يعيش العالم حالياً في نسخة مزيفة من الولايات المتحدة التي تعامل معها طوال قرن. فالعلاقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي مثلاً هي علاقة حلف لا يتزعزع كما قال الرئيس ترامب في جولته الأوروبية الأسبوع الماضي. لكن الحقيقة أن التعامل مع إيران يظهر أن الاتفاق بين الطرفين هو الشذور الذي يثبت القاعدة. فقد خرجت واشنطن من الاتفاق 5+1 بوصفه معيباً لأنه غير دائم ولا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية أو الدور الذي تلعبه طهران في صراعات الإقليم. فيما دافعت أوروبا عن الاتفاق النووي لأنه يفرض قيوداً على البرنامج. وعلى هذا الأساس ساير الرئيس ماكرون الأمريكان الأسبوع الماضي، ترامب بطرح فكرة توسيع الاتفاق ليشمل برنامج إيران النووي وبرنامجها الصاروخي وعلاقتها مع دول الجوار. فوبخه الإيرانيون من أعلى المستويات الأوروبيون ليسوا في موقف يؤهلهم لانتقاد إيران على مسائل خارج خطة 5 +1. كما قال ظريف. أما رئيس البرلمان لاريجاني فوصف التصريحات بالمخزية وغير الملائمة.
وفي تقديرنا أن الموقف الأوروبي الداعم لأمريكا هو دعم لا يتعدى الانحناءات الدبلوماسية ولا تتعدى صلاحيته زمن الزيارة وقد يعجل بالنقوص عنه التقريع الإيراني أعلاه. فصدى التهديد الإيراني لايزال يدق في الأذن الأوروبية حيث أوقفت طهران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب 5+1، وتهدد بالمزيد خلال 60 يوماً إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية.
هذه الأنانية الأوروبية أتت جراء التعامل مع النسخة الأمريكية المزيفة التي تجلت في موقفين لإدارة ترامب:
- أن واشنطن أرسلت بعزم مجموعة القتال التي عمادها حاملة الطائرات إبراهام لنكولن وأرسلت طائرات B-52، وتركت إعلان تحركها يصدر من جون بولتون الكاره لإيران بدرجة مريعة بدل أن يكون يصدره البنتاغون نفسه، في إجراء يسمى «الردع»، والردع هو ارتداء الفارس لدروعه وحمل أسلحته وامتطاء فرسه والوقوف مستعداً في اتجاه العدو. لكن واشنطن التي لم نعد نعرفها نزعت من الردع قيمته، فكيف سيخاف الإيرانيون من انطلاق الفارس المدجج بالسلاح نحوهم وهو يقف خارج مضيق هرمز، ولو تجاوزنا هذا الأمر فكيف يتوقع الإيرانيون بل والبحارة الأمريكان أنفسهم على ظهر الحاملة أنهم في حالة الاستعداد القتالي إذا كان ترامب وهو القائد العام للقوات المسلحة يقول لم نأتِ لنحارب!!
- لقد لانت أوروبا لطهران حين اخترعت نظام المقايضة عبر كيان يسمى الآلية المحددة الأهداف «INSTEX» يتم من خلاله تبادل البضائع غير النفطية بين أوروبا وإيران. وقد ظهرت أمريكا التي لا نعرفها جراء التخبط في قبول هذا النظام حيث أعلن وزير الخارجية بومبيو أن واشنطن لا تعارض المقايضة، والخوف هنا هو توسيع هذا النظام ليشمل الصين وروسيا ثم بقية كل العالم فأين الحزم الأمريكي الذي طبق على كوبا وجنوب أفريقيا وكوريا الشمالية والعراق قبلهم.
* بالعجمي الفصيح:
تعلم طهران أن زيوت مجموعة توتال الفرنسية «Total S.A» من حقول بارس هي أفضل دبلوماسية لدهن سير الفرنسيين، وأن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن هي 100 ألف طن من الدبلوماسية فقط.
* كاتب وأكاديمي كويتي
وفي تقديرنا أن الموقف الأوروبي الداعم لأمريكا هو دعم لا يتعدى الانحناءات الدبلوماسية ولا تتعدى صلاحيته زمن الزيارة وقد يعجل بالنقوص عنه التقريع الإيراني أعلاه. فصدى التهديد الإيراني لايزال يدق في الأذن الأوروبية حيث أوقفت طهران الشهر الماضي بعض التزاماتها بموجب 5+1، وتهدد بالمزيد خلال 60 يوماً إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية.
هذه الأنانية الأوروبية أتت جراء التعامل مع النسخة الأمريكية المزيفة التي تجلت في موقفين لإدارة ترامب:
- أن واشنطن أرسلت بعزم مجموعة القتال التي عمادها حاملة الطائرات إبراهام لنكولن وأرسلت طائرات B-52، وتركت إعلان تحركها يصدر من جون بولتون الكاره لإيران بدرجة مريعة بدل أن يكون يصدره البنتاغون نفسه، في إجراء يسمى «الردع»، والردع هو ارتداء الفارس لدروعه وحمل أسلحته وامتطاء فرسه والوقوف مستعداً في اتجاه العدو. لكن واشنطن التي لم نعد نعرفها نزعت من الردع قيمته، فكيف سيخاف الإيرانيون من انطلاق الفارس المدجج بالسلاح نحوهم وهو يقف خارج مضيق هرمز، ولو تجاوزنا هذا الأمر فكيف يتوقع الإيرانيون بل والبحارة الأمريكان أنفسهم على ظهر الحاملة أنهم في حالة الاستعداد القتالي إذا كان ترامب وهو القائد العام للقوات المسلحة يقول لم نأتِ لنحارب!!
- لقد لانت أوروبا لطهران حين اخترعت نظام المقايضة عبر كيان يسمى الآلية المحددة الأهداف «INSTEX» يتم من خلاله تبادل البضائع غير النفطية بين أوروبا وإيران. وقد ظهرت أمريكا التي لا نعرفها جراء التخبط في قبول هذا النظام حيث أعلن وزير الخارجية بومبيو أن واشنطن لا تعارض المقايضة، والخوف هنا هو توسيع هذا النظام ليشمل الصين وروسيا ثم بقية كل العالم فأين الحزم الأمريكي الذي طبق على كوبا وجنوب أفريقيا وكوريا الشمالية والعراق قبلهم.
* بالعجمي الفصيح:
تعلم طهران أن زيوت مجموعة توتال الفرنسية «Total S.A» من حقول بارس هي أفضل دبلوماسية لدهن سير الفرنسيين، وأن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن هي 100 ألف طن من الدبلوماسية فقط.
* كاتب وأكاديمي كويتي