التغريدة التي نشرتها وزارة الخارجية العمانية في حسابها في «تويتر» أخيراً وملخصها «إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول إقامة علاقات دبلوماسية بين السلطنة ودولة إسرائيل لا أساس لها من الصحة» تأكيد رسمي على أن سلطنة عمان لم تقم أي «علاقات دبلوماسية مع إسرائيل» وتأكيد على أن قول رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» إن إسرائيل «تعيد إقامة علاقات رسمية مع السلطنة» قول لا ترجمة حقيقية له على أرض الواقع.
لا توجد علاقات دبلوماسية بين دول الخليج العربية وإسرائيل، ويصعب حدوث مثل هذا الأمر إن بقيت القضية الفلسطينية من دون حل. ولهذا اهتمت الخارجية العمانية بالقول إن «السلطنة حريصة على بذل كل الجهود لتهيئة الظروف الدبلوماسية المواتية لاستعادة الاتصالات بين كل الأطراف الدولية والإقليمية للعمل على تحقيق سلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة دولة إسرائيل بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة»، وهو الأمر الذي تقوم به جل أو كل دول مجلس التعاون، وهو جهد لا تخفيه ويراه العالم كله، فهذه الدول تبذل الجهود التي تعتقد بأنها تسهم في تهيئة الظروف الدبلوماسية التي يمكن أن تساعد على استعادة الاتصالات بين الأطراف الدولية والإقليمية.. للعمل على تحقيق سلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة إسرائيل.. يفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة.
هذا توضيح مهم ويفترض أنه يعين على فهم ما يجري في الساحة من نشاط يفسره البعض بشكل سالب فيعتقد بأن دول مجلس التعاون تتكالب على إقامة علاقات بينها وبين إسرائيل وأنها على وشك إقامة علاقات دبلوماسية معها أو أنها أقامتها وقضي الأمر.
المشكلة في اعتقادي تكمن في أن العقلية العربية تؤمن بأنه ينبغي عدم التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين أياً كانت الأسباب وعدم الاجتماع معهم في أي مكان بل وعدم مصافحتهم، لكن لأن مثل هذا الأمر لا يمكن أن «يفضي إلى تهيئة الظروف المطلوبة لاستعادة الاتصالات بين الأطراف الدولية والإقليمية.. للعمل على تحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية» لذا فإن على العرب إجمالاً أن يستوعبوا فكرة أن التواصل بين كل الأطراف ذات العلاقة في هذه المرحلة تحديداً مسألة مهمة وإلا بقي الحال على ما هو عليه واستمرت معاناة الفلسطينيين.
ليس مهماً ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون عن هذه الاتصالات وما يعتقدونه، المهم هو أن نستوعب بأن هذه الاتصالات باتت مسألة مهمة وأن من دونها لا يمكن إحداث أي تغيير موجب في حياة الفلسطينيين الذين يعانون كثيراً وتحتم الأخلاق على أن نفعل شيئاً لهم.
ولأن الغاية شريفة، ولأن النوايا طيبة، لذا فإن دول مجلس التعاون الخليجي لا تجد أي حرج في القول بأنها تعمل في هذا الاتجاه وإنها لا تجد غضاضة في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين، حيث التواصل معهم لا يعني أبداً وجود علاقات مع إسرائيل ولا يعني احتمال إيجادها قريباً، فهذا أمر وذاك أمر آخر.. ولا بأس أن تقول إسرائيل ما تريد حيث الواقع مختلف، وحيث الواقع يؤكد على التزام دول مجلس التعاون بالقرارات العربية المتعلقة بفلسطين، ويؤكد أيضاً بأن هذه الدول لو أرادت أن تقيم علاقات مع إسرائيل فإنها لن تعدم الوسيلة لذلك ولن تجد صعوبة في توفير المبررات اللازمة، فالدول مصالح.
