الاختلاف سنة كونية، والخلاف أحد قوانين إنتاج ما هو جديد ومغاير. غير أن معادلات الخلاف والاختلاف هي من أصعب المعادلات التي يعجز الكثيرون عن ضبطها. لأن الحسابات الشخصية والبرغماتية والانتهازية تؤثر في مجرى الخلافات، فتتجه الفرضيات الإيجابية للاختلاف نحو الانخراط في الصراع مسببة الفوضى والمشكلات التي يعاني منها الكثيرون.
ليس مطلوباً منك أن تحب جميع من حولك. ويحدث أن لا تنسجم كيمياء هواك مع أحدهم. وليس مستبعداً أن تدب الخلافات بيننا وبين من نعمل أو نتعامل معهم على أي مستوى. وكثيراً ما وصلت بعض الخلافات إلى مراكز الشرطة وأروقة المحاكم. وبتطور الخلافات بين البشر تتكشف منظومة القيم والأخلاقيات التي يتعامل بها المختلفون. البعض لا يتورع عن الكذب والتدليس واختلاق وقائع غير حقيقية، والبعض يتعمد الإساءة لمن يختلف معه ويسعى للإضرار به وتحطيمه إن أمكن. والبعض الآخر، وقد أصبحوا قله، من يديرون خلافاتهم بأخلاق سامية ويترفعون عن الأخطاء والإساءات.
من الشواهد الاجتماعية المؤسفة والدالة على انحدار أساليب الخلاف وتطورها، حين ينفصل زوجان بعد سنوات من العيش معاً. فقد تحتاج تفاصيل الطلاق، في سياقها الطبيعي، إلى اللجوء إلى المحاكم للبت في مسائل النفقة والحضانة. وقد تسير، في سياقها العدائي، إلى توليد قضايا متعددة تشمل قضايا القذف، والنزاع على الأطفال أو التخلي عنهم والتنصل من النفقة. هذا المثال يبين كيف يمكن أن يبدأ مجموعة من الناس حياتهم بالمحبة والمودة والسكينة وكيف يمكن لهذه الحياة أن تتحول إلى حالة عداء غير شريفة.
قيم الشرف هي ما نحتاجها في إدارة خلافاتنا وصراعاتنا. أن تدخل في خصومة مع أحدهم وتصطحب معك الصدق والنزاهة والعفة واحترام الذات وتقدير الآخرين. وبطبيعة الحال ستكون غاضباً، وسينتابك الحزن والألم، وربما الانكسار. لكنك لن تخسر إنسانيتك ووعيك بحقيقية اتجاه مسارات الخلاف.
قديماً قالوا، وقد صدقوا، عدو عاقل خير من صديق جاهل. وملكات العقل لا تقف عند حدود تدبير الأمور وحل المشكلات. بل تتجاوزها إلى إدارة المشاعر وضبط الانفعالات التي هي أهم محركات القيم والمتحكم بها. فحين نستاء أو نغضب من أخ أو صديق أو زميل، فهذا لا يعني أن نستبدل مشاعر الغضب والاستياء بمشاعر التشفي والشماتة حين نتمكن من الإضرار به وإيلامه.
واحدة من دلالات الاتزان والتصالح مع النفس أن تلتقي مع من اختلفت معه يوماً، ولا تكون مضطراً لتحويل مسارك، وإذا تواجهتما فإن عينيك لا تنكسران في مواجهة عينيه. ومن دلالات القوة أن تتمكن من إلقاء التحية وأنت مسترخ وهادئ ودون أن تحل الخصومة بينك وبينه.
{{ article.visit_count }}
ليس مطلوباً منك أن تحب جميع من حولك. ويحدث أن لا تنسجم كيمياء هواك مع أحدهم. وليس مستبعداً أن تدب الخلافات بيننا وبين من نعمل أو نتعامل معهم على أي مستوى. وكثيراً ما وصلت بعض الخلافات إلى مراكز الشرطة وأروقة المحاكم. وبتطور الخلافات بين البشر تتكشف منظومة القيم والأخلاقيات التي يتعامل بها المختلفون. البعض لا يتورع عن الكذب والتدليس واختلاق وقائع غير حقيقية، والبعض يتعمد الإساءة لمن يختلف معه ويسعى للإضرار به وتحطيمه إن أمكن. والبعض الآخر، وقد أصبحوا قله، من يديرون خلافاتهم بأخلاق سامية ويترفعون عن الأخطاء والإساءات.
من الشواهد الاجتماعية المؤسفة والدالة على انحدار أساليب الخلاف وتطورها، حين ينفصل زوجان بعد سنوات من العيش معاً. فقد تحتاج تفاصيل الطلاق، في سياقها الطبيعي، إلى اللجوء إلى المحاكم للبت في مسائل النفقة والحضانة. وقد تسير، في سياقها العدائي، إلى توليد قضايا متعددة تشمل قضايا القذف، والنزاع على الأطفال أو التخلي عنهم والتنصل من النفقة. هذا المثال يبين كيف يمكن أن يبدأ مجموعة من الناس حياتهم بالمحبة والمودة والسكينة وكيف يمكن لهذه الحياة أن تتحول إلى حالة عداء غير شريفة.
قيم الشرف هي ما نحتاجها في إدارة خلافاتنا وصراعاتنا. أن تدخل في خصومة مع أحدهم وتصطحب معك الصدق والنزاهة والعفة واحترام الذات وتقدير الآخرين. وبطبيعة الحال ستكون غاضباً، وسينتابك الحزن والألم، وربما الانكسار. لكنك لن تخسر إنسانيتك ووعيك بحقيقية اتجاه مسارات الخلاف.
قديماً قالوا، وقد صدقوا، عدو عاقل خير من صديق جاهل. وملكات العقل لا تقف عند حدود تدبير الأمور وحل المشكلات. بل تتجاوزها إلى إدارة المشاعر وضبط الانفعالات التي هي أهم محركات القيم والمتحكم بها. فحين نستاء أو نغضب من أخ أو صديق أو زميل، فهذا لا يعني أن نستبدل مشاعر الغضب والاستياء بمشاعر التشفي والشماتة حين نتمكن من الإضرار به وإيلامه.
واحدة من دلالات الاتزان والتصالح مع النفس أن تلتقي مع من اختلفت معه يوماً، ولا تكون مضطراً لتحويل مسارك، وإذا تواجهتما فإن عينيك لا تنكسران في مواجهة عينيه. ومن دلالات القوة أن تتمكن من إلقاء التحية وأنت مسترخ وهادئ ودون أن تحل الخصومة بينك وبينه.