بسبب أن الجميع صار يقحم نفسه في السياسة ويعتبر نفسه ضليعاً فيها صار لكل قول وكل فعل يصدر عن أي شخصية أو جهة اعتبارية أبعاد وغايات وصار كل خبر يحظى بالكثير من التعليقات والتفسيرات البعيدة والغريبة. يكفي أن ينتشر خبر ما لتنتشر معه مئات بل آلاف التفسيرات والتعليقات وكل يصر على أنه الأكثر اطلاعاً على التفاصيل والأكثر قدرة على التحليل وأنه وحده الذي يمتلك الحقيقة ويمتلك المصادر.
هذا الأمر تعاني منه اليوم مختلف المجتمعات بسبب توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة ارتيادها، حيث الأمر لا يتطلب سوى النقر بالأصابع على أزرار الكمبيوتر أو الهاتف المحمول ليجد المرء نفسه متحدثاً عبر تغريدة في أمور لا علاقة له بها ولا يفقه فيها. ولو أن أحداً تفرغ لجمع ما يكتب وينشر من آراء وتعليقات على أي خبر ووضعها في كتاب لتمكن من إصدار عدة كتب في اليوم.
هذه مشكلة تحتاج إلى الدراسة من قبل المختصين لأنها تؤثر سلباً على الحياة، فهناك من يتخذ موقفاً سالباً من أمر ما أو شخص ما بسبب كم تلك الآراء والتعليقات البعيدة عن الواقع والحقيقة، وهناك من يبني عليها قبل أن يكتشف أنه سار في الطريق الخطأ وأن ذاك الخبر لم يكن يحتمل كل تلك التفسيرات، وهناك من يتطوع للدفاع عن هذا القول أو ذاك الفعل فقط لأنه صدر عن هذا الشخص أو تلك الجهة ويوفر له ما يكفي من مبررات.
هذا على مستوى الأفراد. أما بالنسبة للأحزاب والمنظمات فالأمر يأخذ أبعاداً أخرى، وخطورة تفسيرات هذه الجهات تكمن في أنها أكثر تأثيراً ولأنها تعمد إلى توظيف الأخبار بطريقة تخدم أهدافها، فتأتي هذه المنظمة لتقول بأن هذا القول أو الفعل الصادر عن تلك الشخصية أو الجهة قصته كذا وأبعاده كذا وكذا وأنها تمتلك معلومات لا يمتلكها الآخرون وتنسبها لمصادر خاصة، ويأتي هذا الحزب ليقول بأن ذاك القول أو الفعل قصته مختلفة وأن الحقيقة تكمن في كذا وكذا وأنه مصادره أقوى وأوثق. أما المثير في كل هذا فهو أن تفسيرات هؤلاء وأولئك كلها في الغالب خاطئة وأنهم حملوا القول أو الفعل ما لا يحتمل وشطحوا بخيالهم.
القصة ليست في القول أو الفعل ولكن في التفسيرات وفي إقحام الجميع أنفسهم في السياسة وانشغال الجميع بها واعتبار أنفسهم من المشتغلين فيها، لهذا يجد كل خبر عن أي قول أو فعل الكثير من التفسيرات ويتم إعطاؤه الكثير من الأبعاد رغم أنه في حقيقته خبر لا يحتمل كل ذلك. من هنا صار مهماً الدعوة إلى دراسة هذه الظاهرة والبحث فيها لأن تأثيرها السالب على الحياة لا يستهان به.
المثير في ظاهرة كهذه أنه حتى الأفراد العاديون يتم إعطاء أقوالهم وأفعالهم أبعاداً غير واقعية. ذات مرة جاءني من يقول لي بثقة بأنه على علم بأنني مقبل على شغل منصب معين، وعندما سألته عن الذي جعله يصل إلى هذا الاستنتاج قال إن الأمر واضح جداً فأنت قدمت استقالتك من هذه المؤسسة المجتمعية ولا تفسير لهذا سوى أن الحكومة طلبت منك ذلك وأنه يتم التمهيد لشغلك لذلك المنصب والوظيفة! فكيف بالأقوال والأفعال التي تصدر عن الشخصيات السياسية الكبيرة التي تعتبر كل حركاتهم وسكناتهم أخباراً؟
من الأمور التي علينا أن ننتبه لها هي أنه حتى السياسيون الكبار يقولون ويفعلون أموراً لا يرمون من ورائها إلى تحقيق غرض معين، فمن حق هؤلاء أيضاً أن ينعموا بالحياة العادية فيقولون ويفعلون كل ما يفعله البشر، أوليسوا بشراً كما هم الآخرون؟
هناك من الأمور ما لا يقبل التفسيرات الطائشة.
هذا الأمر تعاني منه اليوم مختلف المجتمعات بسبب توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة ارتيادها، حيث الأمر لا يتطلب سوى النقر بالأصابع على أزرار الكمبيوتر أو الهاتف المحمول ليجد المرء نفسه متحدثاً عبر تغريدة في أمور لا علاقة له بها ولا يفقه فيها. ولو أن أحداً تفرغ لجمع ما يكتب وينشر من آراء وتعليقات على أي خبر ووضعها في كتاب لتمكن من إصدار عدة كتب في اليوم.
هذه مشكلة تحتاج إلى الدراسة من قبل المختصين لأنها تؤثر سلباً على الحياة، فهناك من يتخذ موقفاً سالباً من أمر ما أو شخص ما بسبب كم تلك الآراء والتعليقات البعيدة عن الواقع والحقيقة، وهناك من يبني عليها قبل أن يكتشف أنه سار في الطريق الخطأ وأن ذاك الخبر لم يكن يحتمل كل تلك التفسيرات، وهناك من يتطوع للدفاع عن هذا القول أو ذاك الفعل فقط لأنه صدر عن هذا الشخص أو تلك الجهة ويوفر له ما يكفي من مبررات.
هذا على مستوى الأفراد. أما بالنسبة للأحزاب والمنظمات فالأمر يأخذ أبعاداً أخرى، وخطورة تفسيرات هذه الجهات تكمن في أنها أكثر تأثيراً ولأنها تعمد إلى توظيف الأخبار بطريقة تخدم أهدافها، فتأتي هذه المنظمة لتقول بأن هذا القول أو الفعل الصادر عن تلك الشخصية أو الجهة قصته كذا وأبعاده كذا وكذا وأنها تمتلك معلومات لا يمتلكها الآخرون وتنسبها لمصادر خاصة، ويأتي هذا الحزب ليقول بأن ذاك القول أو الفعل قصته مختلفة وأن الحقيقة تكمن في كذا وكذا وأنه مصادره أقوى وأوثق. أما المثير في كل هذا فهو أن تفسيرات هؤلاء وأولئك كلها في الغالب خاطئة وأنهم حملوا القول أو الفعل ما لا يحتمل وشطحوا بخيالهم.
القصة ليست في القول أو الفعل ولكن في التفسيرات وفي إقحام الجميع أنفسهم في السياسة وانشغال الجميع بها واعتبار أنفسهم من المشتغلين فيها، لهذا يجد كل خبر عن أي قول أو فعل الكثير من التفسيرات ويتم إعطاؤه الكثير من الأبعاد رغم أنه في حقيقته خبر لا يحتمل كل ذلك. من هنا صار مهماً الدعوة إلى دراسة هذه الظاهرة والبحث فيها لأن تأثيرها السالب على الحياة لا يستهان به.
المثير في ظاهرة كهذه أنه حتى الأفراد العاديون يتم إعطاء أقوالهم وأفعالهم أبعاداً غير واقعية. ذات مرة جاءني من يقول لي بثقة بأنه على علم بأنني مقبل على شغل منصب معين، وعندما سألته عن الذي جعله يصل إلى هذا الاستنتاج قال إن الأمر واضح جداً فأنت قدمت استقالتك من هذه المؤسسة المجتمعية ولا تفسير لهذا سوى أن الحكومة طلبت منك ذلك وأنه يتم التمهيد لشغلك لذلك المنصب والوظيفة! فكيف بالأقوال والأفعال التي تصدر عن الشخصيات السياسية الكبيرة التي تعتبر كل حركاتهم وسكناتهم أخباراً؟
من الأمور التي علينا أن ننتبه لها هي أنه حتى السياسيون الكبار يقولون ويفعلون أموراً لا يرمون من ورائها إلى تحقيق غرض معين، فمن حق هؤلاء أيضاً أن ينعموا بالحياة العادية فيقولون ويفعلون كل ما يفعله البشر، أوليسوا بشراً كما هم الآخرون؟
هناك من الأمور ما لا يقبل التفسيرات الطائشة.