إن أهمية العملية التعليمية تكمن في كونها الحجر الأساس الذي تقوم عليه المهن والوظائف الأخرى في المجتمع، فهي المصنع الرئيس للعقول التي تصنع بدورها كل شيء من حولنا، وكأي مصنع في الوجود فإنها تركز على جودة منتجها، ولكن قبل التركيز على المنتج فإنه أحرى بها الاهتمام والتركيز حول المنتج، فإذا صلح صلحت العملية أجمع، وبهذا الصدد يتوجب علينا كتربويين البحث في المعايير التي على المدرس أن يتحلى بها كي نستطيع أن نطلق عليه اسم المعلم المتميز. فمن المعروف عالمياً أن المدرس المتميز هو الذي لديه حسن أداء في توصيل المعلومات وترسيخها في الأذهان، ولكن نادراً ما نجد إعلان توظيف يشترط فيه أن يكون المدرس جيداً في التدريس، الأمر الذي يرمي بالعملية التعليمية في الوحل أكثر فأكثر، ويسحب بها للوراء يوماً بعد يوم فكثيراً ما نجد الطلبة وذويهم يبحثون عما يسد هذه الثغرة لديهم فيلجأ البعض للدروس الخصوصية والتي تعتبر مرضاً «مزمناً» وعبئاً ثقيلاً على كاهل أولياء الأمور ذوي الدخل المحدود، والتي لا يمكن اعتبارها حلاً على الإطلاق وإنما هرباً من مرض للوقوع لمرض أكبر منه بكثير، ولذلك لابد من التركيز على المرض والمشكلة الأساس وهي جودة التدريس ولا بد من الإشارة إلى بعض المعايير المهمة التي يجب أن تتوفر في المدرسين بشكل عام ومدرس الرياضيات على وجه الخصوص وهي كالتالي:
1- أن يكون لدى المدرس معرفة عميقة في الموضوع الذي يطرحه.
2- أن يكون لدى المدرس القدرة على شرح المادة بوضوح «أساليب متعددة في طرح الموضوع».
3- أن يكون لدى المدرس قدرة على فهم احتياجات الطلبة والفروق بينهم في سرعة الفهم.
4- أن يكون لدى المدرس رغبة في مساعدة الطلبة وتوجيههم بكيفية الحصول على المعرفة.
5- أن يفتح بابه للطلبة ويوفر لهم مساحة مناسبة من وقته فيترك لهم أكثر من وسيلة للتواصل معه كرقم هاتف أو بريد إلكتروني أو غيره.
6- الصبر على العملية التعليمية والطلاب وتشجيع الطلبة على السؤال وطرح وجهات النظر لديهم.
7- البحث المستمر عن ما يجعل من صفه أكثر إمتاعاً وتفاعلية.
8- إطلاق العنان للطلبة للتفكير والاعتماد على الذات وغرس الثقة فيهم والإيمان بقدرات الطلبة على الإبداع.
9- المرونة في استخدام طرق التدريس المختلفة بحيث يتم تبديل طريقة إلى أخرى حسب احتياجات الطلبة وطبيعة الموضوع والقدرة على التحديث في العملية التعليمية في الموضوع الواحد من وقت إلى آخر.
10- تقسيم المادة إلى أسئلة نوعية يتم تناولها في الصف بعناية فائقة وأخرى للواجبات البيتية سواء من المرجع الرئيسي للمادة أو باختيار مراجع إضافية في المكتبة أو من مصادر المعرفة الأخرى وبذلك يدفع بهم إلى الاعتماد على الذات في استقاء المعرفة وعدم الاكتفاء بما يتم تناوله في الصف.
11- العدل والحزم في تقييم الطلبة والعناية بهم والحرص على فهمهم للمحاضرة على حد سواء.
12- الدقة والالتزام في إعطاء المحاضرات.
13- فن التسلسل في الأفكار وطرح المواضيع من الأسهل للأصعب.
