مع بركات وروحانيات هذا الشهر الفضيل والمبارك تفتح مئات البيوت مجالسها في مختلف محافظات البحرين، وكم هو رائع هذه اللقاءات والتزاور فيما بين كافة شرائح المجتمع البحريني مجسدين بذلك أروع المعاني الخيّرة والرقي الإنساني والتكافل الاجتماعي والتراحم، وجاءت الزيارات التي شهدناها خلال الأيام الماضية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى عدد من المجالس الرمضانية ليس فقط لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول هذا الشهر العظيم الذي أنزل فيه القرآن والالتقاء مع المواطنين، بل هي إلى جانب ذلك تمثل أحد أوجه التواصل وعمق التماسك بين الحكام والشعب والتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الشقاق والفرقة، وهى بوجه عام زيارات كانت ولا تزال وستظل محط تقدير واحترام وتأثير، كما إنها زيارات مثمرة خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها تذكى الهمم التي تعلي القيم الإنسانية والوطنية.وطالما توقفنا على الصفات والمعاني الطيبة والرسائل الواضحة التي تحملها زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان إلى المجالس الأهلية الرمضانية، والتي مثلت عامل طمأنينة لرواد هذه المجالس وعموم شعب البحرين، فإنه يمكن أيضاً أن نتوقف عند زيارات المواطنين بمختلف فئاتهم إلى مجلس سموه وهو المجلس المفتوح الذي يحرص كثر من مختلف فئات الشعب على زيارته، ومن المؤكد أننا في الحالتين نستطيع وبسهولة أن نتوقف أمام الكثير من المعاني التي يؤكد عليها سموه والتي تصب في مجرى ترسيخ النهج الوطني الجامع والرؤية المستشرفة للمستقبل. فقد وجدنا سموه يؤكد في مجلسه والمجالس الرمضانية التي يزورها على الاهتمام الذي يوليه حكامنا والدولة بترسيخ التواصل بين المواطنين وتعزيز السمات النبيلة التي تترجم الروح الأصيلة للمجتمع البحريني ونسيجه وهويته الجامعة، كما وجدنا سموه يحث دوماً على التقاء جميع المواطنين على راية البحرين، والتفاف أبناء البحرين على اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم حول هذه الراية الجامعة، التي على أساسها توضع المصالح العليا للوطن فوق الاعتبارات والمصالح أياً تكن هذه المصالح.سموه حفظه الله وجدناه يوم الخميس الماضي، وخلال زيارته إلى مجالس كل من الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والشيخ عبدالحسين خلف العصفور وفيصل حسن جواد يتحدث عن الثوابت الوطنية التي توافق عليها أبناء البحرين. وأكد أنها المرتكز الذي ننطلق منه جميعاً نحو مواصلة البناء والتطوير في ظل المسيرة التنموية الشاملة التي اختطها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وينوه بمبادئ ميثاق العمل الوطني كونها الأسس التي على أساسها تنفذ البرامج وتطلق المبادرات، وترسم الأهداف الطموحة، وجدنا سموه قبل ذلك وفى مجلسه والمجالس التي يزورها يؤكد دوماً اهتماماً بكل ما يتعلق بالنهوض بالوضع الاقتصادي، وجذب المزيد من الاستثمارات النوعية التي تشكل قيمة مضافة لاقتصادنا وتوفر فرص العمل لأبناء البحرين، أيضاً وجدناه مهتماً بشؤون الشباب البحريني وبتعزيز دوره في التنمية والاقتصاد، وتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات الوطنية في مختلف الحقول والميادين، ووضع المواطن البحريني محوراً رئيسياً للتنمية. سموه يؤكد على ذلك باستمرار وبالقدر ذاته وجدناه يؤكد ويسعى إلى ترسيخ الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ويعتبر هذه الشراكة عاملاً رئيسيا لحركة التنمية وتطوير الاقتصاد.من يتابع أقوال وزيارات وتوجهات ومبادرات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان، في كل مناسبة وما يتبناه من نهج ورؤية، وسعيه الدؤوب لإطلاق العنان للطاقات الشبابية والإبداعية والتي من شأنها أن تجعل مملكة البحرين نموذجاً في مضمار التنافسية والريادة يستطيع بكل يسر أن يخلص إلى أننا أمام قائد يستشرف المستقبل ويبذل كل ما بوسعه للسير دوماً بالاتجاه الأرحب ليفتح آفاقاً جديدة من العطاء والإنجاز يعزز مسيرة الخير والعطاء والإصلاح التي يقودها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وبدعم من الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وهى المسيرة التي يقف خلفها ويدعمها كل المواطنين بمختلف تلاوينهم وفئاتهم وطوائفهم.