العبارة التي يتم تداولها بكثرة هذه الأيام وتحديداً منذ انتشار خبر عقد ورشة عمل اقتصادية في يونيو المقبل في البحرين تحت عنوان «ورشة السلام من أجل الازدهار» بغية تمكين الشعب الفلسطيني هي «القضية الفلسطينية تواجه اليوم أكبر مؤامرة لتصفيتها»، فمع الخبر تم الترويج لفكرة أن البحرين وافقت على أن تكون المحطة الأولى لتصفية القضية الفلسطينية! وبما أن هذه العبارة وردت أيضاً على لسان أمين عام «حزب الله» في خطابه الأخير لذا اعتبر المهووسون به الموضوع غير قابل للشك وأن هناك بالفعل خطة تشارك فيها البحرين لتصفية هذه القضية.
استنتاج يدخل في باب الهراء لأن البحرين التي وقفت إلى جانب فلسطين على مدى سبعة عقود لا يمكن -منطقاً- أن تقف ضدها اليوم أو تشارك في عمل يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية التي تعتبرها القضية المركزية. الورشة كما قال عنها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «تندرج ضمن مساعي البحرين لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في التنمية والازدهار ودعم مبادرات رفد الاقتصاد الفلسطيني» وأن البحرين «ستبقى ثابتة في موقفها الذي يقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق».
لا تفسير لنشر وترويج تلك العبارة سوى رغبة البعض في الإساءة إلى البحرين وإلى كل دولة قررت أن تشارك في هذه الورشة واضحة الأهداف والغايات، ولا قصة يمكن لمريدي السوء شغل أنفسهم بها أفضل من هذه القصة. أما الرد عليهم جميعاً فهو بالقول بأنه كفاكم المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فمن حق الفلسطينيين أن يعيشوا وأنه حان الوقت ليفعلوا ذلك.
ما تفعله البحرين هو المساعدة في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التنمية والازدهار. ما قررته البحرين هو دعم مبادرات رفد الاقتصاد الفلسطيني. ليس للبحرين مصلحة في ذلك. مصلحتها ترتكز في مساعدة الشعب الفلسطيني كي يعيش كما يعيش الآخرون، فمن حق هذا الشعب العربي أن يعيش أيضاً. لم يعد مناسباً ترك هذا الشعب يواجه قسوة الحياة بمفرده، وليس مناسباً الاكتفاء بالفرجة على هذا الشعب خشية القول بأن لنا مصلحة في ذلك أو أننا نعين أمريكا وإسرائيل ونشاركهما في تصفية القضية الفلسطينية. ليس مهماً ما يقوله الآخرون وما يتخذونه من مواقف، المهم والأهم هو العمل والمشاركة في كل عمل يمكن أن يجلب معه الخير للشعب الفلسطيني ويعينه على تغيير واقعه والتنمية والازدهار.
البحرين لا تقبل الظلم للشعب الفلسطيني، فهذا الشعب ذاق من الظلم الكثير وعانى طويلاً، لكن البحرين أيضاً تقول بأنه لم يعد مناسباً التعامل مع القضية الفلسطينية بالعواطف وأنه حان الوقت للقيام بعمل والمشاركة في كل خطوة يؤمل أن تعود بالخير على الشعب الفلسطيني، ولهذا وافقت على عقد ورشة «السلام من أجل الازدهار» على أرضها وهو قرارها وليست مضطرة إليه وكل ما ترمي إليه هو المساعدة والمشاركة في عمل يعود بالخير على الشعب الفلسطيني.
القول بأن هذه الورشة أو غيرها يمكن أن تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية هراء لا مثيل له، فهذه القضية لا يمكن تصفيتها بهذه الطريقة ولا بأي طريقة وإنما بالتوصل إلى حل يرضى عنه الفلسطينيون ويحصلون به على كامل حقوقهم. العمل على تمكين الشعب الفلسطيني لا يعني تصفية القضية الفلسطينية، ومشاركة ممثلين عن إسرائيل في هذه الورشة لا يعني التطبيع مع إسرائيل وحضورهم لا يعني التعاون معهم على تصفية القضية.
