هذا أحد الأمثال الشهيرة في مجتمعاتنا العربية، وقد حاولت أن أبحث عن أصله ونشأته، أي المثل، فلم أجد مصدراً يوثق مبعثه، لكن في المقابل أتذكر أقوال أجدادنا ومن مازال منهم حياً من كبار السن بشأن هذا المثل وما ماثله، من نوعية «البخيل ماله خليل»، و»مال البخيل ما يأكله إلا العيار»، وغيرهما ممن يقعون كأمثال تحت مظلة هذا السياق.
لماذا «لا يُخدم بخيل»؟! وهنا قبل الإجابة، سأحول السؤال إلى نصيحة، وسأستبدل حرف «الياء» بشقيقه «التاء»، لتكون نصيحتي لك كالتالي: «لا تخدم بخيل»!
وهنا سأفصل القول، لأنني لا أنوي التركيز على «بخلاء الجيوب»، بقدر ما أريد الإشارة أكثر لنوع أخطر من البخلاء، وهم «بخلاء الأخلاق»، لأن النوع الأخير بإمكانه «قتل» البشر، أو التسبب بإصابتهم بالجلطات والأمراض الجسدية والنفسية من قهر وضغط وأعصاب.
سألت عدداً من أصحابي ذات مرة، أيهم أفضل بالنسبة إليكم:
بخيل جيب، لكن كريم أخلاق، أم .. كريم جيب، لكن بخيل أخلاق؟!
لا أحد يحب «بخيل الجيب»، وإن وجدت من يحبه، فانظر فيه ودقق، وستجد بأنه بخيل مثله، وإعجابه بالبخيل ناتج عن رغبة في تعقب خطواته، واستخدام نفس استراتيجياته في ممارسة البخل، إذ مثل هذه النوعية من البشر هي التي تقصر على نفسها لتجمع المال، ولعلهم يخدمون من يرثهم عند مماتهم لا في حياتهم، لأن القاعدة تقول بأنك «تخرج من الدنيا، كما دخلتها، عارياً لا تملك شيئاً».
لذلك قيل بأن أسوأ زوج لتقترن به ابنتك، هو الشخص البخيل، لأن هذه الآفة تجعلك تعيش حياة الفقر حتى لو كنت تملك أموالاً طائلة، تجعلك تتصرف بأساليب عجيبة وغريبة تؤذي بها أقرب الناس إليك، وأنت ظان أنك توفر وتقتصد ولا تسرف.
حينما بادلني أصدقائي السؤال، سعياً لمعرفة إجابتي، قلت بأنني أرى «بخيل الجيب، كريم الأخلاق» أفضل من «كريم الجيب، بخيل الأخلاق»، وذلك عطفاً على تحليل المثل «لا يُخدم بخيل»، وما يرمي إليه.
لم يوثقها أجدادنا للتاريخ عبثاً، وحينما حذروا من خدمة البخيل، فإنني أفهمها بأنه بخيل الأخلاق قبل أن يكون بخيل الجيب، إذ الأصل في عمل الخير تجاه أشخاص يطلبون منك المساعدة والسعي لتحقيق مصلحة لهم، الأصل بأنك تقوم بهذا الفعل دون مقابل مادي يرتجى، هذا إن كنت ممن يسعون للخير والمساعدة، لكنك ستتوقع أقلها «كرماً» في الأخلاق، يتترجم في الشكر والتقدير والمعنوي، والأهم الإحساس بالمشقة والجهد والتعب الذي بذلته سعياً لتحقيق الخدمة لهذا الشخص.
هنا يكون «بخل الأخلاق» قاتلاً، حينما يتعامل معك الشخص بدون إبداء التقدير، وبدون شكر، أو أقلها إحساس بما بذلت، فيكون الإجحاف هو المقابل، هنا بالضرورة ستصاب بصدمة، وبشرخ كبير في النفس، وبجرح يتأخر شفاؤه واندماله، فتنحسر على ما بدلته من جهد وتعب، لأجل شخص لا يقدر.
بخيل الجيب ضرره على نفسه، يؤذي نفسه، يحرم نفسه، يقصر على نفسه، وبسهولة يمكنك أن تبعده عن ناظريك ولا تهتم بما يفعله، لكن بخيل الأخلاق مشكلة، بالأخص من يأتيك طالباً المساعدة، ومن ثم يرد لك الجميل بالإجحاف والإنكار.
نعم قالها السابقون، لا تخدم بخيلاً، إن كان بخيل جيب لن يقدرك بفلس، وإن كان بخيل أخلاق لربما أخطأ بحقك وقلل من جهدك بدل أن يكلف نفسه بقول «شكراً» أقلها.
لماذا «لا يُخدم بخيل»؟! وهنا قبل الإجابة، سأحول السؤال إلى نصيحة، وسأستبدل حرف «الياء» بشقيقه «التاء»، لتكون نصيحتي لك كالتالي: «لا تخدم بخيل»!
وهنا سأفصل القول، لأنني لا أنوي التركيز على «بخلاء الجيوب»، بقدر ما أريد الإشارة أكثر لنوع أخطر من البخلاء، وهم «بخلاء الأخلاق»، لأن النوع الأخير بإمكانه «قتل» البشر، أو التسبب بإصابتهم بالجلطات والأمراض الجسدية والنفسية من قهر وضغط وأعصاب.
سألت عدداً من أصحابي ذات مرة، أيهم أفضل بالنسبة إليكم:
بخيل جيب، لكن كريم أخلاق، أم .. كريم جيب، لكن بخيل أخلاق؟!
لا أحد يحب «بخيل الجيب»، وإن وجدت من يحبه، فانظر فيه ودقق، وستجد بأنه بخيل مثله، وإعجابه بالبخيل ناتج عن رغبة في تعقب خطواته، واستخدام نفس استراتيجياته في ممارسة البخل، إذ مثل هذه النوعية من البشر هي التي تقصر على نفسها لتجمع المال، ولعلهم يخدمون من يرثهم عند مماتهم لا في حياتهم، لأن القاعدة تقول بأنك «تخرج من الدنيا، كما دخلتها، عارياً لا تملك شيئاً».
لذلك قيل بأن أسوأ زوج لتقترن به ابنتك، هو الشخص البخيل، لأن هذه الآفة تجعلك تعيش حياة الفقر حتى لو كنت تملك أموالاً طائلة، تجعلك تتصرف بأساليب عجيبة وغريبة تؤذي بها أقرب الناس إليك، وأنت ظان أنك توفر وتقتصد ولا تسرف.
حينما بادلني أصدقائي السؤال، سعياً لمعرفة إجابتي، قلت بأنني أرى «بخيل الجيب، كريم الأخلاق» أفضل من «كريم الجيب، بخيل الأخلاق»، وذلك عطفاً على تحليل المثل «لا يُخدم بخيل»، وما يرمي إليه.
لم يوثقها أجدادنا للتاريخ عبثاً، وحينما حذروا من خدمة البخيل، فإنني أفهمها بأنه بخيل الأخلاق قبل أن يكون بخيل الجيب، إذ الأصل في عمل الخير تجاه أشخاص يطلبون منك المساعدة والسعي لتحقيق مصلحة لهم، الأصل بأنك تقوم بهذا الفعل دون مقابل مادي يرتجى، هذا إن كنت ممن يسعون للخير والمساعدة، لكنك ستتوقع أقلها «كرماً» في الأخلاق، يتترجم في الشكر والتقدير والمعنوي، والأهم الإحساس بالمشقة والجهد والتعب الذي بذلته سعياً لتحقيق الخدمة لهذا الشخص.
هنا يكون «بخل الأخلاق» قاتلاً، حينما يتعامل معك الشخص بدون إبداء التقدير، وبدون شكر، أو أقلها إحساس بما بذلت، فيكون الإجحاف هو المقابل، هنا بالضرورة ستصاب بصدمة، وبشرخ كبير في النفس، وبجرح يتأخر شفاؤه واندماله، فتنحسر على ما بدلته من جهد وتعب، لأجل شخص لا يقدر.
بخيل الجيب ضرره على نفسه، يؤذي نفسه، يحرم نفسه، يقصر على نفسه، وبسهولة يمكنك أن تبعده عن ناظريك ولا تهتم بما يفعله، لكن بخيل الأخلاق مشكلة، بالأخص من يأتيك طالباً المساعدة، ومن ثم يرد لك الجميل بالإجحاف والإنكار.
نعم قالها السابقون، لا تخدم بخيلاً، إن كان بخيل جيب لن يقدرك بفلس، وإن كان بخيل أخلاق لربما أخطأ بحقك وقلل من جهدك بدل أن يكلف نفسه بقول «شكراً» أقلها.