فرق شاسع بين الإعلام الموضوعي الذي يتعامل مع الحقيقة بأمانة ومهنية وموضوعية وبين الدعاية الفجة التي غايتها أغراض خبيثة من خلال حرب نفسية تبتغي التشويش وشق النسيج الوطني وكسر الإرادة، والأمر ليس بجديد في عالم الاتصال ولا هو اختراع -مبتدئ- يدعي لنفسه المعرفة والخبرة وهو من كليهما خواء. لقد مارست دول الغرب والشرق منذ الحرب العالمية الثانية خاصة هذه الآفة حين استغل النازي جوبلز الإذاعة في حربه مع الحلفاء فأصبحت حتى اليوم من أركان الحرب الحديثة نرى أوارها يشتعل عبر الشاشات وموجات الأثير وشبكات ما يسمى بالتواصل الاجتماعي، وذلك عبر حشد العملاء ونثر أكياس المال الملوث على رؤوس من عرضوا أنفسهم وأوطانهم للبيع، واستعانوا بالأجنبي تحت دعاوى كاذبة خاطئة فشاركوا في بث الفتن في أوطانهم وأصبحوا للمستعمر عيوناً وللعدو أدلاء أذلاء!
وهكذا فكل دقيقة في هذا المزاد البائس لها ثمنها قناطير من ذهب وفضة، إنها برامج الدعاية الرخيصة قيمة العالية كلفة، إنها السلاح الذي أمسى يسبق الطائرات والصواريخ!
ولأن الدعاية في أغلبها تستبيح الكذب والشائعات والأخبار الوهمية فإن بعضاً منها قد يصرح بمصادره ولكنه يلوي ما تقوله المصادر عن جادة الحقيقة بل يسعى إلى تجيير المعلومات عبر إخفاء بعضها أو المبالغة فيها وتضخيمها، وفي كل الأحوال فإنه يسعى إلى تضليل المتلقي وخداعه، والتأثير سلباً في المستهدفين بالرسالة وإصابتهم بالحزن والقلق والخوف وحتى الرعب أحياناً، مراهناً على شق صف المجتمع وكسر إرادته أو تأجيج الصراع الطائفي لتمزيق نسيجه، وهدم أركان دولته!
وآخر أمثلة هذه الدعاية التي تندرج في إطار الحرب النفسية الموجهة، البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة - القطرية - حيث يعتبر أولاً خديعة لجمهور القناة ذاتها لخروجه عن المتطلبات المهنية التي ما انفكت القناة تصفق بها أسماع المتلقين صباح مساء، فهو دعاية فجة تضمنت كثيراً من الاتهامات الخطيرة بلا برهان إلا من معلومات قديمة مجتزأة وغير موثقة من مصادر محايدة!
أما الوثائق التي تضمنها البرنامج فغير ملائمة تاريخياً وموضوعياً وأحالت الرسالة برمتها إلى فترات زمنية مترامية جعلت التأكد من مظروف كل وثيقة أهم مما تضمنته هذا إن كانت الوثيقة صالحة أساساً لكي تكون دليلاً على ما وضعت لأجله، أما اختيار شخصيات وشهود من ذوي رؤية واحدة فقد خلق انعداماً في التوازن في المعالجة الموضوعية والفنية، هذا إلى جانب الافتقار للقالب الفني المناسب طبقاً لمقتضيات الإنتاج التلفزيوني المعروفة ولذا جاء البرنامج «منولوجاً» أو ترديداً لرأي مسبق واحد متخم بالحشو غير الضروري والخطب الأيديولوجية من الشخوص، فلا هو تحقيق تلفزيوني كما أعلن، ولا هو برنامج خاص «فيتشر»، ولا هو وثائقي استقصائي كما أريد لنا أن نتوهم!
إن الأحداث التي تناولها البرنامج جميعها أحداث عايشناها ويعرفها القاصي والداني ولا جديد مطلقاً في تحليلها سوى القراءة الساذجة التي تريد الربط بين تنظيمات الإرهاب وقيادة دولة معلوم عنها منذ القدم أنها ذات سياسة رشيدة حاسمة تجاه هذه القضية بالذات.
