عندما أراد آمر القاعدة الجوية اختبار جاهزية الوحدات المساند للجهد الجوي كلفني وأنا ملازم أول أن أذهب لأحد أقسام القاعدة وأتصل بالإطفاء مبلغاً عن وجود حريق، ثم أحسب توقيت الاستجابة. ولا أعلم لماذا لم يثق بي آمر القسم الذي أردت إجراء التجربة منه. حيث أغلق علينا باب مكتبه علينا حتى وصول الإطفاء لأبلغهم أنه مجرد تمرين حتى لا يحملونه تهمة بلاغ كاذب. وكان الاتصال الثاني لضابط أمن القاعدة عن وقود قنبلة في طائرة حتى نرى سرعتهم وإجراءاتهم. لكن ضابط الأمن الفطن سألني:
ما نوع الطائرة ورقم الطائرة!
فاجأني السؤال، ولمحت من نافذة مكتبي طائرة، فقلت: سكاي هوك 809. فقال: طبعاً يا ذكي في أسفلها قنبلتين وصواريخ أيضاً. وأغلق الخط بوجهي.
كانت تلك في أجواء الحرب العراقية الإيرانية، وحينها اخترقت طائرات إيرانية المجال الجوي الكويتي، وقامت بإطلاق قذائف على العبدلي في 17 نوفمبر 1981. فكانت حالة الاستعداد تتطلب التمرين على كل سيناريو. ولم تتوقف إيران منذ ذلك التاريخ عن تصدر المشهد في الشرق الأوسط، ويملي علينا الحق أن نشير إلى روح المثابرة الإيرانية في الانقضاض على الخطايا الدولية بكل لهفة. وآخرها التجربة الصاروخية الإيرانية التي أجريت الأسبوع الماضي، والتي تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يدعو إيران إلى الإقلاع عن إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. والمحير أنها تمت في وقت تعيش فيه طهران تحت ضغط عقوبات إدارة ترامب ذات الثلاثة مسارات، اقتصادياً، ومنعها من حيازة أسلحة نووية، ومعالجة تمدد برنامجها الصاروخي. فقد تم صنع القمر الصناعي والصاروخ في الجامعات الإيرانية. فمن أين التمويل المقدر بالملايين! صحيح أنه فشل لكن أداء القمر الصناعي «بيام» والمحطتين الأرضيتين كان صحيحاً من حيث الاتصال بينهم في مركز السيطرة الرئيسة في «ماهدشت» وكذلك المركز الآخر في «جزيرة قشم». وقد قيل إن ما حدث هو من مكابرات النظام وعناده الفارغ، وكان استعراضاً متسرعاً للقوة في زمن العقوبات. وإذا كان ترامب قد اعترف بعد التجربة بخطر صواريخ الفضاء الإيرانية على أمن واشنطن، فنستسمح فخامته في استعارة خوفه. حيث لا يمكننا إخفاء خوفنا من أن تجربة صاروخ القمر الصناعي ستكون لفتح ثغرة تمويهية لاستمرار نشاط الحرس الثوري في صنع صواريخه المحرمة بقرار مجلس الأمن فالتكنولوجيا المستخدمة في إطلاق تلك الصواريخ تكاد تشبه تلك المعتمدة في صنع الصواريخ الباليستية، والأهم هو خوفنا في الخليج من أن الأقمار الصناعية الإيرانية هي لتوجيه الصواريخ الباليستية الإيرانية من جزيرة قشم القريبة منا، ولتوجيه صواريخ الحوثيين أيضاً.
* بالعجمي الفصيح:
التمويه عملة إيرانية أزلية سبقت تداول التومان، ومن يشك بعسكرة إيران لبرامجها الفضائية هو كمن يبلغ عن وجود قنبلة في طائرة حربية، فالأمر مفروغ منه.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
ما نوع الطائرة ورقم الطائرة!
فاجأني السؤال، ولمحت من نافذة مكتبي طائرة، فقلت: سكاي هوك 809. فقال: طبعاً يا ذكي في أسفلها قنبلتين وصواريخ أيضاً. وأغلق الخط بوجهي.
كانت تلك في أجواء الحرب العراقية الإيرانية، وحينها اخترقت طائرات إيرانية المجال الجوي الكويتي، وقامت بإطلاق قذائف على العبدلي في 17 نوفمبر 1981. فكانت حالة الاستعداد تتطلب التمرين على كل سيناريو. ولم تتوقف إيران منذ ذلك التاريخ عن تصدر المشهد في الشرق الأوسط، ويملي علينا الحق أن نشير إلى روح المثابرة الإيرانية في الانقضاض على الخطايا الدولية بكل لهفة. وآخرها التجربة الصاروخية الإيرانية التي أجريت الأسبوع الماضي، والتي تنتهك قرار مجلس الأمن 2231 الذي يدعو إيران إلى الإقلاع عن إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. والمحير أنها تمت في وقت تعيش فيه طهران تحت ضغط عقوبات إدارة ترامب ذات الثلاثة مسارات، اقتصادياً، ومنعها من حيازة أسلحة نووية، ومعالجة تمدد برنامجها الصاروخي. فقد تم صنع القمر الصناعي والصاروخ في الجامعات الإيرانية. فمن أين التمويل المقدر بالملايين! صحيح أنه فشل لكن أداء القمر الصناعي «بيام» والمحطتين الأرضيتين كان صحيحاً من حيث الاتصال بينهم في مركز السيطرة الرئيسة في «ماهدشت» وكذلك المركز الآخر في «جزيرة قشم». وقد قيل إن ما حدث هو من مكابرات النظام وعناده الفارغ، وكان استعراضاً متسرعاً للقوة في زمن العقوبات. وإذا كان ترامب قد اعترف بعد التجربة بخطر صواريخ الفضاء الإيرانية على أمن واشنطن، فنستسمح فخامته في استعارة خوفه. حيث لا يمكننا إخفاء خوفنا من أن تجربة صاروخ القمر الصناعي ستكون لفتح ثغرة تمويهية لاستمرار نشاط الحرس الثوري في صنع صواريخه المحرمة بقرار مجلس الأمن فالتكنولوجيا المستخدمة في إطلاق تلك الصواريخ تكاد تشبه تلك المعتمدة في صنع الصواريخ الباليستية، والأهم هو خوفنا في الخليج من أن الأقمار الصناعية الإيرانية هي لتوجيه الصواريخ الباليستية الإيرانية من جزيرة قشم القريبة منا، ولتوجيه صواريخ الحوثيين أيضاً.
* بالعجمي الفصيح:
التمويه عملة إيرانية أزلية سبقت تداول التومان، ومن يشك بعسكرة إيران لبرامجها الفضائية هو كمن يبلغ عن وجود قنبلة في طائرة حربية، فالأمر مفروغ منه.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج