مصر هي الوطن الذي عرف بالسلام والتسامح والوئام عبر العصور منذ دخول الإسلام الذي هو دين التسامح. أما المسيحية فهي دين المحبة كما أن السيد المسيح عليه السلام «الذي نحتفل بذكرى ميلاده في هذه الأيام وهي الخامس والعشرون من ديسمبر وأيضاً في السابع من يناير لاختلاف حساب التقويم القبطي عن التقويم الميلادي الروماني»، نقول إن السيد المسيح عيسى عليه السلام جاء لمصر مع أمه السيدة العذراء مريم وعاش فيها وبارك أرضها.
كما أن النبي محمد عليه الصلاة السلام ارتبط بمصر فالسيدة هاجر أم اسماعيل جد النبي محمد مصرية والسيدة ماريا القبطية تزوجها الرسول وأنجب منها ولده الوحيد إبراهيم الذي انتقل إلى رحمة الله وهو طفل صغير، ولعل لذلك حكمة من الله سبحانه وتعالى ولكن المسلمين بعد ذلك لم يفهموا مغزى هذه الحكمة وتصارعوا على السلطة بصورة غير سليمة. وهذا أشد ما يؤلم كثيراً من المسلمين العقلانيين.
وحقاً كتب أحد الأكاديميين المصريين وهو الدكتور علي الدين هلال مقالاً بجريدة الأهرام في أوائل ديسمبر 2018 عن ضرورة التفرقة بين تاريخ المسلمين وبين تاريخ الإسلام وإن مصطلح تاريخ الإسلام ليس دقيقاً والصحيح أنه تاريخ المسلمين وشتان بين المصطلحين كما أنني في كتابي المعنون «الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين: التحديات والاستجابات» المنشور من المكتبة المصرية اللبنانية بالقاهرة عام 2007 تناولت فيه تفصيلاً كيف أساء المسلمون أو بعضهم للإسلام وخرجوا عن قيمه الصحيحة ونظرته للأديان الأخرى وفهموا خطأ نقد القرآن لسلوك بعض معتنقي الأديان، والصحيح أنه ليس نقداً للمسيحية أو اليهودية أو غيرها وإنما نقد لسلوك بعض أتباع تلك الديانات، وهو سلوك سار عليه بعض المسلمين بالابتعاد عن صحيح الدين وهذا يفسر لنا الصراع الذي عاشه تاريخ المسلمين وتاريخ المسيحيين وكلاهما حمل شعاراً دينياً.
فالسيد المسيح والمسيحية بريئون من الغزوات الصليبية الاستعمارية كما أن الأسلام والمسلمون بريئون من «داعش» وأشباهها وإنما هي مطامع استعمارية وسلطوية، كما قال البابا السابق شنوده أن «مصر ليست بلداً نعيش فيه وإنما هو وطن يعيش فينا».
وبالتأكيد هو ليس وطن المسيحيين فقط أو المسلمين فقط فهذه الأديان جاءت تباعاً في مصر التي سبقت كافة هذه الأديان بحضارتها وشعبها ووجودها بل أن لمصر دوراً في بلورة وحماية هذه الأديان ضد الطغاة من المسيحيين أو المسلمين ولعل من نماذج ذلك ما يعرف بعصر الشهداء في التاريخ المسيحي عندما قام المسيحيون الرومان بذبح آلاف من المسيحيين الأقباط لاختلافهم في المذهب وأيضاً عندما قامت «داعش» بذبح المسيحيين في بعض الدول مثل سوريا والعراق وغيرها وهم أيضاً ذبحوا المسلمين وقتلوهم في مختلف البلاد العربية والإسلامية ومنها مصر عبر الإرهاب الذي تقوم به «داعش» وتابعوها من مختلف الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، عندما اعتدى ودمر المنحرفون في مصر بعض الكنائس في السنوات الأخيرة. وما يقوم به المتطرفون في سيناء ضد الجيش والشعب حتي في مساجدهم في هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر التي مر بها الكثير من الأنبياء والصالحين والقديسين، والله سبحانه وتعالى كان لهؤلاء الطغاة بالمرصاد من قمبيز الفارسي إلى التتار وهولاكو والمغول والعثمانيين والصليبيين وغيرهم.
ولكن مصر دافعت عن نفسها وعن عروبتها وإسلامها العقلاني المعتدل وكان الله مع شعبها وجيشها وأبناء الشعب المصري الطيب المسالم والوديع وجيوشها في قتاله ضد الصليبيين والتتار والأتراك العثمانيين الذين لولا وقوف الغرب الاستعماري معهم ضد جيش مصر في عهد محمد علي باشا ما بقيت الدولة العثمانية وقد جعل الله مصر بلداً آمناً ومستقراً وشعبها ودوداً وصبوراً، وحقاً قال تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. وللحديث بقية.
* مستشار رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات»
كما أن النبي محمد عليه الصلاة السلام ارتبط بمصر فالسيدة هاجر أم اسماعيل جد النبي محمد مصرية والسيدة ماريا القبطية تزوجها الرسول وأنجب منها ولده الوحيد إبراهيم الذي انتقل إلى رحمة الله وهو طفل صغير، ولعل لذلك حكمة من الله سبحانه وتعالى ولكن المسلمين بعد ذلك لم يفهموا مغزى هذه الحكمة وتصارعوا على السلطة بصورة غير سليمة. وهذا أشد ما يؤلم كثيراً من المسلمين العقلانيين.
وحقاً كتب أحد الأكاديميين المصريين وهو الدكتور علي الدين هلال مقالاً بجريدة الأهرام في أوائل ديسمبر 2018 عن ضرورة التفرقة بين تاريخ المسلمين وبين تاريخ الإسلام وإن مصطلح تاريخ الإسلام ليس دقيقاً والصحيح أنه تاريخ المسلمين وشتان بين المصطلحين كما أنني في كتابي المعنون «الإسلام والمسلمون في القرن الحادي والعشرين: التحديات والاستجابات» المنشور من المكتبة المصرية اللبنانية بالقاهرة عام 2007 تناولت فيه تفصيلاً كيف أساء المسلمون أو بعضهم للإسلام وخرجوا عن قيمه الصحيحة ونظرته للأديان الأخرى وفهموا خطأ نقد القرآن لسلوك بعض معتنقي الأديان، والصحيح أنه ليس نقداً للمسيحية أو اليهودية أو غيرها وإنما نقد لسلوك بعض أتباع تلك الديانات، وهو سلوك سار عليه بعض المسلمين بالابتعاد عن صحيح الدين وهذا يفسر لنا الصراع الذي عاشه تاريخ المسلمين وتاريخ المسيحيين وكلاهما حمل شعاراً دينياً.
فالسيد المسيح والمسيحية بريئون من الغزوات الصليبية الاستعمارية كما أن الأسلام والمسلمون بريئون من «داعش» وأشباهها وإنما هي مطامع استعمارية وسلطوية، كما قال البابا السابق شنوده أن «مصر ليست بلداً نعيش فيه وإنما هو وطن يعيش فينا».
وبالتأكيد هو ليس وطن المسيحيين فقط أو المسلمين فقط فهذه الأديان جاءت تباعاً في مصر التي سبقت كافة هذه الأديان بحضارتها وشعبها ووجودها بل أن لمصر دوراً في بلورة وحماية هذه الأديان ضد الطغاة من المسيحيين أو المسلمين ولعل من نماذج ذلك ما يعرف بعصر الشهداء في التاريخ المسيحي عندما قام المسيحيون الرومان بذبح آلاف من المسيحيين الأقباط لاختلافهم في المذهب وأيضاً عندما قامت «داعش» بذبح المسيحيين في بعض الدول مثل سوريا والعراق وغيرها وهم أيضاً ذبحوا المسلمين وقتلوهم في مختلف البلاد العربية والإسلامية ومنها مصر عبر الإرهاب الذي تقوم به «داعش» وتابعوها من مختلف الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، عندما اعتدى ودمر المنحرفون في مصر بعض الكنائس في السنوات الأخيرة. وما يقوم به المتطرفون في سيناء ضد الجيش والشعب حتي في مساجدهم في هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر التي مر بها الكثير من الأنبياء والصالحين والقديسين، والله سبحانه وتعالى كان لهؤلاء الطغاة بالمرصاد من قمبيز الفارسي إلى التتار وهولاكو والمغول والعثمانيين والصليبيين وغيرهم.
ولكن مصر دافعت عن نفسها وعن عروبتها وإسلامها العقلاني المعتدل وكان الله مع شعبها وجيشها وأبناء الشعب المصري الطيب المسالم والوديع وجيوشها في قتاله ضد الصليبيين والتتار والأتراك العثمانيين الذين لولا وقوف الغرب الاستعماري معهم ضد جيش مصر في عهد محمد علي باشا ما بقيت الدولة العثمانية وقد جعل الله مصر بلداً آمناً ومستقراً وشعبها ودوداً وصبوراً، وحقاً قال تعالى «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. وللحديث بقية.
* مستشار رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات»