرقي والتقدم للمرأة البحرينية وجعلها شريكاً للرجل في كل المجالات والمساهمة في تنمية المملكة ونهضتها.
* محلل في الشؤون الاقتصادية والعلوم السياسية
لقد احتلت المرأة مكانة مرموقة وهامة في المجتمع الإسلامي بعد أن كانت قبل الإسلام مهانة لا قيمة لها، فقد كرمها الإسلام واعتنى بها خير عناية، حفظ لها إنسانيتها وأعلن كامل مسؤوليتها وقرر أهليتها وحررها من مظالم الجاهلية ومنحها العديد من الحقوق كحق التعليم، وحق العمل، وحق المشاركة في اتخاذ القرار، وبالتالي تستطيع المرأة أن تشارك الرجل في تنمية المجتمع مستفيدة مما منحها الله من ميزات وقدرات، كما أن السيرة النبوية وكتب التاريخ مليئة بالأمثلة لمشاركة المرأة في المجتمع بشكل فعال ومؤثر في عدة مجالات مختلفة كالتعليم والطب وخدمة المجتمع والارتقاء به وتطويره، وللأسف مازالت هناك مجتمعات تعتقد بأن المرأة لا تتوفر فيها السمات الكافية لتولي المناصب القيادية بسبب طبيعة جسدها والصعوبات التي قد تواجهها من تولي مثل هذه المناصب، ولكن البحرين فرقت نفسها عن باقي هذه المجتمعات، فاتفاقاً مع النظريات السلوكية التي ترى أن القادة العظام تتم صناعتهم خطوة بخطوة من خلال عمليات متواصلة تدعم إمكانياتهم وتصقلها، حيث أكدت العديد من الدراسات على أن السمات الخاصة بالمرأة القيادية البحرينية لا تكفي وحدها في تفعيل أدوارها بقدر ما يجب أن تساعد البيئات المحيطة على ذلك، فالسياق الاجتماعي البحريني يلعب دوراً كبيراً في تدعيم شروط تمكين المرأة وإتاحة الشروط اللازمة لإبداعاتها سواء من خلال أدوارها القيادية أو أدوارها العادية، إضافة إلى ذلك قارنت دراسات بين القيادات النسائية البحرينية والعالمية في ضوء وعي القيادات البحرينية بأنوثتهن بشكل أكبر من القياديات الأخريات في العالم، وتقديرهن للعائلة بشكل كبير، وتمسكهن بالقيم والمبادئ العربية، ولم يعد من الغريب بعد وصول المرأة البحرينية إلى مناصب قيادية في القطاعات العملية المختلفة، أن تجدها في أحد الأيام مديرك أو مسؤولك المباشر، وأصبح من المألوف أيضاً، على سبيل المثال، أن تدخل قاعة المحكمة لتجدها قاضياً يحكم بين الناس، وها هي اليوم يمكن أن تكون رئيسة مجلس نواب، وقبل ذلك وزيرة وسفيرة وربة عمل، ومن جهة أخرى يرى البعض أن المرأة القيادية بالطبع، تستطيع أكثر من الرجل أن تحتوي مجريات العمل، وتتفهم حاجات العاملين بطريقة أكثر سلاسة وفاعلية، فالمرأة بما تحتويه من عاطفة، قد لا تكون موجودة بالرجل، قادرة على تلمس الحاجات الإنسانية للموظفين، بروية ودون تسرع. وعمدت البحرين إلى رفع مستوى مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تربوية وتدريبية لرفع مستوى هذه المشاركة انتخاباً وترشحاً والتحفيز على تقبل القيادة النسائية، ورغم أن المهارات ترتبط بكلا الجنسين ولا تقتصر فقط على الإناث دون الرجال إلا أنه قد ثبت أن النساء يستطعن التفوق في بعض المهارات المعينة مقارنة مع الرجال مثل تطوير مهارات الإصغاء والمحافظة على التوازن بين الحياة والعمل، حيث الغالبية العظمي من القياديات البحرينيات اتفقن على أن توافر المهارات التحليلية والقدرة على اتخاذ القرارات والذكاء الاجتماعي والعاطفي ومهارات التأثير في الآخرين ومهارات الإصغاء وإدارة الخلافات والمهام المتعددة والتوازن بين الحياة والعمل والمهارات التفاوضية وحل المشكلات والتحدث أمام الجمهور والقدرة على اتخاذ المبادرات، كلها مهارات مطلوبة من أجل الوصول إلى مناصب قيادية. كما اتخذت البحرين إجراءات لتعيين النساء داخل التشكيلات الحكومية حيث أسفرت الإجراءات والتشريعات التي اعتمدتها البحرين عن تحسن التمثيل النسائي على مستويات المجالس المحلية وبعض الوظائف العامة المرتبطة بصنع القرار، إضافة إلى بعض حالات التحسن في التمثيل النيابي والحكومي للمرأة. ففي البحرين مكنت التدابير التشريعية والتحفيزية من مضاعفة نسبة حضور النساء في مجلس النواب، فعطاء المرأة البحرينية نبع لا ينضب في كل المجالات، وإنها من غير مبالغة أساس بناء نهضة البحرين الحديثة، وعملية التنمية الوطنية لم تكتمل إلا بفضل بصمات المرأة وتفانيها في خدمة هذا الوطن، فما وصلت إليه المرأة البحرينية من مكانة ومنزلة على الصعيدين الوطني والدولي هو نتاج الدعم المتواصل لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وللحكومة وللدولة التي عبدت كل السبل وهيأت الأجواء لتظهر المرأة مواهبها وتستثمر قدراتها وترتقي بمهاراتها وتثبت جدارتها في كل المناصب التي أسندت إليها واستحقاقها لما وصلت إليه. فلأول مرة في التاريخ البحريني تكون الأمنيات قوية لانتخاب امرأة رئيسة للبرلمان، حيث أبدى عدد من النواب حماساً كبيراً لترشيح السيدة فوزية زينل لرئاسة مجلس النواب، وربما تصبح أول امرأة تتولى منصب رئاسة مؤسسة برلمانية في تاريخ البحرين، مما يعكس صورة حقيقية ومثالية للواقع الذي تعيشه المرأة البحرينية وما تحظى به من اهتمام ورعاية فائقة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، الأمر الذي أسهم في تحقيق الرقي والتقدم للمرأة البحرينية وجعلها شريكاً للرجل في كل المجالات والمساهمة في تنمية المملكة ونهضتها.
* محلل في الشؤون الاقتصادية والعلوم السياسية