كانت التعليقات كلها كارهة للدولة تصب جام غضبها على طرف واحد سعيا إلى -الشيطنة- وبثاً للحقد والوصم ولا عجب فكل الشخوص في الحلقة فارة من وجه العدالة، وكان طبيعياً أن لا يكون هناك أثر لرائحة - الرأي الآخر- التي صدعتنا - بإسطوانتها - القناة عبر سنين عدداً!
وللحديث بقية.
وهكذا فكل دقيقة في هذا المزاد البائس لها ثمنها قناطير من ذهب وفضة، إنها برامج الدعاية الرخيصة قيمة العالية كلفة، إنها السلاح الذي أمسى يسبق الطائرات والصواريخ!
ولأن الدعاية في أغلبها تستبيح الكذب والشائعات والأخبار الوهمية فإن بعضاً منها قد يصرح بمصادره ولكنه يلوي ما تقوله المصادر عن جادة الحقيقة بل يسعى إلى تجيير المعلومات عبر إخفاء بعضها أو المبالغة فيها وتضخيمها، وفي كل الأحوال فإنه يسعى إلى تضليل المتلقي وخداعه، والتأثير سلباً في المستهدفين بالرسالة وإصابتهم بالحزن والقلق والخوف وحتى الرعب أحياناً، مراهناً على شق صف المجتمع وكسر إرادته أو تأجيج الصراع الطائفي لتمزيق نسيجه، وهدم أركان دولته!
وآخر أمثلة هذه الدعاية التي تندرج في إطار الحرب النفسية الموجهة، البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة - القطرية - حيث يعتبر أولاً خديعة لجمهور القناة ذاتها لخروجه عن المتطلبات المهنية التي ما انفكت القناة تصفق بها أسماع المتلقين صباح مساء، فهو دعاية فجة تضمنت كثيراً من الاتهامات الخطيرة بلا برهان إلا من معلومات قديمة مجتزأة وغير موثقة من مصادر محايدة!
أما الوثائق التي تضمنها البرنامج فغير ملائمة تاريخياً وموضوعياً وأحالت الرسالة برمتها إلى فترات زمنية مترامية جعلت التأكد من مظروف كل وثيقة أهم مما تضمنته هذا إن كانت الوثيقة صالحة أساساً لكي تكون دليلاً على ما وضعت لأجله، أما اختيار شخصيات وشهود من ذوي رؤية واحدة فقد خلق انعداماً في التوازن في المعالجة الموضوعية والفنية، هذا إلى جانب الافتقار للقالب الفني المناسب طبقاً لمقتضيات الإنتاج التلفزيوني المعروفة ولذا جاء البرنامج «منولوجاً» أو ترديداً لرأي مسبق واحد متخم بالحشو غير الضروري والخطب الأيديولوجية من الشخوص، فلا هو تحقيق تلفزيوني كما أعلن، ولا هو برنامج خاص «فيتشر»، ولا هو وثائقي استقصائي كما أريد لنا أن نتوهم!
إن الأحداث التي تناولها البرنامج جميعها أحداث عايشناها ويعرفها القاصي والداني ولا جديد مطلقاً في تحليلها سوى القراءة الساذجة التي تريد الربط بين تنظيمات الإرهاب وقيادة دولة معلوم عنها منذ القدم أنها ذات سياسة رشيدة حاسمة تجاه هذه القضية بالذات.
كانت التعليقات كلها كارهة للدولة تصب جام غضبها على طرف واحد سعيا إلى -الشيطنة- وبثاً للحقد والوصم ولا عجب فكل الشخوص في الحلقة فارة من وجه العدالة، وكان طبيعياً أن لا يكون هناك أثر لرائحة - الرأي الآخر- التي صدعتنا - بإسطوانتها - القناة عبر سنين عدداً!
وللحديث بقية.