الأعياد والمناسبات الرسمية أيام تتميز بكم كبير من الفرح والسعادة ليس فقط أنها مناسبة مميزة سواء كانت دينية أو وطنية أو إنسانية، بل لما تضيفه إلى المجتمع وتعيد بعض اللحظات التي فقدها، مثل التزاور وتجمع أفراد الأسرة «العائلة سابقاً» على المائدة وجلسات «شاي بعد العصر» أمور أصبحت تنتظر المناسبات لتقام.كما إن هذه المناسبة لها أسماء أخرى محببة لدى الجميع مثل الإجازة والعطلة والسفرة، فمن منا لا يحب الإجازات ومن منا لا يحب السفر، إضافة تعطي للأعياد والمناسبات نكهة مميزة، كل هذه الامتيازات تحتاج لقرارات رسمية بشأن العطل والإجازات تكفل حق المجتمع بالتمتع بهذه الأيام دون خوف من استقطاع أو تنمر إداري.فقط هناك مجموعة من أفراد المجتمع رغم شمولها في نطاق الأعياد والمناسبات والإجازات الرسمية تكون على رأس عملها ومهامها فئة يصعب أن تعطل أو تغلق عملها في أي مناسبة أو حدث، لما يعني تواجدها على رأس العمل استمرار دوران عجلة خدمة المجتمع.فئة من الرجال والنساء يقدمون أجمل لحظات من حياتهم قد لا تعوض من أجل المجتمع يحرمون من سعادة وفرح يعيشه أغلب أفراد المجتمع، ما يقدمونه أمر يعد من التضحية، وللأسف قد تكون مجانية، مجانية ليس بالضرورة مادية بل من ناحية تقديرية.فماذا تقدم الدولة لهؤلاء بالمقابل؟ على أحسن تقدير كم ساعة عمل إضافي أو إجازة تعويضية، ويعلم المسؤولون أن كل هذه التعويضات لا تساوي شيئاً مقابل أيام يقضيها هؤلاء بعيداً عن أهلهم وفرحتهم في المناسبات.بعد أن نضع ساعات العمل الإضافي أو الإجازات التعويضية على جهة، نجد أن من يستمتع في الأعياد والمناسبات يتساوى مع من كان على رأس عملها فيها. الراتب نفسه، الحوافز نفسها، الترقيات نفسها. وفي الأخير يقف هؤلاء وهؤلاء على خط واحد نهاية العام لطلب الترقيات والحوافز.ما لم تخصص علاوة خاصة ومكافأة مجزية لهؤلاء العاملين في المناسبات، فيمكن القول انهم ظلموا مرتين، الأولى بحرمانهم من فرحتهم، والأخرى من تعويضها.ثاني أيام العيد، تواجدت في طوارئ المستشفى العسكري مع أحد الأقارب فلم أجد العيد هناك، لم توجد لافتة تقول مغلق أو انتهت ساعات العمل، فقط وجدت رجالاً ونساءً يقدمون أكبر صور التضحية والتفاني من أجل خدمة البلاد ومن فيها، فئة لا تميز بين بحريني أو أجنبي ولا بين دين ومذهب، فقط تؤدي واجبها بكل إخلاص.فتحية كبيرة وشكر لهؤلاء النبلاء «الفئة الذهبية» من أبناء الوطن، من أطباء وممرضين والعاملين في الطوارئ، أطقم الإسعاف، رجال الأمن، رجال الجمارك، الإعلاميون، فئة يستحقون تقديراً أكبر وتمييزاً أكثر من قبل الدولة والمجتمع لقدر ما يقدمونه للبحرين وشعبها. فئة لا تجد على مبانيهم ومكاتبهم لافتة «مغلق في العيد».فقط ملاحظة للشعب: سستر «sister» تعني أخت ونقولها للممرضات، أما أن يأتي ممرض رجل وتناديه سستر فقد حرمته من العيد والتعويض والرجولة، «طرفة».