اشتهرت البحرين بتنوع تضاريسها من جزر وتلال وبحار وخلجان وغابات النخيل والأشجار المثمرة وغير المثمرة، وعيونها وجداولها وما تعيش فيها من حيوانات من غيلم وضفادع وعفاطي، وسواحلها التي تتميز بظاهرة المد والجزر «الثبر والسجي»، وفي فترة الجزر، تظهر اليابسة بمسافة كيلومتر أو أقل في بعض السواحل، اسألوا أهل الحالة بالمحرق عن هذه الظاهرة ولعبهم الكرة في البطح أثناء الجزر، فإذا جاء المد، غطى ماء البحر ذلك الملعب وانتهت المباراة!
ومن فائدة الجزر، أن تلك الأراضي المغمورة بماء البحر، تتعرض لأشعة الشمس والهواء، وتستفيد منها نباتات بحرية وأحياء برمائية مثل السرطانات الصغيرة السمراء اللون «الشرايب»، والدود الذي تقتات عليه الأسماك الساحلية، مثل الكركفان والبدح والرياش -اسألوا أهل الحداق عن هذه الأنواع من الدود وبيئاتها أثناء الجزر- كل هذا أصبح من الماضي وأهله.
ورجوعاً إلى العنوان طائر الصر والتوازن البيئي، فإن هذا الطائر وهو أصغر من النورس، يعيش على اليابسة قريباً من السواحل، ويتكاثر ويضع بيوضه في أعشاش بين الحشائش الصغيرة، وأشهر أماكن له السواحل الغربية من البحرين، وتبدأ مستعمراته من بعد بستان السبيليات شمالاً إلى الممطلة وما بعدها جنوباً ويشغل بلاج الجزائر وما بعده من استراحات حديثة.
كانت أعداد هذا الطائر بالألوف، ونراها تحلق في الفضاء تستكشف طعمها خاصة سمك «المنجوس»، فتنقض من أعلى إلى سطح البحر حيث تواجد ذلك النوع من السمك الصغير الضعيف، وليس له حول ولا قوة على حماية نفسه من آفتين، الأولى السمك الكبير مثل السبيطي والشعوم إذا غطس، وطيور الصر والنورس إذا طفح، وقد دون تراثنا الشعبي لسان حال المنجوس بالقول المأثور «إذا ركست أكلني السمك وإذا طفحت أكلني الطير»، وهذا حال المستضعفين من البشر في كثير من أنحاء العالم.
السواحل الغربية اختفت وتناقص عدد طير الصر والكريوي، وإذا قدم فصل الشتاء تأتينا طيور النورس «الجن» وطيور الطائر السقطري الأسود «اللوه»، وهذه الطيور ضيوف أعزاء علينا بلا جوازات ولا تأشيرات، ويجملون سواحلنا والجزر، ويستفاد من سمادها عندما كانت البحرين موصوفة بخضرتها، كما يستفاد من بيوضها وصغارها التي لحمها ألذ من لحم الدجاج، كما يقول البحارة المتخصصون في جمع البيوض والفراخ والسماد.
والمقترح أن تنشأ جزر صناعية إلى الغرب من بلاج الجزائر، وجزر صناعية أخرى إلى الشمال من المنامة والمحرق لاستقبال الطيور المهاجرة التي اتخذت من جزر البحرين السابقة محطة مهمة لها أثناء الشتاء، ومن ثم هجرتها إلى بلدان أخرى إذا حل فصل الصيف في مملكتنا الحبيبة المضيافة، كما ألفت نظر المسؤولين عن البيئة، إلى ضرورة تخصيص جزيرة يعصوف الواقعة إلى الغرب من ساحل المالكية كمحمية طبيعية للطيور الوافدة والمقيمة خاصة طائر الصر، وتكاثر الأسماك، إذ تحوي هذه الجزيرة وسواحلها بيئات للصافي والشعم والسبيطي والسلوس والمنجوس والحاكول، كما أدعو إلى تحويل جزيرة سهيلة الواقعة إلى الشمال الغربي من البديع إلى محمية طبيعية، أيضاً الجزر والفشوت «الشعاب المرجانية» المتناثرة في بحرنا المعطاء، وفق الله تعالى الجهة المسؤولة عن حماية البيئة إلى ما فيه الخير وعمارة الكون.
