وضعُ ميليشيات الحوثيين التابعة لإيران على قوائم جماعات الإرهاب بات أمراً ملحاً، في مواجهة إصرارها على مواصلة ارتكاب جرائمها منذ تسعينات القرن الماضي وحتى الآن.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن ثمة عبئاً كبيراً على المجتمع الدولي بمؤسساته كافة، يرتبط بمواجهة الإرهاب السني والشيعي معاً وعدم التفريق بينهما. وإذا كان ذلك المجتمع واجَه تنظيم «داعش» عبر تحالف دولي، فإن الأمر أوجب في مواجهة إرهاب «الحوثيين».
رفعت ميليشيات «الحوثيين» كغيرها من الميليشيات التي تُحركها إيران شعار: «الموت لإسرائيل»، فيما هي تقتل الشعب اليمني الذي حوَّلت حياته إلى خراب، وتعتدي على التجمعات المدنية في السعودية. سلوك «الحوثيين» لا يختلف كثيراً عن سلوك «داعش»، بل إن خطورته أكبر. وبما أن الأمر كذلك، لا معنى أن يضع المجتمع الدولي آمالاً على الحوار مع «الحوثيين» أو اعتبارهم شريكاً في الحياة السياسية في اليمن، فيما هم يثبتون يوماً بعد الآخر عمالتهم لطهران التي تريد زعزعة استقرار المنطقة.
إن سلوك ميليشيات «الحوثيين» ضد السعودية يضعها في خانة «داعش»، فكل منهما يستهدف أرض الحرمين وحماتها. فأي عقيدة تلك التي تدفع هؤلاء الإرهابيين لاستهداف الآمنين فضلاً عن استهداف المقدسات الإسلامية؟ هي عقيدة فاسدة دينياً وسياسياً.
وإذا كان المجتمع الدولي جاداً في مواجهة الإرهاب، فعليه أن يفعل ذلك ضمن استراتيجية تشمل أي ميليشيات تقتل المدنيين. وقبل مواجهة هذه الميليشيات على المجتمع الدولي قطع رأس الأفعى التي تقدم الدعم المادي والعسكري والحماية ممثلاً في إيران، فإذا حدث ذلك وقتها يمكن أن نسمي ذلك المواجهة بالشاملة.
ويلاحظ في هذا الصدد أن السعودية نجحت في تعرية نظام «الملالي» وتهديده للأمن والسلام الدوليين على الأقل في المنطقة، ولم تنجر مطلقاً للاستفزازات الإيرانية، كما وضعت المجتمع الدولي على طريق الاستعداد من أجل أخذ موقف حازم يتسق مع المبادئ والأعراف الدولية، بحيث تُصبح منطقة الخليج أكثر استقراراً بعدما هددتها ومازالت طهران وميليشياتها من دون أي رادع.
ومنذ انقلاب «الحوثيين» على السلطة الشرعية في اليمن في 18 أغسطس 2014، تشكَّل «مجلس حرب» ضد اليمنيين، وهو ما فعله «داعش» عندما سيطر على الرقة والموصل، فقتل من أهل سوريا والعراق عشرات الألوف بطرق وحشية، وهذا يدل على التشابه الذي يصل إلى حد التطابق بين التنظيمين اللذين يستحضران الدين في مفردات خطابيهما، للتحريض على سفك المزيد من دماء الأبرياء. وإذا كانت تجمع التنظيمين الرؤية ذاتها تجاه الآخرين، فلا بد أن يتم التعامل معهما باعتبارهما من جِذر واحد ينبغي استئصاله.
* كاتب مصري - نقلاً عن صحيفة «الحياة» اللندنية
{{ article.visit_count }}
لا يمكن لأحد أن ينكر أن ثمة عبئاً كبيراً على المجتمع الدولي بمؤسساته كافة، يرتبط بمواجهة الإرهاب السني والشيعي معاً وعدم التفريق بينهما. وإذا كان ذلك المجتمع واجَه تنظيم «داعش» عبر تحالف دولي، فإن الأمر أوجب في مواجهة إرهاب «الحوثيين».
رفعت ميليشيات «الحوثيين» كغيرها من الميليشيات التي تُحركها إيران شعار: «الموت لإسرائيل»، فيما هي تقتل الشعب اليمني الذي حوَّلت حياته إلى خراب، وتعتدي على التجمعات المدنية في السعودية. سلوك «الحوثيين» لا يختلف كثيراً عن سلوك «داعش»، بل إن خطورته أكبر. وبما أن الأمر كذلك، لا معنى أن يضع المجتمع الدولي آمالاً على الحوار مع «الحوثيين» أو اعتبارهم شريكاً في الحياة السياسية في اليمن، فيما هم يثبتون يوماً بعد الآخر عمالتهم لطهران التي تريد زعزعة استقرار المنطقة.
إن سلوك ميليشيات «الحوثيين» ضد السعودية يضعها في خانة «داعش»، فكل منهما يستهدف أرض الحرمين وحماتها. فأي عقيدة تلك التي تدفع هؤلاء الإرهابيين لاستهداف الآمنين فضلاً عن استهداف المقدسات الإسلامية؟ هي عقيدة فاسدة دينياً وسياسياً.
وإذا كان المجتمع الدولي جاداً في مواجهة الإرهاب، فعليه أن يفعل ذلك ضمن استراتيجية تشمل أي ميليشيات تقتل المدنيين. وقبل مواجهة هذه الميليشيات على المجتمع الدولي قطع رأس الأفعى التي تقدم الدعم المادي والعسكري والحماية ممثلاً في إيران، فإذا حدث ذلك وقتها يمكن أن نسمي ذلك المواجهة بالشاملة.
ويلاحظ في هذا الصدد أن السعودية نجحت في تعرية نظام «الملالي» وتهديده للأمن والسلام الدوليين على الأقل في المنطقة، ولم تنجر مطلقاً للاستفزازات الإيرانية، كما وضعت المجتمع الدولي على طريق الاستعداد من أجل أخذ موقف حازم يتسق مع المبادئ والأعراف الدولية، بحيث تُصبح منطقة الخليج أكثر استقراراً بعدما هددتها ومازالت طهران وميليشياتها من دون أي رادع.
ومنذ انقلاب «الحوثيين» على السلطة الشرعية في اليمن في 18 أغسطس 2014، تشكَّل «مجلس حرب» ضد اليمنيين، وهو ما فعله «داعش» عندما سيطر على الرقة والموصل، فقتل من أهل سوريا والعراق عشرات الألوف بطرق وحشية، وهذا يدل على التشابه الذي يصل إلى حد التطابق بين التنظيمين اللذين يستحضران الدين في مفردات خطابيهما، للتحريض على سفك المزيد من دماء الأبرياء. وإذا كانت تجمع التنظيمين الرؤية ذاتها تجاه الآخرين، فلا بد أن يتم التعامل معهما باعتبارهما من جِذر واحد ينبغي استئصاله.
* كاتب مصري - نقلاً عن صحيفة «الحياة» اللندنية