السلوك الإيراني في الفترة الأخيرة يعكس حجم الخسارة الفادحة للنظام الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، وإصرار طهران على عدم تنفيذ الشروط الـ12 التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي، وانعكس ذلك كله في حدة التصريحات الصحافية الإيرانية، ولعل أبرزها تهديد مصالح دول العالم عبر إغلاقها لمضيق «هرمز»، وهذا السلوك العدواني المتصاعد، تأكيد على أن النظام الإيراني يعيش أياماً صعبة.
الرغبة الأمريكية بعدم السماح لعبور النفط الإيراني بعد انتهاء فترة الإعفاءات الخميس الماضي والتي منحتها الولايات المتحدة لثماني دول، سمحت بموجبها بشراء النفط الإيراني، جاء بعد شهور من الصبر على إيران لتعديل سلوكها وتنفيذ الشروط الـ12 التي وضعتها أمريكا، خاصة ما يتعلق بوقف تدخلها الدائم في شؤون المنطقة، ولكن النظام الإيراني -كعادته- لم يلقِ بالاً لتلك الشروط واستمر في تنفيذ أجندته الإرهابية في المنطقة، إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن.
إن التمادي الإيراني والمتمثل في تهديد نظامها بإغلاق مضيق «هرمز» لمنع مرور نفط الآخرين أيضاً -دول الخليج العربي- في رده على العقوبات الأمريكية، ينم عن سوء تصرف لن يكون مقبولاً لدى العديد من دول العالم، فإيران تريد أن تمنع أكثر من 40% من صادرات النفط الخليجي من الوصول لدول كبرى كالصين والهند وكوريا، التي تعتمد على النفط الخليجي الذي ترغب إيران في منعه من الوصول إليها عبر إغلاقها مضيق «هرمز»، وهذا يعني توسعة دائرة الخلاف للنظام الإيراني مع المجتمع الدولي وليس مع أمريكا فقط.
إن المضيق المذكور تمر من خلاله ناقلات نفط تصدر يومياً قرابة 18 مليون برميل من النفط البحري إلى العالم، لذلك لن يستطيع النظام الإيراني مجابهة كل دول العالم التي ستتأثر مصالحها واقتصادها، وسيقف حلفاء إيران ضدها قبل أعدائها، فلن تقبل أي دولة بأن تهدد إيران مصالحها القومية، عبر إغلاقها لمضيق يعد الشريان والممر الحيوي الهام جداً للبضائع من وإلى الخليج العربي، لذلك لن تقدر إيران على مجابهة الجميع ولن يكون بمقدورها ذلك، وإن تجرأت وأقدمت على إغلاق المضيق، فهذا يعني انتحار النظام الإيراني.
ثم إن إغلاق المضيق يستدعي اتخاذ إجراءات من النظام الإيراني، ذكرها الكونغرس الأمريكي في دراسة أعدها قبل عدة سنوات، ومن تلك الإجراءات إعلان النظام الإيراني حظر الملاحة في المضيق، والإعلان عن تفتيش السفن المارة وإمكانية توقيفها، وتلغيم المضيق، واستهداف الغواصات والسفن التجارية والعسكرية، وفي هذا الشأن، فإن التاريخ يسجل أن إيران أقدمت على بعض هذه الإجراءات خلال حربها مع العراق في فترة الثمانينات، وتعرضت سفينة أمريكية تدعى «ساموئيل بي. رابرتز» في عام 1988 للغم بحري، ونتج عنه انفجار أجزاء منها بشكل كاد أن يؤدي إلى إغراقها، مما تسبب بغضب أمريكي كبير، ونتج عنه معركة بحرية خسرت فيها إيران قرابة نصف أسطولها البحري، وبالتالي من الصعب على إيران المخاطرة باتخاذ تلك الإجراءات التي قد تكون عواقبها أشد من فترة الثمانينات.
إن التوتر الذي تتعرض له إيران يجعلها تقدم على تصريحات وتهديدات في ظل خسارة فادحة ومستمرة لها، وكان إعلان واشنطن وقف الإعفاءات والاستثناءات التي أعطتها لبعض الدول من تطبيق العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن على طهران، قد يكون المسمار الأخير في نعش الاقتصاد الإيراني المهلهل أصلاً، لذلك تحاول إيران بشتى الطرق الانفلات من حبل العقوبات الأمريكية، الذي بدأ يلتف على عنق اقتصادها ووصل إلى وريدها، وهي تحاول مقاومة الخنق المفضي إلى الموت بشتى الوسائل، ومنها التهديد بغلق مضيق «هرمز» الذي ستعتبره دول تهديداً لمصالحها، وبالتالي ستكون الخسارة مضاعفة على النظام الإيراني الذي في اعتقادي أنه لا يملك إلا حلين اثنين لا ثالث لهما، وهما إما الإذعان للشروط الأمريكية الـ12، أو الاستعداد لما هو أسوأ في الأيام المقبلة.
