لم تكن البحرين يوماً ما من تاريخها الطويل وإلى حاضرها المشرق، دولة حرب واعتداء، بل تنشد الأمن والأمان والسلام لها ولغيرها، وعلى هذا الأساس استطاعت أن تأمن على نفسها وشعبها، والمتعارف عليه – وهذا واقعها ولم تبنِ سوراً أو قلاعاً لتحمي حدودها البحرينية من غارة خارجية مفاجئة وعلى حين غرة، والاستيلاء عليها وعلى ثرواتها وسبي نسائها وأطفالها، وهذا متاح لمن يريد بها سوءاً خاصة في فترة الصيف وهو موسم الغوص إذ إن أغلب من يستطيع حمل السلاح من رجال وشباب يبحثون عن رزقهم في أعماق البحر بعيداً عن اليابسة وما عليها من كبار السن والنساء والأطفال، وهم من لايستطيعون حمل سلاح والمقاومة، ونستثني هنا الفلاحين والتجار لحاجتهم لفلاحة الأرض والتجار لإدارة تجارتهم ودوران عجلة الاقتصاد.
وهكذا أقامت علاقاتها مع أخوانها العرب وجيرانها ووطدت صداقتها مع القوة الجديدة التي جاءت من وراء البحار، وأعني بريطانيا العظمى التي فرضت نفوذها وهيمنتها على الهند، ودخلت الخليج العربي بعد أفول البرتغاليين، وأعطت البحرين مهامها الخارجية والدفاعية إلى بريطانيا وفق معاهدة واضحة المعالم بين الطرفين.
أما الشأن الداخلي وعلاقة الحاكم بالمواطنين فقد قامت على العدل والتعاون والمشورة على بناء البيت البحريني ومؤسساته التي تدير الشأن الداخلي، معتمدة على كفاءة أبنائها، وقام البناء واستقرت الخارطة الجغرافية السياسية وفق إرادة الله تعالى في توزيع الخلافة على من يشاء من عباده الصالحين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لله عبادٌ يخصهم بالنعم، فإن هم أعطوها أدامها فيهم، فإن هم منعوها نزعها منهم وأعطاها أقواماً آخرين»، واستقر الحكم بأيديهم بفضل الله تعالى وتأييد السواد الأعظم من البحرينيين بعد الفتح المؤزر بقيادة أحمد الفاتح عام 1783، ونعم الخليفة آل خليفة الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول، واستقرت الأوضاع.
إلا أن أطماع إيران في البحرين عادت من جديد مع أن البحرين نالت استقلالها عام 1971 واعترفت دول العالم بها كدولة مستقلة ذات سيادة.
لكن بعد الثورة الخمينية عام 1979 أعاد القادة الإيرانيون الجدد ترديد الأسطوانة القديمة بأن البحرين هي الولاية الـ 14 من الحكم الفارسي، وحمى وطيس ذلك الادعاء تحت مسمى تصدير الثورة إلى خارج حدود إيران، مجندة بذلك من تستطيع تجنيده من داخل البحرين وغير البحرين، لكن مخططها سقط بوقفة الفاتح عام 2011 وسياسة الدولة الموفقة في إدارة الأزمات، وحفظ النسيج البحريني من التفكك والمحافظة على الوحدة الوطنية التي هي سر من أسرار شموخ مملكة البحرين وعلو كعبها.
إلا أن المؤامرات لا تزال تحاك ضدنا وضد وطننا من قبل أطراف تسمي نفسها جمعيات حقوق الإنسان، على وقع مزاعم أن البحرين حقوق الإنسان فيها مهدرة، أيضاً ولكن، عيون حماة الوطن لها بالمرصاد وكما قال المشير القائد العام لقوة الدفاع البحرين في كتابه سيرة ومسيرة «إن عدتم عدنا».
بما أن بلادنا ذاقت مرارة الإرهاب المحدق بنا بين الفينة والفينة، وما يجره الإرهاب على الأوطان والشعوب من مخاطر، واستوعبت الدروس، فإنها – أي بلادنا– لاتألو جهداً في محاربته والكفاح ضده، ليخلو العالم من الإرهاب وأهله وشروره، وأن البحرين تمد يدها لمن يقف إلى جانبها لمحاربة هذه الآفة المخربة للأوطان وزعزة الأمن، والبحرين لا تريد شراً لأحد أو معاداة أحد، بل نريد نحن البحرينيين أن ينتشر السلام في جميع أنحاء المعمورة، ونلتفت إلى عمارة بلادنا جميعاً، إذ أصبحت الكرة الأرضية في حاضرنا المعاش أضيق من قرية في عصر التكنولوجيا الحديثة، والنار التي تشتعل في دولة، يصل لهيبها وضررها إلى الدول المجاورة لها شئنا أم أبينا، فهل من معتبر؟ وهل تتفق دول العالم مجتمعة على محاربة كل دولة تسول لها نفسها التدخل في شأن دولة أخرى؟ هل نعطي الحقوق لأصحابها الشرعيين الذين سلبت أوطانهم ظلماً وعدواناً، مثل ما هو حاصل على أرض فلسطين وطمس حقوق مواطنيها الأصليين وسفك دمائهم بلا رادع؟ أملي أن يسود العالم السلام، وهذه أمنية مملكة البحرين حكومة وشعباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عقد لواءً في غير حق، أو عق والديه، أو مشى مع ظالم ينصره، من فعلهن فقد أجرم».
