العنوان المذكور، ليس معناه أن البحرين، لا علم يذكر لها، ولا علماء يشار إليهم بالبنان فيها، بل البحرين برجالها ونسائها، كانوا علماء وبناة حضارة ضاربة في القدم، ولا أدل على ذلك من آثار حضارة دلمون، وكما نعلم، إن الحضارة هي نتاج شعب متعلم، وعى واستقى من ينابيع المعرفة منذ الزمن الغابر، فالزراعة تحتاج إلى إلمام بالأرض والأنواء ومواسم كل نوع من الإنتاج الزراعي، لذلك اشتهرت البحرين ببلد المليون نخلة، وعرف شعب البحرين صناعة السفن، وركوب البحر، متنقلين داخلياً بين جزر البحرين البالغ عددها 33 جزيرة، وإلى أبعد من حدودها إذ وصلت السفن التجارية إلى العراق عن طريق ميناء البصرة، وإلى إيران عن طريق بوشهر ولنجا وغيرهما من الموانئ المنتشرة على الساحل الإيراني الغربي، بل وصلت سفننا إلى الموانئ الهندية مثل كلكوت وبومباي - ممبي حالياً - وكراتشي – وهذا الميناء الآن تابع إلى جمهورية باكستان بعد التقسيم عام 1947 الذي فتت القارة الهندية إلى عدة دول -، وإلى جنوب الجزيرة العربية مثل حضرموت وعدن، وإلى شرق افريقيا، وأشهر موانئها زنجبار وممباسا، ناهيك عن موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة مثل دبي ومطرح ومسقط والدوحة كل ذلك يحتاج إلى علم وإنتاج وعمل دؤوب وفراسة وخبرة.
سفننا التي كانت تتنقل من ميناء إلى ميناء آخر، لا لأجل الاستيراد، ولكن لترويج المنتج المحلي، من صناعة الفخار، وما يصنع من منسوجات، سواء من الصوف او من أجزاء النخيل، ويأتي على رأسها التمر، والأهم من كل ذلك ما اشتهرت به البحرين من لؤلؤ طبيعي، حتى غزا الغرب عن طريق فرنسا.
وبعد ظهور الإسلام، واعتناق البحرينيين للدين الإسلامي، راجت وترعرعت العلوم الدينية الإسلامية، وفقه البحرينيون الشريعة والأحكام الشرعية، وذاع صيت علماء أجلاء من أبناء البحرين الآفاق، لذلك نقرأ في كتب التاريخ، أن مدارس قراءة القرآن وتدريس علومه، انتشرت في ربوع البلاد، وكنا نطلق على رجل الدين الذي يعلم التلاميذ المطوع، واستمرت تلك المدارس إلى القريب من عصرنا نحن الأطفال من بنين وبنات الذين، ولدنا في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، فكانت هذه المعرفة إضافة إلى معارفنا السابقة، الوثائق التاريخية التي توثق بداية التعليم النظامي، تؤكد أن عام 1919، هو الشرارة المنيرة و النور الساطع الذي لم يشمل البحرين فقط، بل كل دول الخليج العربي، وأطلق على المدرسة الأولى مدرسة الهداية الخليفية، نسبة إلى آل خليفة الكرام، وموقعها بمدينة المحرق، عرفاناً لما تكرم به حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله تعالى، وتبنيه للمشروع الذي بدأ أهلياً على أيادٍ كريمة من أهالي البلاد، ويأتي في الصدارة السيد علي إبراهيم الزياني الذي قدم بيتاً يملكه في المحرق ليكون أول مدرسة أهلية في البحرين.
ومن المكارم التي تكرم بها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، هبة قطعة أرض لتقام عليها مدرسة الهداية الخليفية، وتكلف البناء مبلغ 200.000 روبية، وشكلت لجنة للتعليم برئاسة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة الذي لقب بوزير المعارف رحمه الله تعالى – جد صاحب السعادة والمعالي الشيخ عيسى بن راشد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، الشاعر والرياضي المعروف عربياً ودولياً، حفظه الله وأطال عمره-، وعين الأستاذ حافظ وهبة وهو عربي من مصر، مديراً لتلك المدرسة، واختير الحاج يوسف فخرو أميناً للصندوق، وتبنت الحكومة الصرف على التعليم برمته حتى الجامعة في حاضرنا.
ومن هناك أي من المحرق، شمرت الحكومة عن ساعد الجد والعمل لبناء مدارس ابتدائية في أهم مدن وقرى البحرين، وخاصة في العاصمة المنامة، وكانت فيها بداية، مدرستان، الشرقية في شرق المنامة وتقع على شارع الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، والثانية في الغرب من المنامة، وتسمى المدرسة الغربية – تسمى حالياً مدرسة أبو بكر – إلى الشمال الشرقي من قلعة الديوان – وزارة الداخلية حاليا، وأول مدرسة للبنات كانت أيضاً في المحرق عام 1928 وأطلق عليها اسم مدرسة خديجة الكبرى، أيضاً وتقول الوثائق التاريخية، أن هناك من اعترض على فتح مدارس للبنات لكن تيار المعرفة والتحضر وحاجة البلاد إلى عطاء الرجل والمرأة معا، هزم الرأي المعاكس، بدعم من الحكومة ورجال البحرين المثقفين الذي ينظرون بمنظار المستقبل.
وازداد عدد المدارس الابتدائية و الثانوية – ومن ثم المدارس الإعدادية، وهي مرحلة مابين الابتدائية والثانوية –، كما شمل التعليم التعليم الصناعي و الحرفي.
