جواب السؤال الذي يدور في رؤوس البعض وملخصه لماذا إيران تحديداً التي يتم انتقادها والتهديد بضربها هو السلوك السالب الذي تمارسه، فالنظام الإيراني أثبت أنه مؤذٍ وسبب جل إن لم يكن كل المشكلات في المنطقة وفي العديد من مناطق العالم. بمعنى أنه لولا ممارسات هذا النظام وتجاوزه لكل الحدود لما قال عنه أحد أي شيء ولما «استهدف».

النظام الإيراني يعمل على التأجيج المذهبي والطائفي في الدول العربية ويدعم الميليشيات الإرهابية في العديد من الدول العربية بالمال ويمدها بالسلاح بل إنه هو وراء تأسيس العديد من تلك الميليشيات، فالنظام الإيراني هو الذي أسس «حزب الله» في لبنان وأنشأ فروعاً له في سوريا والعراق واليمن وهو الذي أسس العديد من الميليشيات في المنطقة ومنها البحرين. فإذا أضيف إلى كل هذا التصريحات الاستفزازية المستمرة من المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية فإن السكوت عنه تقصير ينبغي أن يحاسب عليه كل من له علاقة بهذا الأمر.

الدول العربية لا تعادي إيران ولا ترغب في معاداتها، ولكنها بالتأكيد لا تقبل من النظام المسيطر على السلطة فيها ما يقوم به من ممارسات سالبة تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتدخل شعوبها في متاهات هي في غنى عنها، ولولا هذا لما تم تشكيل اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران ولما اهتمت هذه الدول والدول العربية إجمالاً وتدارست سبل التصدي لتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.

البيان الذي أصدرته أخيراً اللجنة العربية المكونة من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية أدانت فيه واستنكرت استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وقيامها بمساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وإيوائهم وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية ومواصلة التصريحات المعادية على مختلف المستويات بغية زعزعة الأمن والاستقرار فيها وتأسيسها لجماعات إرهابية بمملكة البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وذراعيه كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية وحزب الله الإرهابي.

النظام الإيراني فتح أراضي إيران لما يسمى بـ«سرايا الأشتر» الإرهابية فاتخذت منها مقراً لها وحصلت على كل ما تحتاجه من دعم وظروف تتيح لها الإساءة للبحرين. هذا النظام فتح أبوابه لهذا التنظيم ولغيره من التنظيمات الإرهابية رغم علمه بأنها موضوعة على قائمة الإرهاب في البحرين وفي العديد من الدول العربية والعالم، وهذا يؤكد بأنه وراءها وأنه يغامر بأمن واستقرار المنطقة ولا يهمه دولها وما قد تتعرض له من تلك التنظيمات، أي أنها قررت أن تعادي كل هذه الدول. من هنا فإن الجواب عن السؤال عن أسباب اتخاذ العرب والعالم موقفاً من إيران والتهديد بضربها صار واضحاً، إذ من غير المعقول أن يتم السكوت عن هذا الذي يمارسه هذا النظام ومستمر منذ 40 سنة من دون توقف.

الرسالة التي يوجهها العالم والدول العربية المتضررة من النظام الإيراني والدول التي ترفض هذه التجاوزات والاعتداءات والتدخلات من قبل هذا النظام هي أن على إيران أن تختار بين العقل واللاعقل وأن تعلم بأنها إن استمرت في هذا السلوك فإن النبذ هو المأوى وإن نهايتها اقتربت، فالعالم ودول المنطقة على وجه الخصوص لا يمكن أن يقبلوا باستمرار هذا الوضع ولن يتأخر اليوم الذي يهب فيه الجميع في وجه النظام الإيراني كي تتمتع المنطقة بالاستقرار ويتوفر فيها الأمن والأمان ويتفرغ الناس فيها للبناء وللعودة إلى الإسهام بفاعلية في مشوار الارتقاء بالبشرية.

الدول العربية لا تعادي إيران ولا ترغب في معاداتها أو الدخول معها في مواجهات ولا تستهدفها، كل ما تريده من النظام الحاكم فيها هو أن يعود إلى رشده وينتبه إلى ممارساته المرفوضة.