تنفس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الصعداء بعد رحيل مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون -الذي دخل المشهد السياسي بخيار القوة العسكرية الأمريكية- وغرد ظريف شامتاً وممنياً النفس بالكثير لسقوط احدى زوايا خماسي مآسيه الذي سماه الفريق بـ»B Team» ويعتبرهم القوى المعادية لإيران، وهم بولتون، وبومبيو، وبنيامين نتنياهو، وبن سلمان، وبن زايد. فإزاحة بولتون يراها البعض ومنهم ظريف خطوة تنازل إيجابية تزيد حظوظ لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الإيراني حسن روحاني، نهاية الشهر الجاري، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن تقدم فرص اللقاء تساوي في تقديرنا تراجع إمكانية عقده، فواشنطن لاتزال مستمرة في حملة الضغوط على إيران. وروحاني يرفض اللقاء قبل رفع العقوبات لبدء الحوار. وما يهم المراقب الخليجي هو هل للخليج مصلحة في لقاء ترامب روحاني؟
نقر أن الموقف الخليجي ليس بنفس توحده كما كان قبل عقد من الزمن، فأمْرُهمْ فوْضَى بينهم. وهناك مواقف خليجية منفتحة تجاه طهران باعتبارها دولة مجاورة والاتفاق على رفع العقوبات بعد اللقاء أمر سيستفيد منه الجميع لابتعاد شبح الصدام الذي كاد أن يحدث في هذا الصيف؟ لكن هناك دول خليجية تنظر إلى إيران باعتبارها خطراً استراتيجياً. والعقوبات هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التضييق على إيران ومنعها نشر عدم الاستقرار، ودعم الجماعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن.
وفي تقديرنا أن لقاء ترامب روحاني مصلحة خليجية، إذا لم تتنازل الإدارة الأمريكية عن بعض شروطها الـ12 والتي نشرت حين دخلت العقوباتُ الأمريكية على طهران حيزَ التطبيق في نوفمبر 2018. فكيف يكون اللقاء لصالح الخليج إذا أنهي شرط وقف نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ حاملة الرؤوس النووية. ووقف القصف بها عبر الحوثيين أو الحشد الشعبي. أو شرط وقف تهديد الملاحة الدولية كخطف السفينة البريطانية والتعرض لأربع سفن غيرها. كما لا معنى لأمن الخليج إذا لم تكشف طهران للوكالة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامج طهران النووي، فعدم الالتزام بهذا الشرط يعني إعادة خلق برنامج موازٍ سيتحول لسلاح نووي خلال عام واحد. كما لا يمكن التخلي عن لزوم وقف جميع أنشطة التخصيب وإغلاق مفاعل المياه الثقيل «آراك». وهل من صالح دول الخليج أن تتبجح طهران بتحكمها بالقرار السياسي في أربع عواصم عربية عبر دعم الجماعات الإرهابية ومنع الحكومة العراقية من نزع سلاح الميليشيات التابعة لطهران وفي اليمن. وسوريا عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
الحقيقة أن الاتفاق سيعطي طهران المزيد من الأموال لتزيد غطرستها كما فعل الرئيس أوباما، وإيران لن تقبل بأي من الشروط الأمريكية بدليل مناوراتها باقتراح اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج ليس لترميم علاقاتها بالخليجيين لكن لإلغاء مبرر اللقاء بين ترامب وروحاني، فطهران تعلم أن المفاوض الأمريكي سيفاوضهم على أدوات القوة الإيرانية وهم يتحاشون ما حدث لصدام والقذافي بعد تجريدهم من أدوات قوتهم.
* بالعجمي الفصيح:
لن يكون الخليج مكاناً أفضل منه حالياً بعد لقاء ترامب مع روحاني، فترامب ممتطياً صهوةَ التاريخ سيرضى أن يخلد عبر جهد متواضع لا يتعدى التصوير والابتسامات كما فعل في كل صفاقته المنتكسة في بيونغ يانغ ومع طالبان مقابل السماح بوصول 15 مليار دولار من الدول الأوروبية لطهران.
{{ article.visit_count }}
نقر أن الموقف الخليجي ليس بنفس توحده كما كان قبل عقد من الزمن، فأمْرُهمْ فوْضَى بينهم. وهناك مواقف خليجية منفتحة تجاه طهران باعتبارها دولة مجاورة والاتفاق على رفع العقوبات بعد اللقاء أمر سيستفيد منه الجميع لابتعاد شبح الصدام الذي كاد أن يحدث في هذا الصيف؟ لكن هناك دول خليجية تنظر إلى إيران باعتبارها خطراً استراتيجياً. والعقوبات هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التضييق على إيران ومنعها نشر عدم الاستقرار، ودعم الجماعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن.
وفي تقديرنا أن لقاء ترامب روحاني مصلحة خليجية، إذا لم تتنازل الإدارة الأمريكية عن بعض شروطها الـ12 والتي نشرت حين دخلت العقوباتُ الأمريكية على طهران حيزَ التطبيق في نوفمبر 2018. فكيف يكون اللقاء لصالح الخليج إذا أنهي شرط وقف نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ حاملة الرؤوس النووية. ووقف القصف بها عبر الحوثيين أو الحشد الشعبي. أو شرط وقف تهديد الملاحة الدولية كخطف السفينة البريطانية والتعرض لأربع سفن غيرها. كما لا معنى لأمن الخليج إذا لم تكشف طهران للوكالة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامج طهران النووي، فعدم الالتزام بهذا الشرط يعني إعادة خلق برنامج موازٍ سيتحول لسلاح نووي خلال عام واحد. كما لا يمكن التخلي عن لزوم وقف جميع أنشطة التخصيب وإغلاق مفاعل المياه الثقيل «آراك». وهل من صالح دول الخليج أن تتبجح طهران بتحكمها بالقرار السياسي في أربع عواصم عربية عبر دعم الجماعات الإرهابية ومنع الحكومة العراقية من نزع سلاح الميليشيات التابعة لطهران وفي اليمن. وسوريا عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
الحقيقة أن الاتفاق سيعطي طهران المزيد من الأموال لتزيد غطرستها كما فعل الرئيس أوباما، وإيران لن تقبل بأي من الشروط الأمريكية بدليل مناوراتها باقتراح اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج ليس لترميم علاقاتها بالخليجيين لكن لإلغاء مبرر اللقاء بين ترامب وروحاني، فطهران تعلم أن المفاوض الأمريكي سيفاوضهم على أدوات القوة الإيرانية وهم يتحاشون ما حدث لصدام والقذافي بعد تجريدهم من أدوات قوتهم.
* بالعجمي الفصيح:
لن يكون الخليج مكاناً أفضل منه حالياً بعد لقاء ترامب مع روحاني، فترامب ممتطياً صهوةَ التاريخ سيرضى أن يخلد عبر جهد متواضع لا يتعدى التصوير والابتسامات كما فعل في كل صفاقته المنتكسة في بيونغ يانغ ومع طالبان مقابل السماح بوصول 15 مليار دولار من الدول الأوروبية لطهران.