‏الوظيفة بشكل عام هي أن يكون لشاغلها دور معين وأعمال محددة، فحين تعرض أي جهة إعلاناً عن وجود شاغر وظيفي وتشترط مواصفات معينة، فهي بذلك تقول «مطلوب شخص» للقيام بمهام وظيفية تخدم جهة أو مؤسسة. أي لا يعني «مطلوب شخص ليستفيد من الوظيفة»، بل «مطلوب شخص يخدم الوظيفة».

بالنسبة للكثير تُعتبر الوظيفة مصدر دخل فقط، أي أن أقضي ساعات العمل لاستلام الراتب في نهاية الشهر، بينما في الأصل إنه تم اختيارك بناء على مؤهلك وخبرتك لأداء مهام معينة لتخدم جهة معينة وأناساً معينين وعليه تستلم الأجر.

الأمر ذاته ينطبق على الموظف الصغير تصاعداً حتى المسؤول الكبير، فكما الموظف الصغير عليه واجبات ومسؤوليات، المسؤول الكبير عليه واجبات ومسؤوليات أكبر، الوظائف الكبيرة في الدولة لا تعني أن ينعم شاغلها بالامتيازات فقط ويعتبر مركزه لخدمته، بل تعني إنها مسؤولية أكبر، بالمقابل أنت تحتاج لبذل مجهود أكبر حتى تثبت أنك الاختيار الصحيح في المكان الصحيح.

جلالة الملك حفظه الله وسمو رئيس الوزراء حين يصدران مرسوماً بتعيين شخص في منصب ما، ذلك يعني أن لدى الدولة ثقة ونظرة في الشخص لما يمتلكه من إمكانيات وخبرات تخدم المكان الذي عين فيه، لذا يكون واجباً على أي شخص يتشرف بهذه الثقة أن يثبت للمجتمع أنه الرجل المناسب للمكان المناسب، وأن اختيار الجهة العليا في البلد له لم يكن من فراغ.

المجتمع يريد أن يشاهد ويستمع ويتابع أخبار المسؤولين بالبلد ويعرف لماذا هذا الشخص هنا وماذا أنجز وينجز؟ يريد أن يكون على دراية، وكل استفساراته ومتابعاته حق مشروع.

المجتمع البحريني له أدواته ووسائله في التعبير عن رأيه وإبداء موقفه حيال أي أمر أو خبر يخرج من أحد المسؤولين بالبلد، مثل النواب الذين يمثلونه أو وسائل الإعلام التي تنقل رأي المجتمع من صحف أو إذاعة أو تلفزيون أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي «بشرط أن يكون نقداً أو توجيهاً بنّاء لا تجريحاً»، ومن حقه أن يسمع الرد على استفساراته وانتقاداته.

الأمر لا يعني حرباً بين المجتمع وأحد المسؤولين بالبلد ولا شخصنة قضيةٍ ما، بل هو حق معرفة وإبداء رأي فقط، فأنت أيها المسؤول حين تكون في هذا المنصب والمكان، المجتمع ينظر إليك بمسماك كمسؤول لا من أنت، فليكن صدرك رحباً بشكل دائم ووجودك حاضراً في مختلف الوسائل.

كما أن حضورك ووجودك في صدر وسائل الإعلام لا يعني عزيزي المسؤول أن يكون مجرد ملء للفراغ وإثبات الحضور، فنحن نحبك هذا أمر مفرغ منه، ولكن ذلك لا يعني أن تخرج فقط للخروج. خبر استلام نسخة من كتاب أو لقاء مع مسؤول ثانٍ أو قص شريط، كل هذه الأخبار لا تغني ولا تسمن من جوع. المجتمع يبحث عن الإنجازات، عن مشاريع، عن خطط عن أرقام، عن معلومة، فدع إنجازاتك تتحدث عنك.

المجتمع البحريني واعٍ جداً ويدرك تماماً من يدعي العمل أو من يعمل وإن كان بالصمت.