وكما أن الاهتمام ببناء المدرس الخارجي بالالتزام بالمعايير سابقة الذكر مهما فإن اهتمام المدرس نفسه ببناء الداخل يعتبر أكثر اهتماما ولذلك لابد لأي مدرس يسعى للتميز أن يسأل نفسه مجموعة من التساؤلات التالية وأن يناقشها بحرص ورغبة بتطوير الذات وهي كالتالي:
أ- هل لدي معرفة بطلابي وطريقة تعلمهم ونفسيتهم كمتعلمين صغار؟
ب- هل من المفيد طلب النصيحة من مدرسين متميزين من ذوي الخبرة لتحسين أسلوبي في التدريس سواء بحضور محاضرتي أو العكس؟
ج- هل من المفيد أن أقيم نفسي وذلك عن طريق تصوير محاضرات مثلاً أراقب فيها نفسي وتقسيمي للسبورة وحركتي في المحاضرة وردود فعل طلبتي؟
د- هل أنا أحب العمل الذي أقوم به وأنتمي له؟ وإلا كيف سأكون ناجحاً في عملي إذا لم أعتبره نبيلاً وأحترم قدسيته.
هـ - هل أحب تخصصي وأعتبره شيئاً يستحق عناء التدريس ولدي القدرة على تحبيب الآخرين به وإضفاء جو من المتعة على وقت تدريسي له؟
و- هل لدي معرفة كيفية تخصصي وما أقوم بتدريسه وأملك الثقة المطلقة للإجابة على أي سؤال قد يطرقه الطلاب؟ وهل لدي معرفة باختلاف المراجع الرئيسية والمساندة للمادة من أجل توجيه الطلبة حسب احتياجاتهم؟
ك- هل أستطيع مواكبة التطور في مجال تخصصي واتباع ذلك بانتظام بحيث أمتلك القدرة على مساعدة الطلبة على مواجهة كافة المسائل التي قد تواجههم خلال الدراسة والبحث؟
ل- هل طريقتي في التدريس ومنهجيتي قائمة على نجاح طلبتي في الامتحانات فقط أم أنني أسعى من خلالها على أن أرفعهم للتفكير بطريقة يحصنون أنفسهم من خلالها بالعلم.
م- هل أنا قدوة لطلابي من الناحية العلمية والخلقية؟ وكيف أستطيع أن أطور نفسي لأصبح قدوة يفتخر بها ويعتز بالتمثل بها؟
وبالنهاية ورغم كل المحاولات في بناء معلمين متميزين فإننا قليلاً ما نحظى بمعلم متميز حقاً ولذلك لابد من العناية بهؤلاء القلة وتحفيزهم للحفاظ على تميزهم وتطوير قدراتهم للنهوض بالعملية التعليمية من خلالهم نحو الأفضل وتحفيز البقية من المعلمين للتشبه بهم، فالتعليم والتعلم والبحث العلمي بحاجة لإدارة ناجحة تديره بجودة عالية ضمن منظومة متكاملة يكمل كل منها الآخر.
* أستاذ مشارك - قسم الرياضيات - كلية العلوم - جامعة البحرين
1- أن يكون لدى المدرس معرفة عميقة في الموضوع الذي يطرحه.
2- أن يكون لدى المدرس القدرة على شرح المادة بوضوح «أساليب متعددة في طرح الموضوع».
3- أن يكون لدى المدرس قدرة على فهم احتياجات الطلبة والفروق بينهم في سرعة الفهم.
4- أن يكون لدى المدرس رغبة في مساعدة الطلبة وتوجيههم بكيفية الحصول على المعرفة.
5- أن يفتح بابه للطلبة ويوفر لهم مساحة مناسبة من وقته فيترك لهم أكثر من وسيلة للتواصل معه كرقم هاتف أو بريد إلكتروني أو غيره.
6- الصبر على العملية التعليمية والطلاب وتشجيع الطلبة على السؤال وطرح وجهات النظر لديهم.
7- البحث المستمر عن ما يجعل من صفه أكثر إمتاعاً وتفاعلية.
8- إطلاق العنان للطلبة للتفكير والاعتماد على الذات وغرس الثقة فيهم والإيمان بقدرات الطلبة على الإبداع.
