نواصل في الجزء الثالث من المقال، التعليق على كتاب «الصين والعالم: رؤية الصين للعالم ورؤية العالم للصين»، لأخي السفير الدكتور سيد شلبي. وفي القسم الثاني من التعليق على الكتاب «رؤية الصين للعالم ورؤية العالم للصين»، هنا نقول: - إن محور الكتاب هو مفهوم أن الولايات المتحدة هي العالم باعتبارها القوة العظمى المهيمنة والباقون تبعاً لها أو حلفاء لها من الدول الأوروبية لليابان، وهذا محور رئيس من محاور الكتاب.
- المفهوم الثاني الذي يؤمن به الغرب وبخاصة الولايات المتحدة في نظرتهم للسياسة الدولية أنها سياسة مصالح وطنية وتعتمد على مفهوم التنافس والصراع، ومن هنا قامت الحربان العالميتان والحروب الإقليمية. - بينما الفلسفة الصينية المستمدة من التراث التقليدي تقوم على ثلاثة مفاهيم رئيسة: * تبادل المنافع لتحقيق المصالح الوطنية. * الكسب للجميع game Win-win وليس الكسب لطرف وخسارة للآخر أي ترفض نظرية zero sum game. * التناغم Harmony كجزء رئيس من الفلسفة التي عبر عنها كونفوشيوس والتراث الصيني قبله، وهو ما رفضه ماوتسي تونج واعتبر كونفوشيوس معبراً عن الإقطاع والرأسمالية بخلاف النظرية الماركسية والفكر المادي. * ولكن الصين الحديثة من عهد دنج سياوينج بالدعوة لنظرية «الإصلاح والانفتاح» منذ عام 1978 حتى الآن مع إحداث تطورات وإضافات على فكر الحزب الشيوعي الصيني لتتواكب مع ثلاثة تطورات: * الأول: التطور الاقتصادي والتنموي.
*الثاني: دور القوى السياسية غير الشيوعية والتي تحالفت مع الحزب الشيوعي طوال مرحلة نضاله ثم دخلت معه في قيادة الصين كحليف أصغر تحت قيادة الحزب «والصين بها ثمانية أحزاب» صغيرة ذات طابع ليبرالي صيني وليس ليبرالياً غربياً أو ماركسياً.
* الثالث: ضرورة تطور الفكر ليعبر عن الواقع المادي والاقتصادي في المجتمع، ومن هنا قدم الزعيم الصيني الثاني جيانج تزمين نظريته في ما أسماه «التمثيلات الثلاث» التي عدلت دستور الحزب ليعبر عن دور الرأسمالية الجديدة دون تسميتها بل أطلق عليهم رجال الأعمال وأيضاً ودور المثقفين، وكلا الأمرين يتعارضان مع فكر كارل ماركس ومع فكر ماوتسي تونج، أضف لذلك دور القوات المسلحة في قيادة الثورة وحماية النظام، وهذا التمثيل الثالث يختلف عن الفكر الماركسي التقليدي.
- ثم جاء الرئيس الثالث للجمهورية بقيادة خوجنتاو ليقدم لنا إضافته بإحياء نظرية التناغم Harmony مستمداً إياها من فكر كونفوشيرس والفلسفة الصينية القديمة، وأضاف Harmony لذلك توسيعه لها بأن التناغم في العلاقات بين الدول والسياسة الدولية وليس في المجتمع الداخلي وطبقاته فحسب كما عبر عن ذلك كونفوشيوس. وهكذا تم إحياء فكر الصين وتراثها وقادتها البارزين وأنشأت الصين معاهد ثقافية باسم «معهد كونفوشيوس» باعتباره فيلسوفاً عبر عن تراث وحضارة الصين.
- الرئيس الرابع الحالي «شي جينيبنج» عبر عن أربع حقائق: الأولى: بروز الصين القوية النامية بسرعة.
الثانية: تتطلع الصين لاستعادة حضارتها وتراثها وقوتها، والصين نظرت في تاريخها إلى أنها محور الكون، وهذا واضح في اسمها.
الثالثة: مفهوم الحلم الصيني أو الرؤية الصينية المستقبلية، وهو ما عبر عنه باسم الحلم الصيني ببناء الصين العظيمة صاحبة الحضارة العظيمة واحتلال مكانتها كقوة عالمية عظيمة، وهي التي كانت في الماضي تنظر للدول الأخرى، خاصة دول الجوار بأنهم برابرة وبنت سور لصين العظيم لحمايتها من هؤلاء البرابرة، أننا الصين فهي اعتبرت بحكم اسمها باللغة الصينية محور أو مركز العالم Zhongguo.
الرابعة: التطلع للتعاون الدولي كأساس للتنمية والتقدم والسلام وكانت مبادرة طريق الحرير هي الأساس في هذه المرحلة الجديدة، ونظر الغرب بوجه خاص وبعض الدول الآسيوية بتحفظ شديد لتلك النظرية وفسروها بأنها رؤية صينية للسيطرة على العالم، وفي مقدمة المعارضين الولايات المتحدة والهند واليابان وكثير من الدول الأوروبية، ولكن رؤية الصين لتلك المبادرة أنها وسيلة وأداة لتحقيق ثلاثة أهداف.
وللحديث بقية.
- المفهوم الثاني الذي يؤمن به الغرب وبخاصة الولايات المتحدة في نظرتهم للسياسة الدولية أنها سياسة مصالح وطنية وتعتمد على مفهوم التنافس والصراع، ومن هنا قامت الحربان العالميتان والحروب الإقليمية. - بينما الفلسفة الصينية المستمدة من التراث التقليدي تقوم على ثلاثة مفاهيم رئيسة: * تبادل المنافع لتحقيق المصالح الوطنية. * الكسب للجميع game Win-win وليس الكسب لطرف وخسارة للآخر أي ترفض نظرية zero sum game. * التناغم Harmony كجزء رئيس من الفلسفة التي عبر عنها كونفوشيوس والتراث الصيني قبله، وهو ما رفضه ماوتسي تونج واعتبر كونفوشيوس معبراً عن الإقطاع والرأسمالية بخلاف النظرية الماركسية والفكر المادي. * ولكن الصين الحديثة من عهد دنج سياوينج بالدعوة لنظرية «الإصلاح والانفتاح» منذ عام 1978 حتى الآن مع إحداث تطورات وإضافات على فكر الحزب الشيوعي الصيني لتتواكب مع ثلاثة تطورات: * الأول: التطور الاقتصادي والتنموي.
*الثاني: دور القوى السياسية غير الشيوعية والتي تحالفت مع الحزب الشيوعي طوال مرحلة نضاله ثم دخلت معه في قيادة الصين كحليف أصغر تحت قيادة الحزب «والصين بها ثمانية أحزاب» صغيرة ذات طابع ليبرالي صيني وليس ليبرالياً غربياً أو ماركسياً.
* الثالث: ضرورة تطور الفكر ليعبر عن الواقع المادي والاقتصادي في المجتمع، ومن هنا قدم الزعيم الصيني الثاني جيانج تزمين نظريته في ما أسماه «التمثيلات الثلاث» التي عدلت دستور الحزب ليعبر عن دور الرأسمالية الجديدة دون تسميتها بل أطلق عليهم رجال الأعمال وأيضاً ودور المثقفين، وكلا الأمرين يتعارضان مع فكر كارل ماركس ومع فكر ماوتسي تونج، أضف لذلك دور القوات المسلحة في قيادة الثورة وحماية النظام، وهذا التمثيل الثالث يختلف عن الفكر الماركسي التقليدي.
- ثم جاء الرئيس الثالث للجمهورية بقيادة خوجنتاو ليقدم لنا إضافته بإحياء نظرية التناغم Harmony مستمداً إياها من فكر كونفوشيرس والفلسفة الصينية القديمة، وأضاف Harmony لذلك توسيعه لها بأن التناغم في العلاقات بين الدول والسياسة الدولية وليس في المجتمع الداخلي وطبقاته فحسب كما عبر عن ذلك كونفوشيوس. وهكذا تم إحياء فكر الصين وتراثها وقادتها البارزين وأنشأت الصين معاهد ثقافية باسم «معهد كونفوشيوس» باعتباره فيلسوفاً عبر عن تراث وحضارة الصين.
- الرئيس الرابع الحالي «شي جينيبنج» عبر عن أربع حقائق: الأولى: بروز الصين القوية النامية بسرعة.
الثانية: تتطلع الصين لاستعادة حضارتها وتراثها وقوتها، والصين نظرت في تاريخها إلى أنها محور الكون، وهذا واضح في اسمها.
الثالثة: مفهوم الحلم الصيني أو الرؤية الصينية المستقبلية، وهو ما عبر عنه باسم الحلم الصيني ببناء الصين العظيمة صاحبة الحضارة العظيمة واحتلال مكانتها كقوة عالمية عظيمة، وهي التي كانت في الماضي تنظر للدول الأخرى، خاصة دول الجوار بأنهم برابرة وبنت سور لصين العظيم لحمايتها من هؤلاء البرابرة، أننا الصين فهي اعتبرت بحكم اسمها باللغة الصينية محور أو مركز العالم Zhongguo.
الرابعة: التطلع للتعاون الدولي كأساس للتنمية والتقدم والسلام وكانت مبادرة طريق الحرير هي الأساس في هذه المرحلة الجديدة، ونظر الغرب بوجه خاص وبعض الدول الآسيوية بتحفظ شديد لتلك النظرية وفسروها بأنها رؤية صينية للسيطرة على العالم، وفي مقدمة المعارضين الولايات المتحدة والهند واليابان وكثير من الدول الأوروبية، ولكن رؤية الصين لتلك المبادرة أنها وسيلة وأداة لتحقيق ثلاثة أهداف.
وللحديث بقية.