هذا مثل شهير منتشر كما النار في الهشيم، ويطرح كنصحية للناس، تنبههم إلى ضرورة ربط كلامهم بعاملي المكان والزمان، باعتبار أن بعض الكلام لا يصلح، وربما لا فائدة منه في أماكن أو أوقات معينة.
هنا لنطرح تساؤلاً، إذ هل صادف وأن كنت في مجلس ما، أو في تجمع معين، وطرحت قضية معينة أنت لديك إلمام بتفاصيلها الكاملة، وحاولت أن تدلي بدلوك لتنور الناس، أو لتصحح بعض الأمور المغلوطة، فتتفاجأ بأن كلام «ضائع» تماماً، وذلك لسبب وجود بشر من نوعية «المرسل» لا «المستقبل»، ممن لا يريدون سماع إلا أنفسهم، أو لوجود بشر من نوعية «الخرسانة» الصلبة والذين لا يمكن إقناعهم إلا بما في عقولهم؟!
هل مرت عليك لحظات جلست لتفكر بعدها أنك «أضعت وقتاً»، و«أرهقت حنجرتك»، وأنت تحاول أن توضح وتشرح وتناقش وتنور البشر من حولك؟!
نعم، كثير منا مر بهذه التجربة، ولعلني مررت بها مرات ومرات، ومازلت أتعلم كل مرة بأن «السكوت» أحياناً هو أبلغ ردات الفعل، وأن الحديث في بعض المواقع لا يؤثر، والنقاش مع بعض البشر وكأنك تخاطب حجراً صلداً، لأن لا شيء يدخل في عقولهم.
لذا قيلت بأن لكل «مقام مقال»، بمعنى أن الخطاب يتنوع استخدامه، وتتباين أنماطه بحسب المكان، وبحسب الزمان، وبحسب الأشخاص الذين يوجه لهم الكلام.
لدينا الكثير من المجالس، وجولات سريعة على بعضها، والجلوس للاستماع مما يدور فيها، سيكشف لك أن لدينا عدداً كبيراً من المجالس يضيع فيها الكلام، بل أحياناً يقلل فيها من شأن أصحاب الفكر والتحليل والخبرات والمعلومات، أمام أصحاب الصوت العالي وممارسي الصراخ أو غير المرنيين من أشخاص لا يسمعون إلا أصواتهم، ولا يؤمنون إلا بتفكيرهم.
لماذا أطرح هذا الموضوع؟! لسبب بسيط جداً، مفاده بأن كثيراً من الناس بالفعل يضيع ثواني ولحظات ثمينة من حياته، ثوان إن ذهبت لا ترجع، يضيعها في نقاش عقيم أو جدل بيزنطي، أو محاورات مع أشخاص التحاور معهم يرفع الضغط ويقصر العمر، ويحسسك بأنك بالفعل «تنفخ في قربة مخرومة»!
قد يقول البعض هنا رداً على هذا السيناريو، وماذا لو كنت أنت كمتحدث من نفس نمط النوع الآخر، لكنك لا ترى هذا الشيء، لأنك تقيسه على نفسك؟!
هذه جدلية صائبة أيضاً، وحلها أمر بسيط جداً، يتمثل بأنك لابد أن تحرص أولاً على تطبيق مبدأ «السكوت من ذهب»، وتقرنه بضرورة «الاستماع الجيد» للآخرين، لربما يفيدونك بشيء غائب عنك، وإن كنت في خانة المتحدث عليك أن تعرف نوعية الطرف الآخر حتى لا يضيع وقتك وجهدك.
لذا من النصائح التي يذكرها بعض المؤثرين من المتحدثين في شأن الممارسة الصحيحة للحياة، وكيفية هندسة العلاقات الاجتماعية، بأن الإنسان الذكي هو الذي يحاول السير مع أنماط تتشابه معه في السلوك والفكر والمعلومات، ويتجنب الأنماط التي لا تتوافق معه في تلك الأمور، لأن الإكثار من التعاطي بجدية مع مثل هذه الأوساط، ستفرض عليك ضغوطاً ومعاناة لازمة، فالمشهد سيكون كالتالي: أشخاص يتحدثون لغة واحدة هي العربية، لكنهم في الحقيقة يتكلمون بلغات مختلفة تماماً، لأن تلاقي مضامينها مستحيل، مثل تلاقي الشرق والغرب في اتجاه واحد.
