الحديث هذه الأيام عن سعي لتصفية القضية الفلسطينية في ازدياد كبير، ويقول البعض إن ما يسمى بصفقة القرن ترمي إلى تحقيق هذا الأمر، فهل يمكن فعلاً تصفية هذه القضية؟
الإجابة للوهلة الأولى هي نعم، فالفلسطينيون اليوم في وضع صعب، والولايات المتحدة اليوم مندفعة بشكل أوضح لتحقيق حلم إسرائيل، وجل الدول التي كانت تساعد الفلسطينيين إن لم يكن كلها ما عادت تقدم لهم مثل ما كانت تقدمه في السابق، والعرب إجمالاً ملوا من المشكلة الفلسطينية وبعضهم يجد أنها تقف عائقاً بينهم وبين التواصل مع العالم وإسرائيل المتقدمة علمياً، والخلافات الفلسطينية الفلسطينية تكرههم في القضية ولا يوجد في الأفق ما يبشر بنهاية قريبة لهذه الخلافات. كل هذه الأمور وغيرها تدفع إلى القول بأن عملية تصفية القضية الفلسطينية ممكنة بل صارت مطلباً وقد يتحقق قريباً.
لكن الأمر لا يمكن أن يكون هكذا، فتصفية القضية الفلسطينية مسألة غير ممكنة، لا اليوم ولا غداً ولا حتى بعد مائة سنة، فهذه القضية ليست كما كثير من القضايا الأخرى ولا يمكن تصفيتها حتى لو تعاضد كل العالم وتعاونت كل دوله مع الولايات المتحدة التي يقال إنها تقود صفقة التصفية.
القضية الفلسطينية تنتهي بإيجاد حل لها يرضى عنه الفلسطينيون أولاً ويكون مناسباً لإسرائيل ولمختلف دول المنطقة ولا يكون حلاً ترقيعياً أو مؤقتاً. هذه القضية تحل بعقد مؤتمر دولي غير محدد بزمن يشارك فيه كل الأطراف ذات العلاقة وتطرح خلاله الأفكار المنطقية والواقعية التي تراعي التاريخ والحاضر والواقع، وفي كل الأحوال المسألة تتطلب تنازلات بطعم تجرع السم من الطرفين الأساسين. عدا هذا تستمر القضية ويستمر الفشل في تصفيتها، ويستمر التوتر في كامل المنطقة، فهذه القضية هي القضية المركزية وهي تهم العرب والمسلمين جميعاً وليس الفلسطينيين وحدهم، ولا استقرار ولا أمان لإسرائيل من دون حلها.
واقع الحال يقول بأن إسرائيل اليوم دولة قوية وتحقق للعالم وللحياة إنجازات كبيرة، فهي متقدمة علمياً وحققت نجاحات في العديد من مناحي الحياة وخصوصاً الزراعة والطب. لكن واقع الحال يقول أيضاً بأن هذه الدولة لا يمكن أن تجد القبول بالشكل الذي تتمناه إلا إن تم حل القضية الفلسطينية بشكل يرضى عنه الفلسطينيون أولاً. وواقع الحال يقول كذلك بأن على إسرائيل لو أرادت أن يتحقق لها كل هذا أن تعمل من أجله وأن تتوقف عن ممارسة كل سالب يدفع الدول والشعوب العربية إلى الاستمرار في اتخاذ موقف سالب منها.
لا يمكن للعرب أن يقدموا على التطبيع مع إسرائيل وهي مستمرة في قصف غزة وقتل الفلسطينيين في كل حين ومن دون مبرر، ولا يمكن للفلسطينيين أن يواصلوا التفاهم معها وهي تفعل كل ذلك وتعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ولا يمكن للعالم أن يقبل بمبررات إسرائيل حتى وهو يرى كل تصرف سالب من الفلسطينيين حيث القانون يبيح لمن في وضعهم عمل كل شيء يدخل في باب الدفاع عن النفس، كون دولتهم محتلة.
الكل يريد إغلاق ملف فلسطين، هذه حقيقة، لكن لا أحد يقبل بظلم الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. والكل يقول بأن جدية الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تعمل في اتجاه تصفية هذه القضية ينبغي أن تظهر في إيجاد حل لها يرضي الفلسطينيين أولاً ويناسب إسرائيل ومختلف دول المنطقة كي يتفرغ الجميع للبناء والتنمية ويتحقق الاستقرار.
القضية الفلسطينية عصية على التصفية لكنها ليست عصية على الحل، والشطارة في إيجاد حل لها وليس في تصفيتها، فهذا الأمر غير ممكن ولو اجتمع عليه الإنس والجن.
الإجابة للوهلة الأولى هي نعم، فالفلسطينيون اليوم في وضع صعب، والولايات المتحدة اليوم مندفعة بشكل أوضح لتحقيق حلم إسرائيل، وجل الدول التي كانت تساعد الفلسطينيين إن لم يكن كلها ما عادت تقدم لهم مثل ما كانت تقدمه في السابق، والعرب إجمالاً ملوا من المشكلة الفلسطينية وبعضهم يجد أنها تقف عائقاً بينهم وبين التواصل مع العالم وإسرائيل المتقدمة علمياً، والخلافات الفلسطينية الفلسطينية تكرههم في القضية ولا يوجد في الأفق ما يبشر بنهاية قريبة لهذه الخلافات. كل هذه الأمور وغيرها تدفع إلى القول بأن عملية تصفية القضية الفلسطينية ممكنة بل صارت مطلباً وقد يتحقق قريباً.
لكن الأمر لا يمكن أن يكون هكذا، فتصفية القضية الفلسطينية مسألة غير ممكنة، لا اليوم ولا غداً ولا حتى بعد مائة سنة، فهذه القضية ليست كما كثير من القضايا الأخرى ولا يمكن تصفيتها حتى لو تعاضد كل العالم وتعاونت كل دوله مع الولايات المتحدة التي يقال إنها تقود صفقة التصفية.
القضية الفلسطينية تنتهي بإيجاد حل لها يرضى عنه الفلسطينيون أولاً ويكون مناسباً لإسرائيل ولمختلف دول المنطقة ولا يكون حلاً ترقيعياً أو مؤقتاً. هذه القضية تحل بعقد مؤتمر دولي غير محدد بزمن يشارك فيه كل الأطراف ذات العلاقة وتطرح خلاله الأفكار المنطقية والواقعية التي تراعي التاريخ والحاضر والواقع، وفي كل الأحوال المسألة تتطلب تنازلات بطعم تجرع السم من الطرفين الأساسين. عدا هذا تستمر القضية ويستمر الفشل في تصفيتها، ويستمر التوتر في كامل المنطقة، فهذه القضية هي القضية المركزية وهي تهم العرب والمسلمين جميعاً وليس الفلسطينيين وحدهم، ولا استقرار ولا أمان لإسرائيل من دون حلها.
واقع الحال يقول بأن إسرائيل اليوم دولة قوية وتحقق للعالم وللحياة إنجازات كبيرة، فهي متقدمة علمياً وحققت نجاحات في العديد من مناحي الحياة وخصوصاً الزراعة والطب. لكن واقع الحال يقول أيضاً بأن هذه الدولة لا يمكن أن تجد القبول بالشكل الذي تتمناه إلا إن تم حل القضية الفلسطينية بشكل يرضى عنه الفلسطينيون أولاً. وواقع الحال يقول كذلك بأن على إسرائيل لو أرادت أن يتحقق لها كل هذا أن تعمل من أجله وأن تتوقف عن ممارسة كل سالب يدفع الدول والشعوب العربية إلى الاستمرار في اتخاذ موقف سالب منها.
لا يمكن للعرب أن يقدموا على التطبيع مع إسرائيل وهي مستمرة في قصف غزة وقتل الفلسطينيين في كل حين ومن دون مبرر، ولا يمكن للفلسطينيين أن يواصلوا التفاهم معها وهي تفعل كل ذلك وتعمل على تصفية القضية الفلسطينية، ولا يمكن للعالم أن يقبل بمبررات إسرائيل حتى وهو يرى كل تصرف سالب من الفلسطينيين حيث القانون يبيح لمن في وضعهم عمل كل شيء يدخل في باب الدفاع عن النفس، كون دولتهم محتلة.
الكل يريد إغلاق ملف فلسطين، هذه حقيقة، لكن لا أحد يقبل بظلم الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. والكل يقول بأن جدية الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تعمل في اتجاه تصفية هذه القضية ينبغي أن تظهر في إيجاد حل لها يرضي الفلسطينيين أولاً ويناسب إسرائيل ومختلف دول المنطقة كي يتفرغ الجميع للبناء والتنمية ويتحقق الاستقرار.
القضية الفلسطينية عصية على التصفية لكنها ليست عصية على الحل، والشطارة في إيجاد حل لها وليس في تصفيتها، فهذا الأمر غير ممكن ولو اجتمع عليه الإنس والجن.