مرت علينا قبل يومين الذكرى الثامنة والعشرين لتحرير دولة الكويت العزيزة، من الاحتلال الصدامي الغاشم، الذي جثم على صدور الخليجيين جميعاً والكويتيين خصوصاً لمدة 7 أشهر.
مأساة الكويتيين عاشها جميع أشقائهم الخليجيين بلا استثناء، عاشوها لقناعتهم بأن الجرح الذي أدمى الكويتيين نزف في جميع دول مجلس التعاون.
وقتها كنت طفلاً في المدرسة الابتدائية، ولكني أتذكر أجواء المأساة جيداً، وكيف لي أن أنسى الغيوم السوداء التي عمت سماء البحرين وهطل منها المطر الأسود جراء قيام الجيش العراقي بإضرام النار في آبار النفط الكويتية.
عمليات تخزين الأغذية والمياه بالمنازل وتحصينها بالأكياس السوداء والشفافة «الطرابيل»، وإغلاق النوافذ بها باستخدام اللاصق الأبيض الذي صار اسمه لاحقاً في بعض المناطق «ستاكجيب صدام»، كلها أمور، لن ينساها البحرينيون، ولا يزال أثر هذا اللاصق موجوداً في بعض المنازل حتى اليوم.
«أطلقت صفارة الإنذار»، عبارة اعتدنا على سماعها من تلفزيون البحرين الذي كان يقطع البث التلفزيوني، لنسمعها مع ظهور صورة الصافرة على الشاشة محذرة من خطر محتمل قد يصيب البحرين إبان حرب تحرير الكويت، ليتسابق الأطفال بالمنازل على وضع المناشف المبللة تحت الأبواب، ثم لاحقاً نسمع من التلفزيون عبارة «زال الخطر».
لن أنسى حال الطلبة في اليوم الذي سبق العيد الوطني البحريني، وهو اليوم الذي كنا سنوياً ندرس فيه حصتين فقط، ثم تحتفل مدارس البحرين كلها بالعيد الوطني، يومها أخذ الطلبة معهم كتب الحصتين الأوليين فقط، ولكنهم تفاجؤوا بأن جميع المدارس ألغت احتفالاتها بالعيد الوطني تضامناً مع الشعب الكويتي الذي تواجد أبناؤه بمدارس البحرين وقتها.
ومثلما عاش البحرينيون المأساة التي حلت بأهلهم في الكويت، فإنهم عاشوا جميعاً عرسها السنوي قبل أيام بذكرى تحريرها من الغزو، فالبلدان تجمعهما علاقات تاريخية وأخوية وثيقة ومتميزة وراسخة على الأصعدة كافة، نابعة من حرص حكام، وحكومتي وشعبي البلدين، على تعزيز تلك العلاقات والوصول بها إلى أعلى المستويات بما يسهم في المزيد من التعاون المشترك لصالح شعبي البلدين ورقيهما.
وكعادته في هذا المناسبات، زار صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، مقر سفير دولة الكويت لدى المملكة عميد السلك الدبلوماسي، الشيخ عزام مبارك الصباح، وقد أدلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، بتصريح قال فيه «حرصنا على أن نشارك الأخوة في دولة الكويت هذه اللحظات السعيدة، فما يفرحهم يفرحنا، ولنؤكد لهم أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما يحققونه من منجزات متقدمة تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة».
أجزم أن تصريح سمو رئيس الوزراء يمثل كل بحريني، ولا أدل على ذلك من المشاركة الواسعة التي رأيناها من البحرينيين في الاحتفال الذي أقامته السفارة الكويتية يومها، إضافة إلى مشاركتهم لأخوانهم الكويتيين، أفراحهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكما أحزننا مصابهم.. تفرحنا أعراسهم.
مأساة الكويتيين عاشها جميع أشقائهم الخليجيين بلا استثناء، عاشوها لقناعتهم بأن الجرح الذي أدمى الكويتيين نزف في جميع دول مجلس التعاون.
وقتها كنت طفلاً في المدرسة الابتدائية، ولكني أتذكر أجواء المأساة جيداً، وكيف لي أن أنسى الغيوم السوداء التي عمت سماء البحرين وهطل منها المطر الأسود جراء قيام الجيش العراقي بإضرام النار في آبار النفط الكويتية.
عمليات تخزين الأغذية والمياه بالمنازل وتحصينها بالأكياس السوداء والشفافة «الطرابيل»، وإغلاق النوافذ بها باستخدام اللاصق الأبيض الذي صار اسمه لاحقاً في بعض المناطق «ستاكجيب صدام»، كلها أمور، لن ينساها البحرينيون، ولا يزال أثر هذا اللاصق موجوداً في بعض المنازل حتى اليوم.
«أطلقت صفارة الإنذار»، عبارة اعتدنا على سماعها من تلفزيون البحرين الذي كان يقطع البث التلفزيوني، لنسمعها مع ظهور صورة الصافرة على الشاشة محذرة من خطر محتمل قد يصيب البحرين إبان حرب تحرير الكويت، ليتسابق الأطفال بالمنازل على وضع المناشف المبللة تحت الأبواب، ثم لاحقاً نسمع من التلفزيون عبارة «زال الخطر».
لن أنسى حال الطلبة في اليوم الذي سبق العيد الوطني البحريني، وهو اليوم الذي كنا سنوياً ندرس فيه حصتين فقط، ثم تحتفل مدارس البحرين كلها بالعيد الوطني، يومها أخذ الطلبة معهم كتب الحصتين الأوليين فقط، ولكنهم تفاجؤوا بأن جميع المدارس ألغت احتفالاتها بالعيد الوطني تضامناً مع الشعب الكويتي الذي تواجد أبناؤه بمدارس البحرين وقتها.
ومثلما عاش البحرينيون المأساة التي حلت بأهلهم في الكويت، فإنهم عاشوا جميعاً عرسها السنوي قبل أيام بذكرى تحريرها من الغزو، فالبلدان تجمعهما علاقات تاريخية وأخوية وثيقة ومتميزة وراسخة على الأصعدة كافة، نابعة من حرص حكام، وحكومتي وشعبي البلدين، على تعزيز تلك العلاقات والوصول بها إلى أعلى المستويات بما يسهم في المزيد من التعاون المشترك لصالح شعبي البلدين ورقيهما.
وكعادته في هذا المناسبات، زار صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، مقر سفير دولة الكويت لدى المملكة عميد السلك الدبلوماسي، الشيخ عزام مبارك الصباح، وقد أدلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، بتصريح قال فيه «حرصنا على أن نشارك الأخوة في دولة الكويت هذه اللحظات السعيدة، فما يفرحهم يفرحنا، ولنؤكد لهم أننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما يحققونه من منجزات متقدمة تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة».
أجزم أن تصريح سمو رئيس الوزراء يمثل كل بحريني، ولا أدل على ذلك من المشاركة الواسعة التي رأيناها من البحرينيين في الاحتفال الذي أقامته السفارة الكويتية يومها، إضافة إلى مشاركتهم لأخوانهم الكويتيين، أفراحهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فكما أحزننا مصابهم.. تفرحنا أعراسهم.