9- المرونة في استخدام طرق التدريس المختلفة بحيث يتم تبديل طريقة إلى أخرى حسب احتياجات الطلبة وطبيعة الموضوع والقدرة على التحديث في العملية التعليمية في الموضوع الواحد من وقت إلى آخر.
10- تقسيم المادة إلى أسئلة نوعية يتم تناولها في الصف بعناية فائقة وأخرى للواجبات البيتية سواء من المرجع الرئيسي للمادة أو باختيار مراجع إضافية في المكتبة أو من مصادر المعرفة الأخرى وبذلك يدفع بهم إلى الاعتماد على الذات في استقاء المعرفة وعدم الاكتفاء بما يتم تناوله في الصف.
11- العدل والحزم في تقييم الطلبة والعناية بهم والحرص على فهمهم للمحاضرة على حد سواء.
12- الدقة والالتزام في إعطاء المحاضرات.
13- فن التسلسل في الأفكار وطرح المواضيع من الأسهل للأصعب.
وكما أن الاهتمام ببناء المدرس الخارجي بالالتزام بالمعايير سابقة الذكر مهما فإن اهتمام المدرس نفسه ببناء الداخل يعتبر أكثر اهتماما ولذلك لابد لأي مدرس يسعى للتميز أن يسأل نفسه مجموعة من التساؤلات التالية وأن يناقشها بحرص ورغبة بتطوير الذات وهي كالتالي:
أ- هل لدي معرفة بطلابي وطريقة تعلمهم ونفسيتهم كمتعلمين صغار؟
ب- هل من المفيد طلب النصيحة من مدرسين متميزين من ذوي الخبرة لتحسين أسلوبي في التدريس سواء بحضور محاضرتي أو العكس؟
ج- هل من المفيد أن أقيم نفسي وذلك عن طريق تصوير محاضرات مثلاً أراقب فيها نفسي وتقسيمي للسبورة وحركتي في المحاضرة وردود فعل طلبتي؟
د- هل أنا أحب العمل الذي أقوم به وأنتمي له؟ وإلا كيف سأكون ناجحاً في عملي إذا لم أعتبره نبيلاً وأحترم قدسيته.
هـ - هل أحب تخصصي وأعتبره شيئاً يستحق عناء التدريس ولدي القدرة على تحبيب الآخرين به وإضفاء جو من المتعة على وقت تدريسي له؟
و- هل لدي معرفة كيفية تخصصي وما أقوم بتدريسه وأملك الثقة المطلقة للإجابة على أي سؤال قد يطرقه الطلاب؟ وهل لدي معرفة باختلاف المراجع الرئيسية والمساندة للمادة من أجل توجيه الطلبة حسب احتياجاتهم؟
ك- هل أستطيع مواكبة التطور في مجال تخصصي واتباع ذلك بانتظام بحيث أمتلك القدرة على مساعدة الطلبة على مواجهة كافة المسائل التي قد تواجههم خلال الدراسة والبحث؟
ل- هل طريقتي في التدريس ومنهجيتي قائمة على نجاح طلبتي في الامتحانات فقط أم أنني أسعى من خلالها على أن أرفعهم للتفكير بطريقة يحصنون أنفسهم من خلالها بالعلم.
م- هل أنا قدوة لطلابي من الناحية العلمية والخلقية؟ وكيف أستطيع أن أطور نفسي لأصبح قدوة يفتخر بها ويعتز بالتمثل بها؟
وبالنهاية ورغم كل المحاولات في بناء معلمين متميزين فإننا قليلاً ما نحظى بمعلم متميز حقاً ولذلك لابد من العناية بهؤلاء القلة وتحفيزهم للحفاظ على تميزهم وتطوير قدراتهم للنهوض بالعملية التعليمية من خلالهم نحو الأفضل وتحفيز البقية من المعلمين للتشبه بهم، فالتعليم والتعلم والبحث العلمي بحاجة لإدارة ناجحة تديره بجودة عالية ضمن منظومة متكاملة يكمل كل منها الآخر.
* أستاذ مشارك - قسم الرياضيات - كلية العلوم - جامعة البحرين