البعض يسميها «كارما»، وترجمتها بأن النوايا والأفعال الفردية تؤثر بالضرورة على مستقبل الفرد، وإذا ركبناها بحسب تعاليم ديننا الحنيف وأعدناها لموروثنا وتقاليدنا، سنجد أننا أمام أقوال شهيرة مثل «اعمل خير تلاقي خير»، و«الحسنة بعشر أمثالها»، إلى غيرها من نصائح وإرشادات تفيد بأن «عمل الخير» لابد وأن يقابله بالتالي «التحصل على الخير»، ولو بعد حين.
وضمن هذا السياق، استرجع شريط ذكرياتك اليومية، هل صادفك موقفاً رأيت فيه محتاجاً جالساً على قارعة الطريق، فذهبت له وأعطيته بعض المال عله يساعده؟! لربما حصل ذلك، لكن هل حرصت على ألا يراك أحد تفعل ذلك؟! وهل حرصت ألا تخبر أحداً بذلك، وأبقيته بينك وبين نفسك؟!
هنا مربط الفرس، فعمل الخير يفترض أن يكون مبعثه الإيمان بأنك تساعد الآخرين دون بهرجة أو استقطاب لتصفيق الحشود، عمل الخير يفترض أن يراك فيه الله سبحانه وتعالي وحده، هو الوحيد المهم أن يراك، أما باقي البشر فلا يهم على الإطلاق.
الله سبحانه وتعالي في الحديث القدسي عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، قال إن من ضمنهم، «رجل يتصدق حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وهذه أعظم أنواع الصدقات وأعظم أساليب المساعدات.
الإيمان بأن الخير لابد وأن يسود هو ما يجعل الإنسان نقيا ونظيفا من الداخل، والسعي لفعل الخير من «أجل الذات» هو أسمى أنواع هذا الإيمان، وأجزم بأن كثيرون يقومون بذلك، همهم مساعدة الناس بقدر استطاعتهم، فعند الله يتساوى الساعون للخير، كل بما تجود به نفسه.
وهنا لسنا نتحدث عن المال فقط، رغم أنه عصب رئيس في الحياة، ومهم لتغيير أحوال الناس، لكن الفكرة في بذل الخير للتحصل على الخير أو «الكارما» تنحصر في أن كل خير تقوم به لابد وأن يكون له مردود، إن كان في حياتك وهو غالباً ما يحصل عبر توفيق الله لك في حياتك المهنية والاجتماعية ورزقك، أو حياتك الأبدية حينما يكون البشر محتاجين للحسنات ويبحثون عنها.
مساعدة الناس هدف جميل، خاصة إن كانت مساعدة لا يرتجى من ورائها عائد، فقط ورائها النية الصادقة في إسعاد البشر، وإزالة ألم عنهم، أو تسهيل أمر عليهم، أو تغيير واقع مزعج لآخر مشرق.
الشعور بالرضا هو الذي ستدركه حينما ترى العبوس يتحول إلى ابتسامة، حينما ترى المعاناة تنقشع ويحل بدلاً عنها التفاؤل والسعادة، وهنا لا تقلل من شأن القليل الذي قد تبذله، فأنت لا تعرف ماذا يمكن أن يغيره، لأنك لست صاحب المقدرات في هذا العالم، وكم من بذل صغير يعود عليك بقدرة قادر بخير لا تتوقعه.
أليس لدينا مثل يقول: «اعمل خير وأرمه في البحر»؟! نعم، ومفاده هنا بأن فعلك للخير لابد وأن تنساه، وأن تحتسبه عند الله سبحانه، وألا تزايد عليه بالإشهار والمفاخرة، وقالوا بأن «أرمه في البحر»، بينما فعل الخير أبداً لا يذهب في غياهب البحر، بل يعود إليك بطريقة لا تتوقعها، وحتى إن أحسست بأنه لم يعد عليك بشيء، ألا يكفيك أن تضع رأسك على الوسادة وقد كنت سبباً في إسعاد إنسان، أو التكريب عن محنته، أو تسهيل أمر عسير عليه.
فعل الخير فيه فلسفة إنسانية راقية، وأهم منافعه تذكيره لنا بإنسانيتنا، وأننا خلقنا بشراً طيبين، بذرة الخير فينا، وهي ما نحتاج أن نرويها لا أن نطمسها ونقتلها.
