حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم الأهم في مواجهته يوم أمس بفوزه على المنتخب الكمبودي في عقر داره بهدف اللاعب كميل الأسود، والظفر بنقاط المباراة الثلاث التي وضعت الأحمر في صدارة المجموعة مؤقتاً..

الفوز الأول للأحمر في التصفيات الأولية المزدوجة لنهائيات أمم آسيا، وكأس العالم جاء نتيجة أفضلية مطلقة فرضها لاعبونا على نظرائهم الكمبوديين المتواضعين، وكان بالإمكان إنهاء المباراة بحصيلة وافرة من الأهداف وفقاً للفرص العديدة التي أهدرها لاعبونا، وبالأخص المهاجمون منهم نتيجة غياب التركيز، ورعونة التسديد، وهو الأمر الذي كنا قد أشرنا إليه قبل أيام في إطار تناولنا لمجريات مباراتنا الأولى أمام المنتخب العراقي الشقيق..

المدرب «سوزا» تعامل مع المباراة بشكل مثالي من حيث التشكيلة التي بدأ بها المباراة والتي جسد بها نهجه الهجومي، وكان واضحاً تفوق الأحمر ووصوله إلى المرمى الكمبودي عدة مرات، غير أن اللمسة الأخيرة كانت غائبة وشكلت لنا جميعاً قلقاً كبيراً في أغلب فترات اللقاء، حتى جاء الفرج على قدم اللاعب المتمركز كميل الأسود بلسعة ذكية اخترقت حاجز الصمت لتهز الشباك الكمبودية، وتؤمن النقاط الثلاث الهامة التي كنا نبحث عنها للإبقاء على أمل اجتياز المرحلة الأولى من هذه التصفيات الماراثونية..

مجدداً نتمنى أن يكثف الجهاز الفني من جرعات علاج الرعونة لدى مهاجمينا في المرحلة القادمة حتى لا تتكرر سيناريوهات الفرص الضائعة التي قد تجعلنا في مأزق لا سمح الله، وقد تجعلنا نندم حيث لا ينفع الندم لأن الفرص التهديفية تكاد تكون محدودة، والشاطر من يجيد استغلالها واستثمارها بشكل إيجابي..

بعيداً عن الفوز المستحق الذي عاد به منتخبنا من كمبوديا، فإن أكثر ما أعجبني وأنا أتابع اللقاء عبر شاشة قناتنا الرياضية، هو ذلك الحشد الجماهيري الغفير الذي ملأ أرجاء ملعب المباراة الذي يتسع لخمسين ألف متفرج، وكنت أتساءل في غرارة نفسي، لماذا لم نعد نرى جماهيرنا بمثل هذه الكثافة في مباريات المنتخب الوطني التي تقام عندنا، بالرغم من تعدد النداءات والدعوات وفتح الأبواب بالمجان؟!

أليس الأحمر منتخباً وطنياً يمثل مملكة البحرين بكل مدنها وقراها، وبكل أطيافها؟!

لماذا نبخل على منتخبنا الوطني بالدعم والمؤازرة المثالية كما يفعل غيرنا؟

بالأمس أيضاً تابعت جانباً من لقاء ماليزيا والإمارات، وكان الجمهور الماليزي حاضراً بكثافة لمؤازرة منتخب بلاده، بينما كان الحضور الجماهيري البحريني أمام ضيوفنا الأشقاء من العراق في الأسبوع الماضي متواضعاً ومحصوراً في المدرج الشمالي، فيما بدت أغلب المدرجات خالية من الجماهير!

أمامنا لقاءات هامة وقد تكون حاسمة في هذا المشوار «الآسيومونديالي» نتمنى أن نشاهد فيها حضوراً جماهيرياً يجسد واقع الوطنية وواقع عشق البحرينيين لكرة القدم والكرة في ملعب الجماهير...