وفي حاضرنا المعاش، رصعت أرض البحرين بالكليات التخصصية والجامعات الحكومية والاهلية والأجنبية، التي تغذي سوق العمل بالخبرة والشباب الواعد، تهنئة من القلب أزفها إلى مملكتنا ودولتنا وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله تعالى وأمد في أعمارهم، ووفقهم لما فيه خير البلاد وشعبها، وتهنئة موصولة إلى وزير التربية والتعليم قائد المسيرة التعليمية ومعاونيه جميعاً، وإلى شعب البحرين، تهنئة حارة أزفها لهم ولنا بمناسبة مرور مائة عام على التعليم النظامي في البحرين من عام 1919 إلى عام 2019، وكل عام والبحرين في عز وأمن واستقرار وعيش كريم، وذكرى عطرة للرواد الأوائل كافة.
* ملحوظة: مرجع بعض المعلومات كتاب مسيرة وطن من إعداد الأستاذ عبدالعزيز يوسف أحمد السيد.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
سفننا التي كانت تتنقل من ميناء إلى ميناء آخر، لا لأجل الاستيراد، ولكن لترويج المنتج المحلي، من صناعة الفخار، وما يصنع من منسوجات، سواء من الصوف او من أجزاء النخيل، ويأتي على رأسها التمر، والأهم من كل ذلك ما اشتهرت به البحرين من لؤلؤ طبيعي، حتى غزا الغرب عن طريق فرنسا.
وبعد ظهور الإسلام، واعتناق البحرينيين للدين الإسلامي، راجت وترعرعت العلوم الدينية الإسلامية، وفقه البحرينيون الشريعة والأحكام الشرعية، وذاع صيت علماء أجلاء من أبناء البحرين الآفاق، لذلك نقرأ في كتب التاريخ، أن مدارس قراءة القرآن وتدريس علومه، انتشرت في ربوع البلاد، وكنا نطلق على رجل الدين الذي يعلم التلاميذ المطوع، واستمرت تلك المدارس إلى القريب من عصرنا نحن الأطفال من بنين وبنات الذين، ولدنا في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، فكانت هذه المعرفة إضافة إلى معارفنا السابقة، الوثائق التاريخية التي توثق بداية التعليم النظامي، تؤكد أن عام 1919، هو الشرارة المنيرة و النور الساطع الذي لم يشمل البحرين فقط، بل كل دول الخليج العربي، وأطلق على المدرسة الأولى مدرسة الهداية الخليفية، نسبة إلى آل خليفة الكرام، وموقعها بمدينة المحرق، عرفاناً لما تكرم به حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله تعالى، وتبنيه للمشروع الذي بدأ أهلياً على أيادٍ كريمة من أهالي البلاد، ويأتي في الصدارة السيد علي إبراهيم الزياني الذي قدم بيتاً يملكه في المحرق ليكون أول مدرسة أهلية في البحرين.
ومن المكارم التي تكرم بها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، هبة قطعة أرض لتقام عليها مدرسة الهداية الخليفية، وتكلف البناء مبلغ 200.000 روبية، وشكلت لجنة للتعليم برئاسة الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة الذي لقب بوزير المعارف رحمه الله تعالى – جد صاحب السعادة والمعالي الشيخ عيسى بن راشد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، الشاعر والرياضي المعروف عربياً ودولياً، حفظه الله وأطال عمره-، وعين الأستاذ حافظ وهبة وهو عربي من مصر، مديراً لتلك المدرسة، واختير الحاج يوسف فخرو أميناً للصندوق، وتبنت الحكومة الصرف على التعليم برمته حتى الجامعة في حاضرنا.
ومن هناك أي من المحرق، شمرت الحكومة عن ساعد الجد والعمل لبناء مدارس ابتدائية في أهم مدن وقرى البحرين، وخاصة في العاصمة المنامة، وكانت فيها بداية، مدرستان، الشرقية في شرق المنامة وتقع على شارع الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة، والثانية في الغرب من المنامة، وتسمى المدرسة الغربية – تسمى حالياً مدرسة أبو بكر – إلى الشمال الشرقي من قلعة الديوان – وزارة الداخلية حاليا، وأول مدرسة للبنات كانت أيضاً في المحرق عام 1928 وأطلق عليها اسم مدرسة خديجة الكبرى، أيضاً وتقول الوثائق التاريخية، أن هناك من اعترض على فتح مدارس للبنات لكن تيار المعرفة والتحضر وحاجة البلاد إلى عطاء الرجل والمرأة معا، هزم الرأي المعاكس، بدعم من الحكومة ورجال البحرين المثقفين الذي ينظرون بمنظار المستقبل.
وازداد عدد المدارس الابتدائية و الثانوية – ومن ثم المدارس الإعدادية، وهي مرحلة مابين الابتدائية والثانوية –، كما شمل التعليم التعليم الصناعي و الحرفي.
وفي حاضرنا المعاش، رصعت أرض البحرين بالكليات التخصصية والجامعات الحكومية والاهلية والأجنبية، التي تغذي سوق العمل بالخبرة والشباب الواعد، تهنئة من القلب أزفها إلى مملكتنا ودولتنا وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله تعالى وأمد في أعمارهم، ووفقهم لما فيه خير البلاد وشعبها، وتهنئة موصولة إلى وزير التربية والتعليم قائد المسيرة التعليمية ومعاونيه جميعاً، وإلى شعب البحرين، تهنئة حارة أزفها لهم ولنا بمناسبة مرور مائة عام على التعليم النظامي في البحرين من عام 1919 إلى عام 2019، وكل عام والبحرين في عز وأمن واستقرار وعيش كريم، وذكرى عطرة للرواد الأوائل كافة.
* ملحوظة: مرجع بعض المعلومات كتاب مسيرة وطن من إعداد الأستاذ عبدالعزيز يوسف أحمد السيد.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي