أبسط التعريفات العلمية لـ»ردة الفعل» هي التي تصفه بالتالي: «استجابة حركية أو حسية انفعالية نتيجة مثيرات العالم الخارجي التي يلتقطها الإنسان عبر الإدراك الحسي».
وطبعاً التعريف الفيزيائي الوصفي لـ»ردة الفعل» يقول بـ»أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه».
لكن الفكرة الأهم التي ينساها الكثيرون، بأن «ردة الفعل» لا تحصل إلا بوجود «فعل»!
مجتمعاتنا للأسف تُقاس بردات فعلها، ينظر للناس ولسلوكهم البشري وكأنهم يرتكبون جريمة أو يقعون في خطأ كبير لو عبروا عن «ردات فعلهم»، بينما المنسي في أغلب الحالات هو «الفعل» نفسه الذي قاد لردات فعل إما مضادة أو متماشية مع الفعل، لكن العرف السائد بأن ردة الفعل تكون في الاتجاه المضاد.
هذا الحكم خاطئ تماماً، إذ قبل أن نحكم على ردة فعل الجمهور، لنقف لحظة ولنقيم «ماذا فعلنا»، أي ما هو الفعل الذي قمنا به والذي استدعى ردة الفعل هذه.
سأورد هنا أمثلة بسيطة جداً، نمارسها في حياتنا اليومية، بإمكانها تفسير هذه «العلاقة الشرطية» التي تغيب عن الأذهان، حينما نبدأ بالحكم على الحالة، ونركز في ردة الفعل لا الفعل.
حينما تتابع الفريق الذي تشجعه وهو يخوض مباراة في كرة القدم، يخرج الفريق ويقدم أداء غير مرض، بل يخسر خسارة فادحة، وتكون الجماهير حاضرة، وطريقة حضورها تختلف، وأعني هنا مسألة الوصول لأرض الملعب للتشجيع والمؤازرة، فبعضهم وصل براحة وآخرون بعناء، ثم يقدم الفريق أسوأ أداء له، بالتالي تكون ردة فعل الجماهير عنيفة تجاه المدرب واللاعبين والجهاز الفني والإداري، يصبون غضبهم عليهم بالضرورة لأنهم لم يؤدوا. هنا لاحظوا أن «الفعل» يتمثل بالفشل في المباراة والخسارة، لكن التعليق الذي سنجده من المعنيين سواء إدارة أو المدرب أو لاعبين سيكون بانتقاد «ردة الفعل» القاسية من الجمهور، وأنه جمهور غوغائي أو غير واع.
لذا نجد في الدول الغربية التي تتضمن دوريات محترفة على أعلى مستوى، يكون أول تصريح من قبل المسؤولين أو المدربين أو اللاعبين متضمناً توجيه الاعتذار للجمهور لأن الأداء «خيب آمالهم».
هناك إحدى المقولات التي مفادها التالي: «بعض البشر يتلذذون بأذيتك، وعندما تظهر ردة الفعل، يلومونك وتصبح أنت شخصاً سيئاً»!
هذه الجملة تشرح ما نريد قوله بكل سهولة، هناك من يقوم بالفعل والذي يؤذي أو يضايق به الآخرين، وعندما يتحرك الآخرون بموجب هذا الفعل، وتظهر منهم ردة الفعل، يقوم أصحاب الفعل بتصوير هؤلاء الأشخاص على أنهم المخطئون وأنهم الملامون، وهكذا ينقلب السحر على الساحر!
الآن لنطبق المعادلة على واقعنا، وتحديداً على الوصف الذي بات ينتشر على كثير من الشرائح المجتمعية، وأنها شرائح «متحلطمة» وأفراد يحبون «النكد» ويعيشون على «النقد» ولا يرون الإيجابيات فقط السلبيات، ولنبحث أكثر في ردات الفعل التي تصدر عن الناس، وسنجد أنها نتيجة أساليب عمل غير صحيحة، سواء أكانت من قطاعات رسمية أو مسؤولين، أو أداء نيابي لا يترقى للتطلعات، أو أمور تقع ضمن خانة التضييق على الناس في مختلف الجوانب.
إن كنا نقوم بالفعل، وندرك أنه فعل غير صحيح، وأنه سيتسبب باستياء الناس، وأنه لا يتفق مع طموحاتهم، وبموازاة ذلك لا نستمع للناس، ولا نتأثر بهم، ولا نتحرك ونطوع عملنا لأجل خدمتهم وفق ملاحظاتهم، عندها لا يحق لنا إطلاقاً أن نحكم بعمومية على المجتمع بأنه سلبي و»متحلطم»، إذ ما يصدر عنهم ليست إلا «ردات فعل»، نتيجة «الفعل» ولا شيء آخر.
وطبعاً التعريف الفيزيائي الوصفي لـ»ردة الفعل» يقول بـ»أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه».
لكن الفكرة الأهم التي ينساها الكثيرون، بأن «ردة الفعل» لا تحصل إلا بوجود «فعل»!
مجتمعاتنا للأسف تُقاس بردات فعلها، ينظر للناس ولسلوكهم البشري وكأنهم يرتكبون جريمة أو يقعون في خطأ كبير لو عبروا عن «ردات فعلهم»، بينما المنسي في أغلب الحالات هو «الفعل» نفسه الذي قاد لردات فعل إما مضادة أو متماشية مع الفعل، لكن العرف السائد بأن ردة الفعل تكون في الاتجاه المضاد.
هذا الحكم خاطئ تماماً، إذ قبل أن نحكم على ردة فعل الجمهور، لنقف لحظة ولنقيم «ماذا فعلنا»، أي ما هو الفعل الذي قمنا به والذي استدعى ردة الفعل هذه.
سأورد هنا أمثلة بسيطة جداً، نمارسها في حياتنا اليومية، بإمكانها تفسير هذه «العلاقة الشرطية» التي تغيب عن الأذهان، حينما نبدأ بالحكم على الحالة، ونركز في ردة الفعل لا الفعل.
حينما تتابع الفريق الذي تشجعه وهو يخوض مباراة في كرة القدم، يخرج الفريق ويقدم أداء غير مرض، بل يخسر خسارة فادحة، وتكون الجماهير حاضرة، وطريقة حضورها تختلف، وأعني هنا مسألة الوصول لأرض الملعب للتشجيع والمؤازرة، فبعضهم وصل براحة وآخرون بعناء، ثم يقدم الفريق أسوأ أداء له، بالتالي تكون ردة فعل الجماهير عنيفة تجاه المدرب واللاعبين والجهاز الفني والإداري، يصبون غضبهم عليهم بالضرورة لأنهم لم يؤدوا. هنا لاحظوا أن «الفعل» يتمثل بالفشل في المباراة والخسارة، لكن التعليق الذي سنجده من المعنيين سواء إدارة أو المدرب أو لاعبين سيكون بانتقاد «ردة الفعل» القاسية من الجمهور، وأنه جمهور غوغائي أو غير واع.
لذا نجد في الدول الغربية التي تتضمن دوريات محترفة على أعلى مستوى، يكون أول تصريح من قبل المسؤولين أو المدربين أو اللاعبين متضمناً توجيه الاعتذار للجمهور لأن الأداء «خيب آمالهم».
هناك إحدى المقولات التي مفادها التالي: «بعض البشر يتلذذون بأذيتك، وعندما تظهر ردة الفعل، يلومونك وتصبح أنت شخصاً سيئاً»!
هذه الجملة تشرح ما نريد قوله بكل سهولة، هناك من يقوم بالفعل والذي يؤذي أو يضايق به الآخرين، وعندما يتحرك الآخرون بموجب هذا الفعل، وتظهر منهم ردة الفعل، يقوم أصحاب الفعل بتصوير هؤلاء الأشخاص على أنهم المخطئون وأنهم الملامون، وهكذا ينقلب السحر على الساحر!
الآن لنطبق المعادلة على واقعنا، وتحديداً على الوصف الذي بات ينتشر على كثير من الشرائح المجتمعية، وأنها شرائح «متحلطمة» وأفراد يحبون «النكد» ويعيشون على «النقد» ولا يرون الإيجابيات فقط السلبيات، ولنبحث أكثر في ردات الفعل التي تصدر عن الناس، وسنجد أنها نتيجة أساليب عمل غير صحيحة، سواء أكانت من قطاعات رسمية أو مسؤولين، أو أداء نيابي لا يترقى للتطلعات، أو أمور تقع ضمن خانة التضييق على الناس في مختلف الجوانب.
إن كنا نقوم بالفعل، وندرك أنه فعل غير صحيح، وأنه سيتسبب باستياء الناس، وأنه لا يتفق مع طموحاتهم، وبموازاة ذلك لا نستمع للناس، ولا نتأثر بهم، ولا نتحرك ونطوع عملنا لأجل خدمتهم وفق ملاحظاتهم، عندها لا يحق لنا إطلاقاً أن نحكم بعمومية على المجتمع بأنه سلبي و»متحلطم»، إذ ما يصدر عنهم ليست إلا «ردات فعل»، نتيجة «الفعل» ولا شيء آخر.