ما تعتزم البحرين القيام به هو تنحية العواطف جانباً والتفكير بشكل عملي وخدمة القضية الفلسطينية من باب آخر، باب يؤمل أن يفتح أبواباً تفضي إلى حيث يمكن إيجاد حل نهائي لهذه القضية.
استنتاج يدخل في باب الهراء لأن البحرين التي وقفت إلى جانب فلسطين على مدى سبعة عقود لا يمكن -منطقاً- أن تقف ضدها اليوم أو تشارك في عمل يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية التي تعتبرها القضية المركزية. الورشة كما قال عنها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة «تندرج ضمن مساعي البحرين لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في التنمية والازدهار ودعم مبادرات رفد الاقتصاد الفلسطيني» وأن البحرين «ستبقى ثابتة في موقفها الذي يقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق».
لا تفسير لنشر وترويج تلك العبارة سوى رغبة البعض في الإساءة إلى البحرين وإلى كل دولة قررت أن تشارك في هذه الورشة واضحة الأهداف والغايات، ولا قصة يمكن لمريدي السوء شغل أنفسهم بها أفضل من هذه القصة. أما الرد عليهم جميعاً فهو بالقول بأنه كفاكم المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فمن حق الفلسطينيين أن يعيشوا وأنه حان الوقت ليفعلوا ذلك.
ما تفعله البحرين هو المساعدة في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في التنمية والازدهار. ما قررته البحرين هو دعم مبادرات رفد الاقتصاد الفلسطيني. ليس للبحرين مصلحة في ذلك. مصلحتها ترتكز في مساعدة الشعب الفلسطيني كي يعيش كما يعيش الآخرون، فمن حق هذا الشعب العربي أن يعيش أيضاً. لم يعد مناسباً ترك هذا الشعب يواجه قسوة الحياة بمفرده، وليس مناسباً الاكتفاء بالفرجة على هذا الشعب خشية القول بأن لنا مصلحة في ذلك أو أننا نعين أمريكا وإسرائيل ونشاركهما في تصفية القضية الفلسطينية. ليس مهماً ما يقوله الآخرون وما يتخذونه من مواقف، المهم والأهم هو العمل والمشاركة في كل عمل يمكن أن يجلب معه الخير للشعب الفلسطيني ويعينه على تغيير واقعه والتنمية والازدهار.
البحرين لا تقبل الظلم للشعب الفلسطيني، فهذا الشعب ذاق من الظلم الكثير وعانى طويلاً، لكن البحرين أيضاً تقول بأنه لم يعد مناسباً التعامل مع القضية الفلسطينية بالعواطف وأنه حان الوقت للقيام بعمل والمشاركة في كل خطوة يؤمل أن تعود بالخير على الشعب الفلسطيني، ولهذا وافقت على عقد ورشة «السلام من أجل الازدهار» على أرضها وهو قرارها وليست مضطرة إليه وكل ما ترمي إليه هو المساعدة والمشاركة في عمل يعود بالخير على الشعب الفلسطيني.
القول بأن هذه الورشة أو غيرها يمكن أن تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية هراء لا مثيل له، فهذه القضية لا يمكن تصفيتها بهذه الطريقة ولا بأي طريقة وإنما بالتوصل إلى حل يرضى عنه الفلسطينيون ويحصلون به على كامل حقوقهم. العمل على تمكين الشعب الفلسطيني لا يعني تصفية القضية الفلسطينية، ومشاركة ممثلين عن إسرائيل في هذه الورشة لا يعني التطبيع مع إسرائيل وحضورهم لا يعني التعاون معهم على تصفية القضية.
ما تعتزم البحرين القيام به هو تنحية العواطف جانباً والتفكير بشكل عملي وخدمة القضية الفلسطينية من باب آخر، باب يؤمل أن يفتح أبواباً تفضي إلى حيث يمكن إيجاد حل نهائي لهذه القضية.