أنا شخص أؤمن بـ«الكارما» هذه، الخير يعود لك ولو بعد حين، وكذلك الشر، يعود لك ولو بعد حين، وما أشنع عودة هذا الأخير.
{{ article.visit_count }}
وضمن هذا السياق، استرجع شريط ذكرياتك اليومية، هل صادفك موقفاً رأيت فيه محتاجاً جالساً على قارعة الطريق، فذهبت له وأعطيته بعض المال عله يساعده؟! لربما حصل ذلك، لكن هل حرصت على ألا يراك أحد تفعل ذلك؟! وهل حرصت ألا تخبر أحداً بذلك، وأبقيته بينك وبين نفسك؟!
هنا مربط الفرس، فعمل الخير يفترض أن يكون مبعثه الإيمان بأنك تساعد الآخرين دون بهرجة أو استقطاب لتصفيق الحشود، عمل الخير يفترض أن يراك فيه الله سبحانه وتعالي وحده، هو الوحيد المهم أن يراك، أما باقي البشر فلا يهم على الإطلاق.
الله سبحانه وتعالي في الحديث القدسي عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، قال إن من ضمنهم، «رجل يتصدق حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وهذه أعظم أنواع الصدقات وأعظم أساليب المساعدات.
الإيمان بأن الخير لابد وأن يسود هو ما يجعل الإنسان نقيا ونظيفا من الداخل، والسعي لفعل الخير من «أجل الذات» هو أسمى أنواع هذا الإيمان، وأجزم بأن كثيرون يقومون بذلك، همهم مساعدة الناس بقدر استطاعتهم، فعند الله يتساوى الساعون للخير، كل بما تجود به نفسه.
وهنا لسنا نتحدث عن المال فقط، رغم أنه عصب رئيس في الحياة، ومهم لتغيير أحوال الناس، لكن الفكرة في بذل الخير للتحصل على الخير أو «الكارما» تنحصر في أن كل خير تقوم به لابد وأن يكون له مردود، إن كان في حياتك وهو غالباً ما يحصل عبر توفيق الله لك في حياتك المهنية والاجتماعية ورزقك، أو حياتك الأبدية حينما يكون البشر محتاجين للحسنات ويبحثون عنها.
مساعدة الناس هدف جميل، خاصة إن كانت مساعدة لا يرتجى من ورائها عائد، فقط ورائها النية الصادقة في إسعاد البشر، وإزالة ألم عنهم، أو تسهيل أمر عليهم، أو تغيير واقع مزعج لآخر مشرق.
الشعور بالرضا هو الذي ستدركه حينما ترى العبوس يتحول إلى ابتسامة، حينما ترى المعاناة تنقشع ويحل بدلاً عنها التفاؤل والسعادة، وهنا لا تقلل من شأن القليل الذي قد تبذله، فأنت لا تعرف ماذا يمكن أن يغيره، لأنك لست صاحب المقدرات في هذا العالم، وكم من بذل صغير يعود عليك بقدرة قادر بخير لا تتوقعه.
أليس لدينا مثل يقول: «اعمل خير وأرمه في البحر»؟! نعم، ومفاده هنا بأن فعلك للخير لابد وأن تنساه، وأن تحتسبه عند الله سبحانه، وألا تزايد عليه بالإشهار والمفاخرة، وقالوا بأن «أرمه في البحر»، بينما فعل الخير أبداً لا يذهب في غياهب البحر، بل يعود إليك بطريقة لا تتوقعها، وحتى إن أحسست بأنه لم يعد عليك بشيء، ألا يكفيك أن تضع رأسك على الوسادة وقد كنت سبباً في إسعاد إنسان، أو التكريب عن محنته، أو تسهيل أمر عسير عليه.
فعل الخير فيه فلسفة إنسانية راقية، وأهم منافعه تذكيره لنا بإنسانيتنا، وأننا خلقنا بشراً طيبين، بذرة الخير فينا، وهي ما نحتاج أن نرويها لا أن نطمسها ونقتلها.
أنا شخص أؤمن بـ«الكارما» هذه، الخير يعود لك ولو بعد حين، وكذلك الشر، يعود لك ولو بعد حين، وما أشنع عودة هذا الأخير.