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
{{ article.visit_count }}
وهكذا أقامت علاقاتها مع أخوانها العرب وجيرانها ووطدت صداقتها مع القوة الجديدة التي جاءت من وراء البحار، وأعني بريطانيا العظمى التي فرضت نفوذها وهيمنتها على الهند، ودخلت الخليج العربي بعد أفول البرتغاليين، وأعطت البحرين مهامها الخارجية والدفاعية إلى بريطانيا وفق معاهدة واضحة المعالم بين الطرفين.
أما الشأن الداخلي وعلاقة الحاكم بالمواطنين فقد قامت على العدل والتعاون والمشورة على بناء البيت البحريني ومؤسساته التي تدير الشأن الداخلي، معتمدة على كفاءة أبنائها، وقام البناء واستقرت الخارطة الجغرافية السياسية وفق إرادة الله تعالى في توزيع الخلافة على من يشاء من عباده الصالحين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لله عبادٌ يخصهم بالنعم، فإن هم أعطوها أدامها فيهم، فإن هم منعوها نزعها منهم وأعطاها أقواماً آخرين»، واستقر الحكم بأيديهم بفضل الله تعالى وتأييد السواد الأعظم من البحرينيين بعد الفتح المؤزر بقيادة أحمد الفاتح عام 1783، ونعم الخليفة آل خليفة الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول، واستقرت الأوضاع.
إلا أن أطماع إيران في البحرين عادت من جديد مع أن البحرين نالت استقلالها عام 1971 واعترفت دول العالم بها كدولة مستقلة ذات سيادة.
لكن بعد الثورة الخمينية عام 1979 أعاد القادة الإيرانيون الجدد ترديد الأسطوانة القديمة بأن البحرين هي الولاية الـ 14 من الحكم الفارسي، وحمى وطيس ذلك الادعاء تحت مسمى تصدير الثورة إلى خارج حدود إيران، مجندة بذلك من تستطيع تجنيده من داخل البحرين وغير البحرين، لكن مخططها سقط بوقفة الفاتح عام 2011 وسياسة الدولة الموفقة في إدارة الأزمات، وحفظ النسيج البحريني من التفكك والمحافظة على الوحدة الوطنية التي هي سر من أسرار شموخ مملكة البحرين وعلو كعبها.
إلا أن المؤامرات لا تزال تحاك ضدنا وضد وطننا من قبل أطراف تسمي نفسها جمعيات حقوق الإنسان، على وقع مزاعم أن البحرين حقوق الإنسان فيها مهدرة، أيضاً ولكن، عيون حماة الوطن لها بالمرصاد وكما قال المشير القائد العام لقوة الدفاع البحرين في كتابه سيرة ومسيرة «إن عدتم عدنا».
بما أن بلادنا ذاقت مرارة الإرهاب المحدق بنا بين الفينة والفينة، وما يجره الإرهاب على الأوطان والشعوب من مخاطر، واستوعبت الدروس، فإنها – أي بلادنا– لاتألو جهداً في محاربته والكفاح ضده، ليخلو العالم من الإرهاب وأهله وشروره، وأن البحرين تمد يدها لمن يقف إلى جانبها لمحاربة هذه الآفة المخربة للأوطان وزعزة الأمن، والبحرين لا تريد شراً لأحد أو معاداة أحد، بل نريد نحن البحرينيين أن ينتشر السلام في جميع أنحاء المعمورة، ونلتفت إلى عمارة بلادنا جميعاً، إذ أصبحت الكرة الأرضية في حاضرنا المعاش أضيق من قرية في عصر التكنولوجيا الحديثة، والنار التي تشتعل في دولة، يصل لهيبها وضررها إلى الدول المجاورة لها شئنا أم أبينا، فهل من معتبر؟ وهل تتفق دول العالم مجتمعة على محاربة كل دولة تسول لها نفسها التدخل في شأن دولة أخرى؟ هل نعطي الحقوق لأصحابها الشرعيين الذين سلبت أوطانهم ظلماً وعدواناً، مثل ما هو حاصل على أرض فلسطين وطمس حقوق مواطنيها الأصليين وسفك دمائهم بلا رادع؟ أملي أن يسود العالم السلام، وهذه أمنية مملكة البحرين حكومة وشعباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عقد لواءً في غير حق، أو عق والديه، أو مشى مع ظالم ينصره، من فعلهن فقد أجرم».
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي