لا شك في أن التسارع التقني في وسائل الاتصال وسهولة توفرها أحدث تغييرات كبيرة في اتجاه الذوق العام وقلب مواضع الأولويات والأساسيات لدى المجتمع. الصحف الورقية التي كانت تعتبر مصدراً ومرجعاً لشريحة كبيرة من فئات المجتمع، وكانت ثقافتها تلزم المتابعين على الاستيقاظ من الصباح الباكر لمعرفة أهم الأخبار المحلية والعربية والعالمية، لم تكن فقط مصدراً للأخبار بل تعدت وقتها إلى مزود عام للثقافة والآداب وكثير من المهارات، وتعلمت من خلالها أجيال فن القراءة والكلام، وزخرت العقول بفيض من الثقافة والمعلومات العامة والاقتصادية والسياسية والأدبية.
ومن المؤسف حالياً أن الصحف وإن حضرت فهي غائبة، حيث تراجع الاعتماد على الصحف كمرجع أولي لدى أفراد المجتمع بشكل كبير جداً، قد تتحمل الصحف جزءاً من السبب، إلا أن أساس المشكلة يكمن في تغيير الذوق العام والكسل في استياق الخبر.
الأمر الذي لاحظته في الفترة الحالية، وفي عدة مناسبات بين الشباب، حيث إن الكثير من فئة الشباب الجامعي وما يليها، لا يملك معلومات عامة ولا يدرك أبسط الأمور السياسية والاقتصادية التي تحدث في البلد، وأغلبهم يتعذر «لا نتابع الصحف»! ويعود السبب إلى اعتمادهم على حسابات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، هناك من قال إنه يرجع إلى «التويتر» في حال أراد التأكد من أمر ما أو خبر ما. وهناك من حدد حساباً معيناً في «الإنستغرام» كمرجع أولي لمعلوماته.
الكسل في الوصول للمعلومة تفشى لدى السواد الأعظم من المجتمع وتصاعد الطلب على المصدر الذي يوفر المعلومة بشكل مختصر وسريع، دون مراعاة لمصداقية ومصدر المعلومة. لذا كثر الطلب على حسابات التواصل الاجتماعي التي تنقل الخبر والمعلومة اعتماداً على عامل «عاجل» والسرعة.
قد توفر حسابات التواصل الاجتماعي الخبر ويمكن القول إنها برعت فيه، إلا أنها لم تقدم خلال فترة ظهورها وحتى الساعة أي رصيد معرفي للناس ولم يكن من ضمن رسالتها رفع الوعي العام للمجتمع، فهي مشروع حسابات شخصية تقصد التوسع في المتابعين من أجل الربح.
لذا أصبح متابعو حسابات التواصل الاجتماعي يدركون عناوين أهم الأحداث الحاصلة وحديث الساعة، ويجهلون تفاصيلها، فعنصر عرض الموضوع وتحليله وتقديم عدة آراء عنه تحترفها الصحف وتبرع فيها، وحسابات التواصل ليست متخصصة في ذلك. ولم تكن هذه الحسابات وحدها سبباً في اكتفاء القارئ برؤوس العناوين وعدم توسع فكرة للبحث والتقصي عن التفاصيل، بل التقصير مشترك بين الصحف والناس.
الحاجة إلى تصحيح الوضع الحالي تتطلب تعاون عدة جهات مع بعضها أولها الجامعات في البلد، فهي البيئة الصاقلة لفئة الشباب والمؤثرة فيه، الجامعة يجب ألا تكون فقط جهة تلقن وتمتحن، بل تبحث في أساليب زيادة الوعي لدى طلبتها من خلال النقاش العام مع شرائح أدبية واقتصادية وسياسية، وإرساء مفهوم متابعة الصحف ومناقشتها بشكل جماعي. ووزارة الإعلام التي تستوجب عليها محاسبة من يبث الأخبار وإن كانت صحيحة قبل القنوات الرسمية والصحف. ثم دور الصحف يأتي بابتكار وسائل جديدة ترفع من الوعي العام خاصة لفئة الشباب، بجعلهم جزءاً من الرأي العام وتبني ندوات وورش تهتم بأهم أحداث الساعة يكون فيها الشباب صاحب الطرح والنقاش وأنتم «الصحف» الحكم.
ومن المؤسف حالياً أن الصحف وإن حضرت فهي غائبة، حيث تراجع الاعتماد على الصحف كمرجع أولي لدى أفراد المجتمع بشكل كبير جداً، قد تتحمل الصحف جزءاً من السبب، إلا أن أساس المشكلة يكمن في تغيير الذوق العام والكسل في استياق الخبر.
الأمر الذي لاحظته في الفترة الحالية، وفي عدة مناسبات بين الشباب، حيث إن الكثير من فئة الشباب الجامعي وما يليها، لا يملك معلومات عامة ولا يدرك أبسط الأمور السياسية والاقتصادية التي تحدث في البلد، وأغلبهم يتعذر «لا نتابع الصحف»! ويعود السبب إلى اعتمادهم على حسابات التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، هناك من قال إنه يرجع إلى «التويتر» في حال أراد التأكد من أمر ما أو خبر ما. وهناك من حدد حساباً معيناً في «الإنستغرام» كمرجع أولي لمعلوماته.
الكسل في الوصول للمعلومة تفشى لدى السواد الأعظم من المجتمع وتصاعد الطلب على المصدر الذي يوفر المعلومة بشكل مختصر وسريع، دون مراعاة لمصداقية ومصدر المعلومة. لذا كثر الطلب على حسابات التواصل الاجتماعي التي تنقل الخبر والمعلومة اعتماداً على عامل «عاجل» والسرعة.
قد توفر حسابات التواصل الاجتماعي الخبر ويمكن القول إنها برعت فيه، إلا أنها لم تقدم خلال فترة ظهورها وحتى الساعة أي رصيد معرفي للناس ولم يكن من ضمن رسالتها رفع الوعي العام للمجتمع، فهي مشروع حسابات شخصية تقصد التوسع في المتابعين من أجل الربح.
لذا أصبح متابعو حسابات التواصل الاجتماعي يدركون عناوين أهم الأحداث الحاصلة وحديث الساعة، ويجهلون تفاصيلها، فعنصر عرض الموضوع وتحليله وتقديم عدة آراء عنه تحترفها الصحف وتبرع فيها، وحسابات التواصل ليست متخصصة في ذلك. ولم تكن هذه الحسابات وحدها سبباً في اكتفاء القارئ برؤوس العناوين وعدم توسع فكرة للبحث والتقصي عن التفاصيل، بل التقصير مشترك بين الصحف والناس.
الحاجة إلى تصحيح الوضع الحالي تتطلب تعاون عدة جهات مع بعضها أولها الجامعات في البلد، فهي البيئة الصاقلة لفئة الشباب والمؤثرة فيه، الجامعة يجب ألا تكون فقط جهة تلقن وتمتحن، بل تبحث في أساليب زيادة الوعي لدى طلبتها من خلال النقاش العام مع شرائح أدبية واقتصادية وسياسية، وإرساء مفهوم متابعة الصحف ومناقشتها بشكل جماعي. ووزارة الإعلام التي تستوجب عليها محاسبة من يبث الأخبار وإن كانت صحيحة قبل القنوات الرسمية والصحف. ثم دور الصحف يأتي بابتكار وسائل جديدة ترفع من الوعي العام خاصة لفئة الشباب، بجعلهم جزءاً من الرأي العام وتبني ندوات وورش تهتم بأهم أحداث الساعة يكون فيها الشباب صاحب الطرح والنقاش وأنتم «الصحف» الحكم.