بعد مضي أكثر من أسبوع على الهجوم الإيراني على منشأتي النفط في بقيق وخريص التابعتين لشركة «أرامكو» في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لاحظت توجه القنوات الإعلامية المحسوبة على النظام الإيراني أو المتحالفة معه، وحتى بعض القنوات الغربية لأن يكون الرد السعودي على إيران «سريعاً جداً»، فخرج محللون وكتاب إما يدفعون السعودية ويحرضونها على الرد العسكري تحديداً، أو ينتقدون السعودية لتقصيرها في أمور تتعلق بأمنها وحماية أراضيها.
محاولات بعض القنوات الإعلامية باتجاه التصعيد، واستفزاز السعودية لدفعها إلى «ضرورة» الرد، وعدم ترك إيران تسرح وتمرح في المنطقة، لا يعني الاستجابة الفورية للسعودية لتلك الأصوات، التي ترغب بزج السعودية إلى الدخول في حرب مع إيران، وهذا ما تريده هذه الأخيرة وترغب به منذ زمن، وتحديداً بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وفرضها لعقوبات اقتصادية على النظام الإيراني، وما تسبب ذلك في خنق إيران داخلياً وانهيار اقتصادها، فرفعت من وتيرة استفزازها للسعودية من خلال أذرعها في المنطقة، ولكن السعودية لديها من الصبر والحكمة وقياس الأمور بكل تعقل ربما ما ليس عند غيرها، وردها على إيران قادم بالتأكيد، وسيكون قاسياً ولكن لا يشترط أن يكون الرد «فورياً»، ولا يشترط كذلك أن يكون هذا الرد عسكرياً.
السعودية أعلنتها بأنها سوف تتخذ الإجراءات «المناسبة» التي تحفظ أمنها واستقرارها، وهذه الإجراءات لا يعلم بها إلا الله ثم القيادة السعودية التي نثق تمام الثقة فيما ستتخذه من إجراءات لحفظ أمنها، ولا تحتاج لاستفزازها من الآخرين للدخول إلى ما يراد لبعضهم أن يدفعها إليه، ثم إن الهجوم الصاروخي على المنشأتين له أيضاً إيجابياته، حيث أثبتت السعودية أن لديها ثورة بشرية متميزة في المجال النفطي، قوامها نحو 70 ألف موظف وموظفة مؤهلين وبارعين في عملهم، ولديها الاحتياطي الهائل من المواد الهيدروكربونية المكونة الأساسية للنفط والغاز الطبيعي، وأيضاً تميزها بالبنية التحتية الضخمة من المرافق والمعدات لدى «أرامكو» التي لم يلحق بها الضرر إلا بأجزاء بسيطة لم تؤثر على احتياطيات النفط، كما صرح بذلك رئيس الشركة أمين الناصر مؤخراً.
إن نظام الولي الفقيه يرمي آخر أوراقه للزج بالمنطقة نحو الحرب، لأنه ليس لديه ما يخسره، فاقتصاده منهار، وعملته النقدية في الحضيض، وشعبه لايزال ثائراً منذ عامين تقريباً، ولم يستطع أن يلجمه ويخمد ثورته، بل هي في ازدياد يوماً بعد يوم، حتى وإن حاول إعلامه إخفاء هذه الحقيقة، ولكن أكثر ما يوجع هذا النظام هو وجود «بديله» الجاهز، فجماعة مجاهدي خلق برئيستهم مريم رجوي ينتظرون على أحر من الجمر سقوط هذا النظام الذي سيسقط معه أنظمة أخرى، لذلك ليس في يده إلا إشعال المنطقة، والزج بها في حروب ودمار، من باب «عليّ وعلى أعدائي».
ويدرك النظام الإيراني جيداً أن قلب هذه المنطقة هو السعودية لذلك يستهدفها دائماً، ليس بشكل مباشر، فهو لا يجرؤ على ذلك، ولكن عبر وكلائه، غير أن محاولاته لم ولن يكتب لها النجاح بفضل الله ثم بحكمة السعودية وأشقائها في دول الخليج العربي، والشواهد على ذلك كثيرة، سواء عبر ميليشيات الحوثي وصواريخها التي تستهدف مكة ومدن الجنوب السعودي، أو من خلال الحملات الإعلامية المستمرة من قبل الإعلام التابع للنظام الإيراني في دول مثل العراق ولبنان وسوريا، أو عبر التحالف مع النظامين التركي والقطري بإعلامهما ومرتزقتهما، فكل هؤلاء يستهدفون السعودية وأمنها واستقرارها، ولكن كل محاولات تلك الدول وإعلامها لن تدفع السعودية لما يريدونه هم في المنطقة، فالشقيقة الكبرى هي الوحيدة من تقرر، ولا تنتظر سوى الفرصة المناسبة للرد، وردها سيكون موجعاً لتلك الأنظمة البائسة.
