تشرفنا بحضور المؤتمر الصحفي الذي أقامه المجلس الأعلى للبيئة تحت رعاية الدكتور محمد مبارك بن دينه الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة وبتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، وبالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني والجهات المختلفة، بمناسبة اليوم العالمي لتنظيف البحار 21 سبتمبر - الحملة الوطنية «بحرنا نظيف».

ما لفتنا في المؤتمر وعي الشباب الموجودين بأهمية الاهتمام بنظافة بحارنا والذي دفعهم للمبادرة بطرح هذه الحملة الوطنية الهامة والرائدة حيث استعرض رئيس فريق البحرين للغوص التطوعي السيد خالد السعيد الأرقام المهولة عن كمية مخلفات البحر التي رصدها الفريق التطوعي للحملة حيث بلغ عدد المخلفات البحرية المرصودة في محافظة المحرق 10.4 طن والتي تعتبر من أعلى المناطق، ومجموع المخلفات التي تم تجمعيها في منطقة الحد 5.23 طناً، وقلالي 8.06 طن، والتي تعكس أن هناك حاجة إلى تنمية ثقافة تنظيف البحار والأهم الحرص على عدم تلويثها برمي المخلفات والأوساخ والمواد غير القابلة للتحلل أو صعبة التحلل، كما أن هناك حاجة ملحة اليوم إلى تعزيز ثقافة إعادة التدوير وتنمية العلاقات مع شركات إعادة التدوير بعد فرز النفايات واستخراجها من البحار، فالبيئة البحرية في مملكة البحرين مهددة أمام هذه التجاوزات والانتهاكات التي تدمرها.

الشباب المشاركون في الحملة الوطنية «بحرنا نظيف» وجهوا رسالة للمجتمع المدني بأهمية الاهتمام بنظافة بحارنا في مملكة البحرين وعدم تلويثها بالسلوكيات غير الحضارية والتي لا تتحلى بروح المسؤولية والوطنية، وأننا في مملكة البحرين من الواجب علينا تعزيز ثقافة إعادة تدوير المخلفات خارج البلاد، فهذه الحملة جاءت لأجل أن تكون البحرين نموذجاً أعلى على مستوى دول العالم في حماية البيئة البحرية وتعزيز ثقافة إعادة التدوير والنظافة البحرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والرؤية الاقتصادية 2030 والتي أطلقها جلالة الملك حفظه الله ورعاه في 2008 وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأجل خلق بيئة أفضل ضمن البند 14 الذي يرتكز على الحياة تحت الماء.

ومن المبادرات التي خرج بها هؤلاء الشباب الوطنيون المتطوعون والحريصون على أمن سلامة البيئة البحرية في مملكة البحرين، حملة «سلتي في رحلتي» والتي تستهدف تشجيع الشباب على عدم رمي المخلفات خلال الرحلات البحرية، بل وضعها في سلة لإعادة تدويرها.

كما أن الحملة ارتكزت على التشجيع على رياضة الغوص ونشرها بين مختلف شرائح الشباب كثقافة مستمدة من عادتنا وتقاليدنا وتراثنا في مملكة البحرين، وضرورة إحياء ثقافة الغوص والبحر حيث الطموح يتجه إلى تعزيز وتسويق مكانة البحرين كمركز عالمي لسياحة الغوص، وشدد رئيس فريق البحرين للغوص التطوعي السيد خالد السعيد على أنه «إذا ما واصلنا على هذا المنوال بممارسة السلوكيات غير المسؤولة التي تتسبب بتدمير البيئة البحرية فقد لا يكون هناك مستقبل للبيئة البحرية، والعالم القادم مهدد بالانقراض والجيل الحالي اليوم هو أخطر جيل مر في تاريخ البشرية لأنه يعرف كل شيء وبيده كافة الأدوات والتقنيات، لذا فالأمل معقود على إيجاد اختراع يجعلنا قادرين على استبدال البلاستيك والعودة إلى نمط حياتنا ما قبل مرحلة استخدام البلاستيك المدمر للبيئة البحرية والمتسبب بتلوث البحار».

السعيد كان صريحاً حينما ذكر «وزن الأطنان التي تخرج من بحار البحرين تجعلنا لا نفتخر بها!».

ما شدنا أيضاً هناك أيضاً، إنجاز إقليمي وعالمي حققته هذه الحملة الوطنية التي خرجت من شبابنا المتطوعين أثرت على مستوى دول الخليج العربي، حيث هناك دول تشجعت لاقتباس تجربة شباب البحرين في مجال التطوع لتنظيف البحار، وهذا شيء مشرف لنا ونفتخر به، فهذا يعني أن دول العالم اليوم تنظر لأفكار شباب البحرين وتتابع حراكهم، حيث ذكر السعيد أن رئيس وزراء الهند تكلم عن الحملة البحرينية التطوعية وشجع على التعاون مع القائمين عليها، وهذا شيء نحن فخورون به أن نحظى على إشادة من أكبر قارات العالم وأن تقتدي بنا.

جهود هؤلاء الشباب المتحمسون للحفاظ على البيئة البحرية في مملكة البحرين توجت مؤخراً بإنجاز لافت، حيث حظي فريق البحرين للغوص التطوعي ضمن مشروع مهرجان مراسي للغوص بالمركز الأول في جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لأفضل مشروع تطوعي بحريني، وكلها إنجازات تدعم فكرة أن شبابنا البحرينيين مبدعون وقادرون على الريادة في مجالات العمل التطوعي والشبابي وأن تكون له بصمة مميزة على المستوى الإقليمي والعالمي. ومن هذا المنطلق نتمنى لو تبادر مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية إلى التعاون مع القائمين على هذه الحملة وإشراك المدارس والجامعات في هذا المشروع الريادي خلال مواسم الإجازات والعطل أو كبرنامج تدريبي يعزز ثقافتنا وتراثنا البحري، وكما اختتم القائمون على المؤتمر حديثهم بالقول «البحرين تستاهل».