في كل مرة تعلن فيها جوائز أي مسابقة أدبية عربية، يكتنف الإعلان لغط وجدل حول معايير فوز العمل أو الأديب بالجائزة، وحول تركيبة لجنة التحكيم. وفي الآونة الأخيرة، وبسبب التوترات السياسية في المنطقة، بدأ يثار الجدل السياسي حول تأثير المناطقيات وتحولات مراكز القوى على اختيار لجان التحكيم وعلى اختيار الفائزين. أحياناً يخدم هذا الجدل المسابقة والعمل الفائز. ولكنه، وفي أخطر تجلياته ينم عن أزمة ثقافية عربية، وتحديداً أزمة نقد أدبي في الوطن العربي.
لا شك في أن وجود جوائز أدبية واستمرار انعقادها وتزايد عددها، هو ظاهرة إيجابية في زمن تتراجع فيه الثقافة والأدب تحديداً، وفي واقع لا يقرأ فيه الغالبية إلا المدونات متدنية الفكر في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي سياق معرفي تسيطر فيه العولمة وتمثلاتها من الحياة الاستهلاكية على أنماط تفكير القطاع الأوسع من الناس. فهذه الجوائز تعيد الاعتبار للمبدعين (المنسيين) من عالم الشهرة ذي المعايير الجديدة. وتروج للأعمال الأدبية أياً كان اختلافنا مع تصنيفها ومع تصدرها للواجهة الإبداعية. غير أن الغائب الأكبر في احتفائيات إعلان نتائج المسابقات الأدبية هو النقاش النقدي المحكم الذي يثري القارئ، أو المتلقي أو المتابع، بمنهجيات اختيار الأعمال الأدبية المرشحة وآليات فرزها وغربلتها حتى بلوغ القائمة الفائزة. ويزود المتلقي بمعرفة واضحة حول الجماليات الأدبية والأبعاد الثقافية التي رجحت أعمالاً أدبية دون أخرى.
والنقد الأدبي في الوطن العربي يمر بمأزق كبير خصوصاً بعد انحسار موجة النقل عن النقد الغربي التي أضفت هالة من النخبوية على بعض النقاد. صحيح أن ازدهار النقد الثقافي والحضاري واتجاهات ما بعد الحداثة أعادت بعض الحيوية للأعمال النقدية، لكن بقي النقد في الوطن العربي عاجزاً عن إقناع المتلقين من عامة المثقفين ومن خاصة المهتمين بالأدب عن الأسئلة الوجودية الكبرى للنقد: ما هو النقد؟ ولماذا ننقد العمل الأدبي؟ وماذا يضيف النقد للعمل الأدبي؟ مازالت الإجابات عن هذه الأسئلة غير مقنعة في الوطن العربي، على عكس مثيلاتها في الغرب. الغرب الذي يدشن كل مفصل تاريخي في تحولاته السياسية والثقافية والاجتماعية بمجموعة من الأعمال الأدبية التي تبشر بعهد جديد وترسم ملامحه الرئيسة، أو تعلن انتهاء عهد سابق وتفسر أسباب انهياره. وبعيداً عن الخوض في تفاصيل أزمة النقد العربي، يكفي أن نختزل الأزمة في عدم تبلور مدرسة نقدية عربية منبثقة من فلسفة الإبداع في المنطقة العربية، وتنطلق من خصائص الإبداع العربي مبنى ومعنى.
هذه الأزمة يشتد وضوحها وضغطها في الجوائز الأدبية العربية، حتى وإن تشكلت لجان التحكيم من بعض النقاد. وتجاهل الطرح النقدي والنقاش النقدي المعلن للجمهور في مراحل عمل لجان التحكيم هو تصريح بعدم الاعتراف بالمنهجية النقدية (معياراً وحكماً). وما يلي إعلان نتائج الجوائز من جدال نقدي مؤيد للنتائج أو معارض لها يجعل النقد تابعاً لنتائج الجائزة وليس مشاركاً في صنعها وهذا تراجع كبير لدور النقد الأدبي في إثراء الحركة الأدبية والثقافية وفي تنمية الذوق الأدبي عند المتلقي العربي.
وجود الجوائز العربية لمجالات الإبداع الأدبي يبقى أمراً محموداً، وهو خير من انعدامه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في كثير من المناسبات الثقافية، هو: أين النقد الأدبي من الواقع الثقافي العربي؟
لا شك في أن وجود جوائز أدبية واستمرار انعقادها وتزايد عددها، هو ظاهرة إيجابية في زمن تتراجع فيه الثقافة والأدب تحديداً، وفي واقع لا يقرأ فيه الغالبية إلا المدونات متدنية الفكر في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي سياق معرفي تسيطر فيه العولمة وتمثلاتها من الحياة الاستهلاكية على أنماط تفكير القطاع الأوسع من الناس. فهذه الجوائز تعيد الاعتبار للمبدعين (المنسيين) من عالم الشهرة ذي المعايير الجديدة. وتروج للأعمال الأدبية أياً كان اختلافنا مع تصنيفها ومع تصدرها للواجهة الإبداعية. غير أن الغائب الأكبر في احتفائيات إعلان نتائج المسابقات الأدبية هو النقاش النقدي المحكم الذي يثري القارئ، أو المتلقي أو المتابع، بمنهجيات اختيار الأعمال الأدبية المرشحة وآليات فرزها وغربلتها حتى بلوغ القائمة الفائزة. ويزود المتلقي بمعرفة واضحة حول الجماليات الأدبية والأبعاد الثقافية التي رجحت أعمالاً أدبية دون أخرى.
والنقد الأدبي في الوطن العربي يمر بمأزق كبير خصوصاً بعد انحسار موجة النقل عن النقد الغربي التي أضفت هالة من النخبوية على بعض النقاد. صحيح أن ازدهار النقد الثقافي والحضاري واتجاهات ما بعد الحداثة أعادت بعض الحيوية للأعمال النقدية، لكن بقي النقد في الوطن العربي عاجزاً عن إقناع المتلقين من عامة المثقفين ومن خاصة المهتمين بالأدب عن الأسئلة الوجودية الكبرى للنقد: ما هو النقد؟ ولماذا ننقد العمل الأدبي؟ وماذا يضيف النقد للعمل الأدبي؟ مازالت الإجابات عن هذه الأسئلة غير مقنعة في الوطن العربي، على عكس مثيلاتها في الغرب. الغرب الذي يدشن كل مفصل تاريخي في تحولاته السياسية والثقافية والاجتماعية بمجموعة من الأعمال الأدبية التي تبشر بعهد جديد وترسم ملامحه الرئيسة، أو تعلن انتهاء عهد سابق وتفسر أسباب انهياره. وبعيداً عن الخوض في تفاصيل أزمة النقد العربي، يكفي أن نختزل الأزمة في عدم تبلور مدرسة نقدية عربية منبثقة من فلسفة الإبداع في المنطقة العربية، وتنطلق من خصائص الإبداع العربي مبنى ومعنى.
هذه الأزمة يشتد وضوحها وضغطها في الجوائز الأدبية العربية، حتى وإن تشكلت لجان التحكيم من بعض النقاد. وتجاهل الطرح النقدي والنقاش النقدي المعلن للجمهور في مراحل عمل لجان التحكيم هو تصريح بعدم الاعتراف بالمنهجية النقدية (معياراً وحكماً). وما يلي إعلان نتائج الجوائز من جدال نقدي مؤيد للنتائج أو معارض لها يجعل النقد تابعاً لنتائج الجائزة وليس مشاركاً في صنعها وهذا تراجع كبير لدور النقد الأدبي في إثراء الحركة الأدبية والثقافية وفي تنمية الذوق الأدبي عند المتلقي العربي.
وجود الجوائز العربية لمجالات الإبداع الأدبي يبقى أمراً محموداً، وهو خير من انعدامه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في كثير من المناسبات الثقافية، هو: أين النقد الأدبي من الواقع الثقافي العربي؟