- أشوفك أستاذة كل الوقت في المؤتمر تكتبين، ارحمي الورق؟
- حقيقة، استحيت أن أعلق على سؤاله بما كان يجول في خاطري:
«كل الوقت أكتب، على الأقل أفضل بكثير مِمن هم منشغلون مع هاتفهم، وكل شوية يخرجون ويعودون إلى المؤتمر، وغافلون عما يدور ويجري».
وإنما اكتفيت بإيماء الرأس وابتسامة خفيفة معلقة على سؤاله: «يمكن لأن أغلبية الكُتّاب يحبون الكتابة!! عدا عن ذلك فما يتم طرحه من أفكار إبداعية جديرٌ تدوينه».
- كاتبة صحفية حضرتك شي جميل جداً.
- شكراً كتير.
مجموعة أمور تحدثنا بها ونهاية الحوار سألني سؤالاً لم يكن ليخطر على بالي: يعني بتعرفي بابجي؟
- رديت ببراءة مطلقة: لا، من هذا؟
- حقيقة إن السيد المحترم استغل جهلي عن بابجي ليخبرني قائلاً عن سر من وجهة نظره مهم جداً: «بابجي، صديقة عزيزة عليَّ، غريبة دار، كلما سنحت لي الفرصة أتواصل معها أتابع أمورها فهي تَمر بمجموعة من المشاكل ولا يوجد أحدٌ غيري قادرٌ على حلها».
- لذا فهذا هو سبب خروجك المستمر من المؤتمر، وانشغالك الدائم مع الهاتف حتى في أوقات الاستراحة؟
- رد وبثقة عالية مع علامات حزن على وجهه: نعم.. هذا هو السبب.
تركته وأنا محدثة نفسي، لا شك في أن هذا الرجل مغروم بالسيدة بابجي ولكنه يخترع قصصَ المشاكل هذه كي يعلل خروجه المستمر. وبعد أسبوعين تقريباً سمعت أحد الزملاء في العمل، يتحدث مع زميل آخر: الليلة سنتجمّع في منزلي بعد صلاة العشاء، فلا بد أن ننهي المسألة الليلة مع بابجي. اسم بابجي لمع في رأسي من جديد.. ولكن بكم من التساؤلات المتتالية: هل هذه صدفة أو مجرّد تشابه أسماء؟ «بابجي» وكأنها نفسها تلك السيدة صديقة الرجل الذي التقيت به في المؤتمر!!
قاطعت زميلاي وأنا مظهرة لهم بأنني أعرف السيدة بابجي التي يتحدثان عنها، قائلة: أنتما أيضاً تعرفان بابجي؟!
ردّا عليّ مستغربين: ليش في حد بالبحرين ما بيعرف بابجي؟
قلت لهما: أي صحيح هي مشهورة جداً.
دخلت زميلة أخرى على الحوار قائلة: «أنا اكره بابجي، هي سبب خراب بيت أختي، فزوجها سُلِب عقله من يوم تعرّف عليها، وكل يوم يعود آخر الليل بسب هذه الملعونة بابجي».
وقبل أن أنصرف إلى مكتبي لأتصفح بصمت الإنترنت وأتعرف على السيدة بابجي غريبة الأطوار خرابة البيوت، التقيت بزميل آخر: بادرته بالسؤال: «بتعرف بابجي؟». رد ومن دون تردد: «أستغفر الله، بابجي أستغفر الله، أنا إنسان مشغول جداً، بيتي وعائلتي هما رقم واحد».
- أيُعقل أن كل البحرين يعرفون عن بابجي، إلا أنا؟!!
صدمتي كانت أن آلاف المواقع تتحدث عن بابجي، لأكتشف أنها لعبة إلكترونية يتم إدراجها من خلال تطبيقات الهاتف الذكي تعمل على جعل عقول الناس الذين يلعبون بها مسلوبي الإرادة ينصاعون لها، إلا ما رحم ربي.
مشتركو اللعبة من كل بقاع الأرض، وتجمعهم لغة واحدة، لغة القتل والانتقام والشتائم والغضب، والأسوَأ من ذلك أن من ضمن مجموعات اللاعبين، أطفالاً هم دون الـ14 سنة يكون لهم الحظ في سماع ما لا يجب سماعه. خلال تصفحي اكتشفت كيف أن علاقات هدمت وبيوتاً تشرذمت وموظفين طردوا من عملهم بسبب لعبة لا يزيد اسمها عن خمسة أحرف، حينها أعطيت العذر لرجل المؤتمر الذي أخفى حقيقة بابجي ومواعيده الغرامية معها... وبهذا وبعد رحلتي في التعرف على السيدة بابجي المزعومة، أتمنى أن نتكاتف جميعاً للقضاء على هذه الظاهرة اللعينة.