{{ article.visit_count }}
محاولات بعض القنوات الإعلامية باتجاه التصعيد، واستفزاز السعودية لدفعها إلى «ضرورة» الرد، وعدم ترك إيران تسرح وتمرح في المنطقة، لا يعني الاستجابة الفورية للسعودية لتلك الأصوات، التي ترغب بزج السعودية إلى الدخول في حرب مع إيران، وهذا ما تريده هذه الأخيرة وترغب به منذ زمن، وتحديداً بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وفرضها لعقوبات اقتصادية على النظام الإيراني، وما تسبب ذلك في خنق إيران داخلياً وانهيار اقتصادها، فرفعت من وتيرة استفزازها للسعودية من خلال أذرعها في المنطقة، ولكن السعودية لديها من الصبر والحكمة وقياس الأمور بكل تعقل ربما ما ليس عند غيرها، وردها على إيران قادم بالتأكيد، وسيكون قاسياً ولكن لا يشترط أن يكون الرد «فورياً»، ولا يشترط كذلك أن يكون هذا الرد عسكرياً.
السعودية أعلنتها بأنها سوف تتخذ الإجراءات «المناسبة» التي تحفظ أمنها واستقرارها، وهذه الإجراءات لا يعلم بها إلا الله ثم القيادة السعودية التي نثق تمام الثقة فيما ستتخذه من إجراءات لحفظ أمنها، ولا تحتاج لاستفزازها من الآخرين للدخول إلى ما يراد لبعضهم أن يدفعها إليه، ثم إن الهجوم الصاروخي على المنشأتين له أيضاً إيجابياته، حيث أثبتت السعودية أن لديها ثورة بشرية متميزة في المجال النفطي، قوامها نحو 70 ألف موظف وموظفة مؤهلين وبارعين في عملهم، ولديها الاحتياطي الهائل من المواد الهيدروكربونية المكونة الأساسية للنفط والغاز الطبيعي، وأيضاً تميزها بالبنية التحتية الضخمة من المرافق والمعدات لدى «أرامكو» التي لم يلحق بها الضرر إلا بأجزاء بسيطة لم تؤثر على احتياطيات النفط، كما صرح بذلك رئيس الشركة أمين الناصر مؤخراً.
إن نظام الولي الفقيه يرمي آخر أوراقه للزج بالمنطقة نحو الحرب، لأنه ليس لديه ما يخسره، فاقتصاده منهار، وعملته النقدية في الحضيض، وشعبه لايزال ثائراً منذ عامين تقريباً، ولم يستطع أن يلجمه ويخمد ثورته، بل هي في ازدياد يوماً بعد يوم، حتى وإن حاول إعلامه إخفاء هذه الحقيقة، ولكن أكثر ما يوجع هذا النظام هو وجود «بديله» الجاهز، فجماعة مجاهدي خلق برئيستهم مريم رجوي ينتظرون على أحر من الجمر سقوط هذا النظام الذي سيسقط معه أنظمة أخرى، لذلك ليس في يده إلا إشعال المنطقة، والزج بها في حروب ودمار، من باب «عليّ وعلى أعدائي».
ويدرك النظام الإيراني جيداً أن قلب هذه المنطقة هو السعودية لذلك يستهدفها دائماً، ليس بشكل مباشر، فهو لا يجرؤ على ذلك، ولكن عبر وكلائه، غير أن محاولاته لم ولن يكتب لها النجاح بفضل الله ثم بحكمة السعودية وأشقائها في دول الخليج العربي، والشواهد على ذلك كثيرة، سواء عبر ميليشيات الحوثي وصواريخها التي تستهدف مكة ومدن الجنوب السعودي، أو من خلال الحملات الإعلامية المستمرة من قبل الإعلام التابع للنظام الإيراني في دول مثل العراق ولبنان وسوريا، أو عبر التحالف مع النظامين التركي والقطري بإعلامهما ومرتزقتهما، فكل هؤلاء يستهدفون السعودية وأمنها واستقرارها، ولكن كل محاولات تلك الدول وإعلامها لن تدفع السعودية لما يريدونه هم في المنطقة، فالشقيقة الكبرى هي الوحيدة من تقرر، ولا تنتظر سوى الفرصة المناسبة للرد، وردها سيكون موجعاً لتلك الأنظمة البائسة.