والحال هكذا، ينبغي عدم التحسس من زيارة مسؤول إسرائيلي لهذا البلد الخليجي أو ذاك، والابتعاد عن تفسير أي لقاء يجمع بين المسؤولين الخليجيين والإسرائيليين تفسيراً سالباً، فهذه الدول واضحة في توجهها وتؤكد في كل حين التزامها بالقرارات العربية المؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة في الحدود والشروط المتفق عليها.
{{ article.visit_count }}
لا توجد علاقات دبلوماسية بين دول الخليج العربية وإسرائيل، ويصعب حدوث مثل هذا الأمر إن بقيت القضية الفلسطينية من دون حل. ولهذا اهتمت الخارجية العمانية بالقول إن «السلطنة حريصة على بذل كل الجهود لتهيئة الظروف الدبلوماسية المواتية لاستعادة الاتصالات بين كل الأطراف الدولية والإقليمية للعمل على تحقيق سلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة دولة إسرائيل بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة»، وهو الأمر الذي تقوم به جل أو كل دول مجلس التعاون، وهو جهد لا تخفيه ويراه العالم كله، فهذه الدول تبذل الجهود التي تعتقد بأنها تسهم في تهيئة الظروف الدبلوماسية التي يمكن أن تساعد على استعادة الاتصالات بين الأطراف الدولية والإقليمية.. للعمل على تحقيق سلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة إسرائيل.. يفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة.
هذا توضيح مهم ويفترض أنه يعين على فهم ما يجري في الساحة من نشاط يفسره البعض بشكل سالب فيعتقد بأن دول مجلس التعاون تتكالب على إقامة علاقات بينها وبين إسرائيل وأنها على وشك إقامة علاقات دبلوماسية معها أو أنها أقامتها وقضي الأمر.
المشكلة في اعتقادي تكمن في أن العقلية العربية تؤمن بأنه ينبغي عدم التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين أياً كانت الأسباب وعدم الاجتماع معهم في أي مكان بل وعدم مصافحتهم، لكن لأن مثل هذا الأمر لا يمكن أن «يفضي إلى تهيئة الظروف المطلوبة لاستعادة الاتصالات بين الأطراف الدولية والإقليمية.. للعمل على تحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية» لذا فإن على العرب إجمالاً أن يستوعبوا فكرة أن التواصل بين كل الأطراف ذات العلاقة في هذه المرحلة تحديداً مسألة مهمة وإلا بقي الحال على ما هو عليه واستمرت معاناة الفلسطينيين.
ليس مهماً ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون عن هذه الاتصالات وما يعتقدونه، المهم هو أن نستوعب بأن هذه الاتصالات باتت مسألة مهمة وأن من دونها لا يمكن إحداث أي تغيير موجب في حياة الفلسطينيين الذين يعانون كثيراً وتحتم الأخلاق على أن نفعل شيئاً لهم.
ولأن الغاية شريفة، ولأن النوايا طيبة، لذا فإن دول مجلس التعاون الخليجي لا تجد أي حرج في القول بأنها تعمل في هذا الاتجاه وإنها لا تجد غضاضة في التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين، حيث التواصل معهم لا يعني أبداً وجود علاقات مع إسرائيل ولا يعني احتمال إيجادها قريباً، فهذا أمر وذاك أمر آخر.. ولا بأس أن تقول إسرائيل ما تريد حيث الواقع مختلف، وحيث الواقع يؤكد على التزام دول مجلس التعاون بالقرارات العربية المتعلقة بفلسطين، ويؤكد أيضاً بأن هذه الدول لو أرادت أن تقيم علاقات مع إسرائيل فإنها لن تعدم الوسيلة لذلك ولن تجد صعوبة في توفير المبررات اللازمة، فالدول مصالح.
والحال هكذا، ينبغي عدم التحسس من زيارة مسؤول إسرائيلي لهذا البلد الخليجي أو ذاك، والابتعاد عن تفسير أي لقاء يجمع بين المسؤولين الخليجيين والإسرائيليين تفسيراً سالباً، فهذه الدول واضحة في توجهها وتؤكد في كل حين التزامها بالقرارات العربية المؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة في الحدود والشروط المتفق عليها.