- حقيقة، استحيت أن أعلق على سؤاله بما كان يجول في خاطري:
«كل الوقت أكتب، على الأقل أفضل بكثير مِمن هم منشغلون مع هاتفهم، وكل شوية يخرجون ويعودون إلى المؤتمر، وغافلون عما يدور ويجري».
وإنما اكتفيت بإيماء الرأس وابتسامة خفيفة معلقة على سؤاله: «يمكن لأن أغلبية الكُتّاب يحبون الكتابة!! عدا عن ذلك فما يتم طرحه من أفكار إبداعية جديرٌ تدوينه».
- كاتبة صحفية حضرتك شي جميل جداً.
- شكراً كتير.
مجموعة أمور تحدثنا بها ونهاية الحوار سألني سؤالاً لم يكن ليخطر على بالي: يعني بتعرفي بابجي؟
- رديت ببراءة مطلقة: لا، من هذا؟
- حقيقة إن السيد المحترم استغل جهلي عن بابجي ليخبرني قائلاً عن سر من وجهة نظره مهم جداً: «بابجي، صديقة عزيزة عليَّ، غريبة دار، كلما سنحت لي الفرصة أتواصل معها أتابع أمورها فهي تَمر بمجموعة من المشاكل ولا يوجد أحدٌ غيري قادرٌ على حلها».
- لذا فهذا هو سبب خروجك المستمر من المؤتمر، وانشغالك الدائم مع الهاتف حتى في أوقات الاستراحة؟
- رد وبثقة عالية مع علامات حزن على وجهه: نعم.. هذا هو السبب.
تركته وأنا محدثة نفسي، لا شك في أن هذا الرجل مغروم بالسيدة بابجي ولكنه يخترع قصصَ المشاكل هذه كي يعلل خروجه المستمر. وبعد أسبوعين تقريباً سمعت أحد الزملاء في العمل، يتحدث مع زميل آخر: الليلة سنتجمّع في منزلي بعد صلاة العشاء، فلا بد أن ننهي المسألة الليلة مع بابجي. اسم بابجي لمع في رأسي من جديد.. ولكن بكم من التساؤلات المتتالية: هل هذه صدفة أو مجرّد تشابه أسماء؟ «بابجي» وكأنها نفسها تلك السيدة صديقة الرجل الذي التقيت به في المؤتمر!!
قاطعت زميلاي وأنا مظهرة لهم بأنني أعرف السيدة بابجي التي يتحدثان عنها، قائلة: أنتما أيضاً تعرفان بابجي؟!
ردّا عليّ مستغربين: ليش في حد بالبحرين ما بيعرف بابجي؟
قلت لهما: أي صحيح هي مشهورة جداً.
دخلت زميلة أخرى على الحوار قائلة: «أنا اكره بابجي، هي سبب خراب بيت أختي، فزوجها سُلِب عقله من يوم تعرّف عليها، وكل يوم يعود آخر الليل بسب هذه الملعونة بابجي».
وقبل أن أنصرف إلى مكتبي لأتصفح بصمت الإنترنت وأتعرف على السيدة بابجي غريبة الأطوار خرابة البيوت، التقيت بزميل آخر: بادرته بالسؤال: «بتعرف بابجي؟». رد ومن دون تردد: «أستغفر الله، بابجي أستغفر الله، أنا إنسان مشغول جداً، بيتي وعائلتي هما رقم واحد».
- أيُعقل أن كل البحرين يعرفون عن بابجي، إلا أنا؟!!
صدمتي كانت أن آلاف المواقع تتحدث عن بابجي، لأكتشف أنها لعبة إلكترونية يتم إدراجها من خلال تطبيقات الهاتف الذكي تعمل على جعل عقول الناس الذين يلعبون بها مسلوبي الإرادة ينصاعون لها، إلا ما رحم ربي.
مشتركو اللعبة من كل بقاع الأرض، وتجمعهم لغة واحدة، لغة القتل والانتقام والشتائم والغضب، والأسوَأ من ذلك أن من ضمن مجموعات اللاعبين، أطفالاً هم دون الـ14 سنة يكون لهم الحظ في سماع ما لا يجب سماعه. خلال تصفحي اكتشفت كيف أن علاقات هدمت وبيوتاً تشرذمت وموظفين طردوا من عملهم بسبب لعبة لا يزيد اسمها عن خمسة أحرف، حينها أعطيت العذر لرجل المؤتمر الذي أخفى حقيقة بابجي ومواعيده الغرامية معها... وبهذا وبعد رحلتي في التعرف على السيدة بابجي المزعومة، أتمنى أن نتكاتف جميعاً للقضاء على هذه الظاهرة اللعينة.