الفارق بين المراهق الذي يعتقد أن الرجولة تكمن في إشعال سيجارة أمام الآخرين والتدخين في حضور المسؤولين عن تربيته وأصدقائه وبين أولئك الذين يعتقدون أنها تكمن في إشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس هو صفر، فلا فرق بين هذا وذاك، كلاهما عمل مراهقين، وكلاهما خطأ لا يكسب فاعله منه شيئاً، فتدخين المراهق للسيجارة لا يعني أنه صار رجلاً ونال احترام الآخرين وصارت له مكانة مجتمعية، ورفع أولئك أعمدة الدخان في الشوارع لا يعني أنهم «مناضلون» و«معارضون» و«في ثورة» ولا يعني أن فعلهم ذاك ثوري، وبالتأكيد لا يمكن أن يكسبوا به احترام الآخرين أو تعاطفهم. ومثلما أن سلوك ذاك المراهق خطأ كذلك هو سلوك أولئك الذين من المثير أن عقليتهم لم تتغير رغم كل ما جرى ورغم تيقنهم بأن هذا السلوك يسيء إليهم وإلى الشعارات التي يرفعونها ولا ينفعهم.
الحقيقة التي يجب على الذين لا يزالون يمارسون الأسلوب نفسه في الشوارع أن يواجهونها هي أن إشعال النار في إطارات السيارات عمل غير مجدٍ، لم يكن مجدياً من قبل ولا يمكن أن يكون مجدياً اليوم أو في الغد، بل على العكس هو سلوك يفقدهم حتى بعض التعاطف الذي ربما لا يزالون يستفيدون منه. يكفي أن يعرفوا أن المتضرر الأكبر من هذا السلوك هم الناس الذين يقولون إنهم يفعلون ما يفعلون من أجلهم وليس الحكومة التي يعتقدون أنهم بعملهم هذا يغيظونها أو يربكونها ويؤثرون عليها. المتضرر من هكذا سلوك هم المواطنون والمقيمون الذين لا علاقة لهم بكل هذا.
كل من يرى أعمدة الدخان من بعيد أو يتعطل في الشارع الذي تم اختطافه من قبل أولئك أو تضررت مصالحه بسبب ذلك يقرر بأن هذا العمل عمل مراهقين ويتخذ من فاعليه موقفاً سالباً، وكل من يؤيد ذاك الفعل لا يجد الحجة التي تعينه على الدفاع عن تأييده لهكذا سلوك وهكذا أفراد، فالخطأ خطأ مهما تم تزيينه، وليس من عاقل يمكنه القول بأن ذاك السلوك صحيح.
للتوضيح ليس إلا، هناك مشهد تلفزيوني لا يمكن أن ينسى تم تصويره في إحدى السنوات في موسم الحج لمتظاهرين إيرانيين دخلوا في مواجهة مع المعنيين بتوفير الأمن للحجاج. المشهد الذي تم تداوله حينها على نطاق واسع في نشرات الأخبار يظهر بعض الإيرانيين في أثناء المواجهات وهم يضربون بغضب دراجة كانت متوفرة في المكان! وفي هذا ما يكفي للتأكيد على عقلية المراهقين التي تحكم أولئك الذين هم في كل الأحوال نسخة من هؤلاء، وإلا ما الذي يمكن أن يجنونه من ضرب دراجة لا حول لها ولا قوة؟ وما الذي يمكن أن يجنونه من إشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس الذين يدعون أنهم ينتصرون لهم؟!
هذا السلوك الخاطئ ينبغي أن ينتهي، ولا مفر أمام أولئك إن أرادوا أن يستمروا في اعتبار أنفسهم «معارضين» و«مناضلين» و«في ثورة» سوى أن يتوقفوا عن هكذا ممارسات سالبة لا قيمة لها ولا نفعاً، وسوى أن يراجعوا أنفسهم لعلهم يتمكنون من تقديم مفيد للمواطنين الذين عانوا كثيراً بسبب تلك الممارسات.
مثلما أن ذاك المراهق الذي يعتقد أن إشعاله سيجارة أمام الملأ تعني أنه صار رجلاً وصارت له مكانة واحترام مخطئ، ومثلما أن فعل أولئك الحجاج الإيرانيين الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن موقفهم سوى ضرب دراجة أوجدها حظها العاثر في المكان مخطئ، ومثلما كل فعل خاطئ لا يقوم به إلا مخطئ، كذلك فإن الفعل الذي يقوم به أولئك في بعض الشوارع أو بعض القرى مخطئ.
{{ article.visit_count }}
الحقيقة التي يجب على الذين لا يزالون يمارسون الأسلوب نفسه في الشوارع أن يواجهونها هي أن إشعال النار في إطارات السيارات عمل غير مجدٍ، لم يكن مجدياً من قبل ولا يمكن أن يكون مجدياً اليوم أو في الغد، بل على العكس هو سلوك يفقدهم حتى بعض التعاطف الذي ربما لا يزالون يستفيدون منه. يكفي أن يعرفوا أن المتضرر الأكبر من هذا السلوك هم الناس الذين يقولون إنهم يفعلون ما يفعلون من أجلهم وليس الحكومة التي يعتقدون أنهم بعملهم هذا يغيظونها أو يربكونها ويؤثرون عليها. المتضرر من هكذا سلوك هم المواطنون والمقيمون الذين لا علاقة لهم بكل هذا.
كل من يرى أعمدة الدخان من بعيد أو يتعطل في الشارع الذي تم اختطافه من قبل أولئك أو تضررت مصالحه بسبب ذلك يقرر بأن هذا العمل عمل مراهقين ويتخذ من فاعليه موقفاً سالباً، وكل من يؤيد ذاك الفعل لا يجد الحجة التي تعينه على الدفاع عن تأييده لهكذا سلوك وهكذا أفراد، فالخطأ خطأ مهما تم تزيينه، وليس من عاقل يمكنه القول بأن ذاك السلوك صحيح.
للتوضيح ليس إلا، هناك مشهد تلفزيوني لا يمكن أن ينسى تم تصويره في إحدى السنوات في موسم الحج لمتظاهرين إيرانيين دخلوا في مواجهة مع المعنيين بتوفير الأمن للحجاج. المشهد الذي تم تداوله حينها على نطاق واسع في نشرات الأخبار يظهر بعض الإيرانيين في أثناء المواجهات وهم يضربون بغضب دراجة كانت متوفرة في المكان! وفي هذا ما يكفي للتأكيد على عقلية المراهقين التي تحكم أولئك الذين هم في كل الأحوال نسخة من هؤلاء، وإلا ما الذي يمكن أن يجنونه من ضرب دراجة لا حول لها ولا قوة؟ وما الذي يمكن أن يجنونه من إشعال النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة الناس الذين يدعون أنهم ينتصرون لهم؟!
هذا السلوك الخاطئ ينبغي أن ينتهي، ولا مفر أمام أولئك إن أرادوا أن يستمروا في اعتبار أنفسهم «معارضين» و«مناضلين» و«في ثورة» سوى أن يتوقفوا عن هكذا ممارسات سالبة لا قيمة لها ولا نفعاً، وسوى أن يراجعوا أنفسهم لعلهم يتمكنون من تقديم مفيد للمواطنين الذين عانوا كثيراً بسبب تلك الممارسات.
مثلما أن ذاك المراهق الذي يعتقد أن إشعاله سيجارة أمام الملأ تعني أنه صار رجلاً وصارت له مكانة واحترام مخطئ، ومثلما أن فعل أولئك الحجاج الإيرانيين الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن موقفهم سوى ضرب دراجة أوجدها حظها العاثر في المكان مخطئ، ومثلما كل فعل خاطئ لا يقوم به إلا مخطئ، كذلك فإن الفعل الذي يقوم به أولئك في بعض الشوارع أو بعض القرى مخطئ.