{{ article.visit_count }}
الرغبة الأمريكية بعدم السماح لعبور النفط الإيراني بعد انتهاء فترة الإعفاءات الخميس الماضي والتي منحتها الولايات المتحدة لثماني دول، سمحت بموجبها بشراء النفط الإيراني، جاء بعد شهور من الصبر على إيران لتعديل سلوكها وتنفيذ الشروط الـ12 التي وضعتها أمريكا، خاصة ما يتعلق بوقف تدخلها الدائم في شؤون المنطقة، ولكن النظام الإيراني -كعادته- لم يلقِ بالاً لتلك الشروط واستمر في تنفيذ أجندته الإرهابية في المنطقة، إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن.
إن التمادي الإيراني والمتمثل في تهديد نظامها بإغلاق مضيق «هرمز» لمنع مرور نفط الآخرين أيضاً -دول الخليج العربي- في رده على العقوبات الأمريكية، ينم عن سوء تصرف لن يكون مقبولاً لدى العديد من دول العالم، فإيران تريد أن تمنع أكثر من 40% من صادرات النفط الخليجي من الوصول لدول كبرى كالصين والهند وكوريا، التي تعتمد على النفط الخليجي الذي ترغب إيران في منعه من الوصول إليها عبر إغلاقها مضيق «هرمز»، وهذا يعني توسعة دائرة الخلاف للنظام الإيراني مع المجتمع الدولي وليس مع أمريكا فقط.
إن المضيق المذكور تمر من خلاله ناقلات نفط تصدر يومياً قرابة 18 مليون برميل من النفط البحري إلى العالم، لذلك لن يستطيع النظام الإيراني مجابهة كل دول العالم التي ستتأثر مصالحها واقتصادها، وسيقف حلفاء إيران ضدها قبل أعدائها، فلن تقبل أي دولة بأن تهدد إيران مصالحها القومية، عبر إغلاقها لمضيق يعد الشريان والممر الحيوي الهام جداً للبضائع من وإلى الخليج العربي، لذلك لن تقدر إيران على مجابهة الجميع ولن يكون بمقدورها ذلك، وإن تجرأت وأقدمت على إغلاق المضيق، فهذا يعني انتحار النظام الإيراني.
ثم إن إغلاق المضيق يستدعي اتخاذ إجراءات من النظام الإيراني، ذكرها الكونغرس الأمريكي في دراسة أعدها قبل عدة سنوات، ومن تلك الإجراءات إعلان النظام الإيراني حظر الملاحة في المضيق، والإعلان عن تفتيش السفن المارة وإمكانية توقيفها، وتلغيم المضيق، واستهداف الغواصات والسفن التجارية والعسكرية، وفي هذا الشأن، فإن التاريخ يسجل أن إيران أقدمت على بعض هذه الإجراءات خلال حربها مع العراق في فترة الثمانينات، وتعرضت سفينة أمريكية تدعى «ساموئيل بي. رابرتز» في عام 1988 للغم بحري، ونتج عنه انفجار أجزاء منها بشكل كاد أن يؤدي إلى إغراقها، مما تسبب بغضب أمريكي كبير، ونتج عنه معركة بحرية خسرت فيها إيران قرابة نصف أسطولها البحري، وبالتالي من الصعب على إيران المخاطرة باتخاذ تلك الإجراءات التي قد تكون عواقبها أشد من فترة الثمانينات.
إن التوتر الذي تتعرض له إيران يجعلها تقدم على تصريحات وتهديدات في ظل خسارة فادحة ومستمرة لها، وكان إعلان واشنطن وقف الإعفاءات والاستثناءات التي أعطتها لبعض الدول من تطبيق العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن على طهران، قد يكون المسمار الأخير في نعش الاقتصاد الإيراني المهلهل أصلاً، لذلك تحاول إيران بشتى الطرق الانفلات من حبل العقوبات الأمريكية، الذي بدأ يلتف على عنق اقتصادها ووصل إلى وريدها، وهي تحاول مقاومة الخنق المفضي إلى الموت بشتى الوسائل، ومنها التهديد بغلق مضيق «هرمز» الذي ستعتبره دول تهديداً لمصالحها، وبالتالي ستكون الخسارة مضاعفة على النظام الإيراني الذي في اعتقادي أنه لا يملك إلا حلين اثنين لا ثالث لهما، وهما إما الإذعان للشروط الأمريكية الـ12، أو الاستعداد لما هو أسوأ في الأيام المقبلة.