* مؤسس نادي اللؤلؤ وعضو بلدي سابق وناشط اجتماعي
ومن فائدة الجزر، أن تلك الأراضي المغمورة بماء البحر، تتعرض لأشعة الشمس والهواء، وتستفيد منها نباتات بحرية وأحياء برمائية مثل السرطانات الصغيرة السمراء اللون «الشرايب»، والدود الذي تقتات عليه الأسماك الساحلية، مثل الكركفان والبدح والرياش -اسألوا أهل الحداق عن هذه الأنواع من الدود وبيئاتها أثناء الجزر- كل هذا أصبح من الماضي وأهله.
ورجوعاً إلى العنوان طائر الصر والتوازن البيئي، فإن هذا الطائر وهو أصغر من النورس، يعيش على اليابسة قريباً من السواحل، ويتكاثر ويضع بيوضه في أعشاش بين الحشائش الصغيرة، وأشهر أماكن له السواحل الغربية من البحرين، وتبدأ مستعمراته من بعد بستان السبيليات شمالاً إلى الممطلة وما بعدها جنوباً ويشغل بلاج الجزائر وما بعده من استراحات حديثة.
كانت أعداد هذا الطائر بالألوف، ونراها تحلق في الفضاء تستكشف طعمها خاصة سمك «المنجوس»، فتنقض من أعلى إلى سطح البحر حيث تواجد ذلك النوع من السمك الصغير الضعيف، وليس له حول ولا قوة على حماية نفسه من آفتين، الأولى السمك الكبير مثل السبيطي والشعوم إذا غطس، وطيور الصر والنورس إذا طفح، وقد دون تراثنا الشعبي لسان حال المنجوس بالقول المأثور «إذا ركست أكلني السمك وإذا طفحت أكلني الطير»، وهذا حال المستضعفين من البشر في كثير من أنحاء العالم.
السواحل الغربية اختفت وتناقص عدد طير الصر والكريوي، وإذا قدم فصل الشتاء تأتينا طيور النورس «الجن» وطيور الطائر السقطري الأسود «اللوه»، وهذه الطيور ضيوف أعزاء علينا بلا جوازات ولا تأشيرات، ويجملون سواحلنا والجزر، ويستفاد من سمادها عندما كانت البحرين موصوفة بخضرتها، كما يستفاد من بيوضها وصغارها التي لحمها ألذ من لحم الدجاج، كما يقول البحارة المتخصصون في جمع البيوض والفراخ والسماد.
والمقترح أن تنشأ جزر صناعية إلى الغرب من بلاج الجزائر، وجزر صناعية أخرى إلى الشمال من المنامة والمحرق لاستقبال الطيور المهاجرة التي اتخذت من جزر البحرين السابقة محطة مهمة لها أثناء الشتاء، ومن ثم هجرتها إلى بلدان أخرى إذا حل فصل الصيف في مملكتنا الحبيبة المضيافة، كما ألفت نظر المسؤولين عن البيئة، إلى ضرورة تخصيص جزيرة يعصوف الواقعة إلى الغرب من ساحل المالكية كمحمية طبيعية للطيور الوافدة والمقيمة خاصة طائر الصر، وتكاثر الأسماك، إذ تحوي هذه الجزيرة وسواحلها بيئات للصافي والشعم والسبيطي والسلوس والمنجوس والحاكول، كما أدعو إلى تحويل جزيرة سهيلة الواقعة إلى الشمال الغربي من البديع إلى محمية طبيعية، أيضاً الجزر والفشوت «الشعاب المرجانية» المتناثرة في بحرنا المعطاء، وفق الله تعالى الجهة المسؤولة عن حماية البيئة إلى ما فيه الخير وعمارة الكون.
* مؤسس نادي اللؤلؤ وعضو بلدي سابق وناشط اجتماعي