{{ article.visit_count }}
هنا لنطرح تساؤلاً، إذ هل صادف وأن كنت في مجلس ما، أو في تجمع معين، وطرحت قضية معينة أنت لديك إلمام بتفاصيلها الكاملة، وحاولت أن تدلي بدلوك لتنور الناس، أو لتصحح بعض الأمور المغلوطة، فتتفاجأ بأن كلام «ضائع» تماماً، وذلك لسبب وجود بشر من نوعية «المرسل» لا «المستقبل»، ممن لا يريدون سماع إلا أنفسهم، أو لوجود بشر من نوعية «الخرسانة» الصلبة والذين لا يمكن إقناعهم إلا بما في عقولهم؟!
هل مرت عليك لحظات جلست لتفكر بعدها أنك «أضعت وقتاً»، و«أرهقت حنجرتك»، وأنت تحاول أن توضح وتشرح وتناقش وتنور البشر من حولك؟!
نعم، كثير منا مر بهذه التجربة، ولعلني مررت بها مرات ومرات، ومازلت أتعلم كل مرة بأن «السكوت» أحياناً هو أبلغ ردات الفعل، وأن الحديث في بعض المواقع لا يؤثر، والنقاش مع بعض البشر وكأنك تخاطب حجراً صلداً، لأن لا شيء يدخل في عقولهم.
لذا قيلت بأن لكل «مقام مقال»، بمعنى أن الخطاب يتنوع استخدامه، وتتباين أنماطه بحسب المكان، وبحسب الزمان، وبحسب الأشخاص الذين يوجه لهم الكلام.
لدينا الكثير من المجالس، وجولات سريعة على بعضها، والجلوس للاستماع مما يدور فيها، سيكشف لك أن لدينا عدداً كبيراً من المجالس يضيع فيها الكلام، بل أحياناً يقلل فيها من شأن أصحاب الفكر والتحليل والخبرات والمعلومات، أمام أصحاب الصوت العالي وممارسي الصراخ أو غير المرنيين من أشخاص لا يسمعون إلا أصواتهم، ولا يؤمنون إلا بتفكيرهم.
لماذا أطرح هذا الموضوع؟! لسبب بسيط جداً، مفاده بأن كثيراً من الناس بالفعل يضيع ثواني ولحظات ثمينة من حياته، ثوان إن ذهبت لا ترجع، يضيعها في نقاش عقيم أو جدل بيزنطي، أو محاورات مع أشخاص التحاور معهم يرفع الضغط ويقصر العمر، ويحسسك بأنك بالفعل «تنفخ في قربة مخرومة»!
قد يقول البعض هنا رداً على هذا السيناريو، وماذا لو كنت أنت كمتحدث من نفس نمط النوع الآخر، لكنك لا ترى هذا الشيء، لأنك تقيسه على نفسك؟!
هذه جدلية صائبة أيضاً، وحلها أمر بسيط جداً، يتمثل بأنك لابد أن تحرص أولاً على تطبيق مبدأ «السكوت من ذهب»، وتقرنه بضرورة «الاستماع الجيد» للآخرين، لربما يفيدونك بشيء غائب عنك، وإن كنت في خانة المتحدث عليك أن تعرف نوعية الطرف الآخر حتى لا يضيع وقتك وجهدك.
لذا من النصائح التي يذكرها بعض المؤثرين من المتحدثين في شأن الممارسة الصحيحة للحياة، وكيفية هندسة العلاقات الاجتماعية، بأن الإنسان الذكي هو الذي يحاول السير مع أنماط تتشابه معه في السلوك والفكر والمعلومات، ويتجنب الأنماط التي لا تتوافق معه في تلك الأمور، لأن الإكثار من التعاطي بجدية مع مثل هذه الأوساط، ستفرض عليك ضغوطاً ومعاناة لازمة، فالمشهد سيكون كالتالي: أشخاص يتحدثون لغة واحدة هي العربية، لكنهم في الحقيقة يتكلمون بلغات مختلفة تماماً، لأن تلاقي مضامينها مستحيل، مثل تلاقي الشرق والغرب في اتجاه واحد.