قامت الكثير من القوميات والشعوب بحركات الاسترداد لأرضها وعقيدتها، ففي 718 بدأت حركة الاسترداد المسيحية لشبه جزيرة إيبيريا، ثم اكتملت الحركة بسقوط دولة بني الأحمر في غرناطة سنة 1492، ومثلها حركة التحرر العربية والآسيوية والأفريقية من الاستعمار التي بدأت في الخمسينات، حتى خرج المستعمر من الوطن العربي ومن آسيا وأفريقيا. كما رافقها حركة الاسترداد الأخيرة طرد إسرائيل من قارة أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية جراء قوة القومية العربية في ذلك الوقت قبل ظهور البعثيين وأنصاف العروبيين ومن على شاكلتهم من اليساريين والتقدميين.
ويبدو أن حركة الاسترداد مقدر لها أن تكون عملة يتم تداولها من جميع الأطراف، وآخر حركات الاسترداد هو ما يتم حالياً وبنجاح منقطع النظير من قبل الصهاينة، وفيها يسترجعون قواعد أخرجوا منها وبقيت محرمة عليهم طوال نصف قرن في أفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينية والمنظومة الاشتراكية. ففي أمريكا الجنوبية نجحت حركة الاسترداد الصهيونية بجناحيها الأمريكي والإسرائيلي بإيصال الرئيس البرازيلي الحالي بولسونارو إلى كرسي الرئاسة، وقبل أن يعد شعبه بالإصلاحات والرفاه والحياة المستقرة، بشر الإسرائيليين بنيته نقل السفارة البرازيلية إلى القدس إرضاء لماكينة ترامب التي أوصلته للحكم. وعلى خطاه يجري تجهيز رئيس البرلمان الفنزويلي غوايدو حيث وعد بنقل سفارة بلاده للقدس حال وصوله للسلطة بدعم أمريكي. أما حركة الاسترداد في الكتلة الاشتراكية السابقة فبدأت في التشيك التي لا يجاري رئيسها في صهيونيته إلا ونستون تشرتشل الذي قال لمؤسسي الدولة اليهودية «اعتبروني أول صهيوني».
والآن جاء دور أوكرانيا، فقد احتل الروس شبه جزيرة القرم في هزيمة عسكرية مهينة، ثم استمر الروس في امتهان كرامة الأوكرانيين بأسر طابور سفن وبحارة خفر السواحل الأوكراني، وقيادتهم للموانئ الروسية أذلاء في منظر يقطع نياط قلب كل من يعرف قيمة الكرامة الوطنية. لقد أهدرت الحكومة الأوكرانية العاجزة عن استرداد القرم والأسطول كرامة الأوكرانيين أمام العالم، فلم يبقَ إلا أن يسخر الشعب من نفسه، وقد قادت عملية جلد الذات الأوكرانيين لانتخاب ممثل كوميدي ضحل عديم الخبرة. وإذا عدنا لحركة الاسترداد الصهيونية نجد أن وصول الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي بعد فوز كاسح في الانتخابات الرئاسية، لم يكن إلا جزءاً من عملية الاسترداد في البرازيل وفنزويلا وأماكن كثيرة في أفريقيا وآسيا. فالممثل زيلينسكي هو تسويق أمريكا للصهيونية، وتقول سيرته إن هذا المهرج لعبة في يد الصهيونية-الأمريكية فلا تستغربوا إعلانه نقل سفارة أوكرانيا للقدس. بل إن نقل السفارة للقدس مبرر في حالة أوكرانيا ففوز الممثل الكوميدي وهو اليهودي الأصل يجعل أوكرانيا الدولة الوحيدة في العالم إلى جانب إسرائيل التي فيهما كل من الرئيس ورئيس الوزراء يهوديان.
* بالعجمي الفصيح:
إن عملية التطبيع التي وصلت لأعتاب بيوتنا ما هي إلا جزء من عملية الاسترداد الصهيوني الذي لن يتوقف كالإسباني إلا بعد 700 عام إن كان يحتاج هذه المدة أصلاً!
* كاتب وأكاديمي كويتي
ويبدو أن حركة الاسترداد مقدر لها أن تكون عملة يتم تداولها من جميع الأطراف، وآخر حركات الاسترداد هو ما يتم حالياً وبنجاح منقطع النظير من قبل الصهاينة، وفيها يسترجعون قواعد أخرجوا منها وبقيت محرمة عليهم طوال نصف قرن في أفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينية والمنظومة الاشتراكية. ففي أمريكا الجنوبية نجحت حركة الاسترداد الصهيونية بجناحيها الأمريكي والإسرائيلي بإيصال الرئيس البرازيلي الحالي بولسونارو إلى كرسي الرئاسة، وقبل أن يعد شعبه بالإصلاحات والرفاه والحياة المستقرة، بشر الإسرائيليين بنيته نقل السفارة البرازيلية إلى القدس إرضاء لماكينة ترامب التي أوصلته للحكم. وعلى خطاه يجري تجهيز رئيس البرلمان الفنزويلي غوايدو حيث وعد بنقل سفارة بلاده للقدس حال وصوله للسلطة بدعم أمريكي. أما حركة الاسترداد في الكتلة الاشتراكية السابقة فبدأت في التشيك التي لا يجاري رئيسها في صهيونيته إلا ونستون تشرتشل الذي قال لمؤسسي الدولة اليهودية «اعتبروني أول صهيوني».
والآن جاء دور أوكرانيا، فقد احتل الروس شبه جزيرة القرم في هزيمة عسكرية مهينة، ثم استمر الروس في امتهان كرامة الأوكرانيين بأسر طابور سفن وبحارة خفر السواحل الأوكراني، وقيادتهم للموانئ الروسية أذلاء في منظر يقطع نياط قلب كل من يعرف قيمة الكرامة الوطنية. لقد أهدرت الحكومة الأوكرانية العاجزة عن استرداد القرم والأسطول كرامة الأوكرانيين أمام العالم، فلم يبقَ إلا أن يسخر الشعب من نفسه، وقد قادت عملية جلد الذات الأوكرانيين لانتخاب ممثل كوميدي ضحل عديم الخبرة. وإذا عدنا لحركة الاسترداد الصهيونية نجد أن وصول الممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي بعد فوز كاسح في الانتخابات الرئاسية، لم يكن إلا جزءاً من عملية الاسترداد في البرازيل وفنزويلا وأماكن كثيرة في أفريقيا وآسيا. فالممثل زيلينسكي هو تسويق أمريكا للصهيونية، وتقول سيرته إن هذا المهرج لعبة في يد الصهيونية-الأمريكية فلا تستغربوا إعلانه نقل سفارة أوكرانيا للقدس. بل إن نقل السفارة للقدس مبرر في حالة أوكرانيا ففوز الممثل الكوميدي وهو اليهودي الأصل يجعل أوكرانيا الدولة الوحيدة في العالم إلى جانب إسرائيل التي فيهما كل من الرئيس ورئيس الوزراء يهوديان.
* بالعجمي الفصيح:
إن عملية التطبيع التي وصلت لأعتاب بيوتنا ما هي إلا جزء من عملية الاسترداد الصهيوني الذي لن يتوقف كالإسباني إلا بعد 700 عام إن كان يحتاج هذه المدة أصلاً!
* كاتب وأكاديمي كويتي