يعاني بعضنا من إدمان الروتين، وأذكر طرحاً شيقاً على مواقع التواصل الاجتماعي للزميلة الكاتبة مي عبدالعزيز، أشادت فيه بالروتين وكم أن الروتين أمر ليس بالسيء كما يصور البعض، بل إنه يجلب الخبرة بحكم الاعتياد على الأشياء ويمنح نوعاً من الاستقرار والنظام الضروريين لسيرورة حياتنا، وأن الأمر كامن في أن نحب حياتنا بتفاصيلها الصغيرة التي يراها البعض بائسة ما يجعل الروتين أمراً محبباً إلينا. وبينت في طرحها ذاك أن الروتين لا يقتصر على الممارسات وحدها، بل يشمل الالتقاء بنفس الأفراد يومياً، بما في ذلك أهل بيتك وزملائك في العمل، بما في ذلك الأطعمة التي تحبها وربما المطاعم التي ترتادها، بما في ذلك الأغنيات التي تسمعها، أنقل لكم رأي العزيزة مي بكثير من التصرف من باب «الميانة»، ولكن عموماً.. كان حديثها الرائع يدور في هذا السياق.
عندما تفكرت في كلامها وقتذاك وجدت أن ما تقوله صائب جداً، رغم تململنا الدائم من الروتين، ولكن ذلك يدعونا للتوقف والتفكر بجدية للبحث عن أولئك الداعين للتغيير وحاملي ألويته، ودوافعهم، وربما لا يسعفني للاستدلال في هذا السياق إلاَّ الحديث عن السفر باعتباره شكلاً بارزاً لكسر كثير من الأمور التي نعدها روتينية في حياتنا، وللبحث في غايات الدعوة للتخلص من الروتين لدى البعض، يعود هذا الاستدلال لبيتين من الشعر للإمام الشافعي، يقول فيهما:
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْـــــفَـارِ خَمْسُ فَوَائِــدِ:
تَـفَـــــــرُّجُ هَـمٍّ، وَاكْـتِـــــســـــــابُ مَـعـِيــشَـــةٍ،
وَعِلْـمٌ، وَآدَابٌ، وَصُـحْـــبَــةُ مَـــــاجِـــد
إن الدعوة للخروج من الروتين عبر التغرب، تفتح الآفاق واسعة لكثير من المكاسب التي ربما لن تتحقق وأنت على نمطك الموحد دائماً، ولعل الدعوة إلى كسر الروتين لدى كثيرين ترتكز في دوافعها بالمقام الأول على تفريج الهم الذي أشار إليه الشافعي في أبيات شعره.
إننا بحاجة ماسة إلى تفريج الهموم.. ولكننا بحاجة للتساؤل عن أهمية التغيير ونوعية التغيير المنشود. كثير منها يسعى لتغيير حياته الخارجية، مركزاً على القشور، تغيير في طريقة اللباس، أو في المقتنيات الشخصية، تغيير في ديكور الغرفة أو البيت، تغيير في الوظيفة في بعض الأحيان، على أمل أن نرفه عن أنفسنا باحثين عن السعادة في تلك الأمور، بعضنا يسافر للتفريج عن خاطره، قد لا يمكنني نكران حقيقة أن كل تلك الأمور تسهم فعلياً في تغيير المزاج وتبعث على السعادة، ولكنها سعادة وقتية ومحدودة جداً، ما يجعلنا نبحث عن التغيير في مواطن أخرى، في الداخل، في أنفسنا، لتكون سعادة أكثر واقعية وأشد تأثيراً وأطول مدى.
* اختلاج النبض:
«إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم»، إننا فقط بحاجة إلى اكتشاف أنفسنا، إعادة تعريفها، تغذيتها روحياً، لنحيا الحياة التي نريد.. هنا يكمن التغيير الحقيقي. قلت رأياً.
عندما تفكرت في كلامها وقتذاك وجدت أن ما تقوله صائب جداً، رغم تململنا الدائم من الروتين، ولكن ذلك يدعونا للتوقف والتفكر بجدية للبحث عن أولئك الداعين للتغيير وحاملي ألويته، ودوافعهم، وربما لا يسعفني للاستدلال في هذا السياق إلاَّ الحديث عن السفر باعتباره شكلاً بارزاً لكسر كثير من الأمور التي نعدها روتينية في حياتنا، وللبحث في غايات الدعوة للتخلص من الروتين لدى البعض، يعود هذا الاستدلال لبيتين من الشعر للإمام الشافعي، يقول فيهما:
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْـــــفَـارِ خَمْسُ فَوَائِــدِ:
تَـفَـــــــرُّجُ هَـمٍّ، وَاكْـتِـــــســـــــابُ مَـعـِيــشَـــةٍ،
وَعِلْـمٌ، وَآدَابٌ، وَصُـحْـــبَــةُ مَـــــاجِـــد
إن الدعوة للخروج من الروتين عبر التغرب، تفتح الآفاق واسعة لكثير من المكاسب التي ربما لن تتحقق وأنت على نمطك الموحد دائماً، ولعل الدعوة إلى كسر الروتين لدى كثيرين ترتكز في دوافعها بالمقام الأول على تفريج الهم الذي أشار إليه الشافعي في أبيات شعره.
إننا بحاجة ماسة إلى تفريج الهموم.. ولكننا بحاجة للتساؤل عن أهمية التغيير ونوعية التغيير المنشود. كثير منها يسعى لتغيير حياته الخارجية، مركزاً على القشور، تغيير في طريقة اللباس، أو في المقتنيات الشخصية، تغيير في ديكور الغرفة أو البيت، تغيير في الوظيفة في بعض الأحيان، على أمل أن نرفه عن أنفسنا باحثين عن السعادة في تلك الأمور، بعضنا يسافر للتفريج عن خاطره، قد لا يمكنني نكران حقيقة أن كل تلك الأمور تسهم فعلياً في تغيير المزاج وتبعث على السعادة، ولكنها سعادة وقتية ومحدودة جداً، ما يجعلنا نبحث عن التغيير في مواطن أخرى، في الداخل، في أنفسنا، لتكون سعادة أكثر واقعية وأشد تأثيراً وأطول مدى.
* اختلاج النبض:
«إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم»، إننا فقط بحاجة إلى اكتشاف أنفسنا، إعادة تعريفها، تغذيتها روحياً، لنحيا الحياة التي نريد.. هنا يكمن التغيير الحقيقي. قلت رأياً.