* جزيل الشكر والتقدير والامتنان لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص دائماً على الشراكة الدائمة مع مملكة البحرين في عدد من المشروعات الإنسانية والاجتماعية، والتي من شأنها أن تعزز من متانة العلاقة بين الشعبين الشقيقين. فقد نظمت المؤسسة مؤخراً حفل الزواج الجماعي الثامن احتفت من خلاله بزواج 1000 شاب وشابة من أبناء هذا الوطن العزيز، بحضور كريم من داعم الشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب. أجمل ما في الحفل الأجواء البهيجة والابتسامات الحلوة التي احتفل بها الجميع لشباب نأمل أن يكونوا بناة خير ونهضة لوطننا العزيز. مثل هذه البرامج الجميلة ترسم لنا أجمل صور التلاحم والتكافل والتعاون بين البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. بارك الله في الجهود وسدد الخطى، وألف مبارك للعرسان.

* أعجبتني مبادرة المجلس الأعلى للمرأة الذي حمل على عاتقه احتضان المرأة التي اختارت أن تكون تخرج مبكراً للتقاعد ضمن مشروع التقاعد الاختياري الذي طرح مؤخراً. الجميل في الأمر أن المجلس الأعلى للمرأة بادر سريعاً بالدعوة للتسجيل في برنامج تدريبي وتوجيهي لتهيئة هذه النخبة من العاملات من أصحاب الكفاءات في مختلف الوزارات، ليكن من رائدات الأعمال في الفترة المقبلة. نحتاج إلى مثل هذه المبادرات المتكاملة التي تعزز من أدوار مؤسسات المجتمع في الاهتمام بمثل هذه الفئات التي قدمت الكثير خدمة لهذا الوطن العزيز. فكل الشكر والتقدير لهم.

* أجمل الأحاسيس هي تلك التي تحاكيها مع رفقاء الطريق الذين كتب أن يكونوا في مرحلة مهمة من حياتك. أجمل الأحاسيس هي تلك التي تتودد بها إليهم بصالح الأعمال والأقوال طمعاً بما أعده الله عز وجل لعباده الأخيار، الذين نذروا حياتهم حباً لعمل الخير، ولم تقف أعمالهم في حدود أعمالهم الرسمية فحسب، بل تعدت ذلك لتشمل كل أوقات حياتهم، فهم لا يهمهم أجور الدنيا، ولا يسعون للمناصب والألقاب.. هم يحلمون بمقعد صدق عند مليك مقتدر، هم يقدمون كل ما في وسعهم من أجل أن يرسموا الابتسامة، ويفرجوا الهموم، ويطلبونا رضا الملك الديان، ويتبادلوا مشاعرهم مع ذاتهم، فترى نفوسهم الصافية تتلألأ أعمالاً مضيئة في حياة البشر. أجمل الأحاسيس لهؤلاء وكل من يقف معك في مسير الحياة، من آمن بأهمية العمل وفاء لهذا الوطن العزيز، واشتياقاً للجنان الخالدة.

* سطور الأحاسيس المرهفة في كلمات الكاتب علي الفيفي في كتابه لأنك الله، يقول: «عش مع الشكور، تأمل ظلال هذا الاسم العظيم، امسح تجعدات الحياة المتعبة بمعاني هذا الاسم الجليل.. سبحانه يشكر عبده على ما قدم من عمل صالح.. وكلمة عمل صالح لا حدود لها، تكاد لعظمتها واتساعها تملأ ما بين السماوات والأرض! فهو سبحانه يأمرك بهذا العمل الصالح الذي فيه صلاح دنياك وآخرتك فإذا عملته، يكون سبحانه هو المستحق لشكرك لدلالتك عليه، وتيسيره لك، وإصلاح حالك به، أليس كذلك؟ ولكنه بكرمه هو من يشكرك عليه! فهل في الكرم مثل هذا؟ وهل في الجود قريب من هذا؟ كيف يشكرك؟ هذا سؤال تفنى الأعمار دون الإجابة عنه.. فكما أن ذاته سبحانه لا تدركه الأبصار، فإن أسماءه وصفاته لا تدرك كيفيتها ومنتهى علمها العقول. ومع ذلك فلنا من باب التفكير والتدبر أن نسيح مع هذا الاسم العظيم نستجلي ظلاله في حياتنا».

* وسائل التواصل الاجتماعي تتحول إلى نقمة إن أسأنا فهم رسالتها وكيف نستثمرها في الخير وفي توصيل رسالة حب تصل إلى أكبر عدد من الناس. من المناسب جداً أن تكون هذه الوسائل مقربة للقلوب، يحرص صاحبها على تجنب كل ما يضير بالعلاقات الاجتماعية ويشتت معاني الحب والتآلف، وينخر في بنيان الوطن. حان الوقت إلى نحول أفكارنا إلى مشروعات عملية قد تتحقق يوماً ما على أرض الواقع، ونأنف من الرجوع إلى دوام الشكوى والتذمر التي إن كثرت عاشت نفوسنا في متاهات الهموم، وباتت تفكر أن تمسح كلياً تلك الوسائل من حياتها، حتى تعود إلى صفحات المحبة التي كانت ومازالت في حياتها تعني الكثير.

* أجمل سعادة وأجمل أحاسيس تشعر بها هي تلك التي تحس بها كلما أنجزت أعمالاً رائدة في مساحات الخير والعطاء وأجمل الأثر. مساحات خير اختارك المولى تعالى لتكون أحد روادها الأوفياء تقوم بمهمتك بهمة وتفانٍ ونشاط زاخر، لا يهمك إلا أن تنجز العمل في أجمل صورة، وترسم أجمل الابتسامات على كل من يحيط بك. إنجاز تلو إنجاز، وعطاء تلو آخر، لا هم لك إلا أن تكون الفارس المجيد في عمل الخير، حتى تترك أجمل الأثر، ويبقى لك ذلك العطاء صدقة جارية إلى ما شاء الله.

* رمضان على الأبواب، فهل فكرت ما هو مشروعك الإيماني ومشروعك الاجتماعي والخيري لهذا الشهر الكريم؟ احذر أن تمضي أيام الحياة مسرعة ويمر عليك رمضان دون أن تتذكر منه أي شيء، ودون أن تبصم في ميدانه أي أثر كان؟ ضع خطتك في قلبك قبل أن تضعها على الأوراق، فقلبك هو دليلك لعمل الخير بدون أن تكتب تلك الخطط الصماء. ارسم ما تريد أن تنجزه وتتمثل به في صباح كل يوم إلى أن يهل هلال شهر رمضان المبارك. خطتك الإيمانية الشخصية أولاً.. ثم خطة «أجمل الأثر»، حتى يبقى لك خالداً في حياتك وبعد مماتك.

* قد ترسم في مقتبل حياتك صورة جميلة لبعض معاني الحياة التي تحلم أن تكمل ملامحها وألوانها في مرحلة مقبلة من حياتك. ولكن قد تنصدم بعراقيل الحياة وتقلباتها، وتأثير عوالم العيش التي لا تستقر على حال، وانتشار بعض المفاهيم المغلوطة التي غيرت من خارطة أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا. لذا فلا تتأثر نفسك أبداً مع تغير الحال، واحرص أن تواصل استكمال تلك الصور الجميلة، ولا تتأثر أبداً حتى لا تمضي فيما تبقى من حياتك منكس الرأس! لا بد أن توازن وتتكيف وتحاول أن تحافظ على المتبقي وتكون في دور الموجه حفاظاً على ما بدأت في رسمه في مقتبل حياتك.

* ومضة أمل:

اضحك واستمتع بلحظاتك.