لماذا فجع العالم بأكمله أمام استقباله لخبر وفاة اللواء عبدالعزيز الفغم المطيري رحمه الله حارس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحارس الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، حيث تصدر خبر اغتياله على يد صديق له بسبب خلاف شخصي بينهما مواقع التواصل الاجتماعي، وقد حظي يومها على المركز الأول في ترند تويتر عالمياً!
هل لأنه حظي من قبل منظمة الأكاديمية العالمية كأفضل حارس شخصي في العالم؟ أو لأن والده كان يعمل أيضاً كمرافق شخصي، وقد كان «لزيم» الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لمدة تتجاوز الثلاثين عاماً؟ العالم كله فجع وليس أهل السعودية فحسب، وكانت هناك صدمة بين الأوساط المحبة لشخصية الفغم لأنه كان «لزيماً» لخادم الحرمين الشريفين، ولأن وسائل الإعلام التي لطالما ركزت عليه وهو يرافق خادم الحرمين الشريفين بطريقة يهتم فيها بأدق تفاصيله ويوفر له الحماية اللازمة بالكثير من العناية والاهتمام التي لم يسبق قط أن لمحها أحدهم وهو يتابع تحركات ملوك الدول ورؤسائها.
الكل أحب شخصية الفغم العسكرية والصارمة لأنه كان بمثابة الظل لخادم الحرمين الشريفين الذي يعتبر قائد الأمة العربية والإسلامية على مستوى المنطقة وبمثابة الابن الذي يرعى والده ويهتم لأجله، فقد كانت العلاقة بينهما أكبر من علاقة ملك مع مرافق شخصي له يوفر له الأمن والحماية، ولعل هذا يظهر جلياً وواضحاً من خلال العديد من مقاطع الفيديو والصور حينما كان اللواء عبدالعزيز رحمه الله يهتم بربط حذاء خادم الحرمين الشريفين أو تعديل بشته أو السرعة في التقاط أي شيء سيقع من يده أو التصرف سريعاً في حال ريبته من حركة عفوية من شخص قريب منه أثناء تحركاته، وكان دائماً ما يطوق ملك السعودية بيديه في حال ازدحام الناس عليه ويعرف كيف يؤمن سلامته، كانت لديه سرعة نباهة وفطانة غير طبيعية في تأمين حماية ملك السعودية حفظه الله.
كثير ممن تأثروا بخبر وفاته لعلهم لم يسمعوا يوماً صوت الفغم أو يشاهدوا طريقة حديثه أو يعرفوا عن حياته الخاصة البعيدة عن الأضواء، لكنهم أحبوه لأنه كان هناك صوت أقوى من صوته وهو صوت تفانيه في العمل، ولأنهم شاهدوا الفغم الذي كان يشبه السور الحصين المحيط بخادم الحرمين الشريفين، هناك أشخاص تختلف معاملة حكم الحياة معهم ولا تنطبق عليهم مقولة «اللي خلقه خلق مليون غيره»، فهناك أشخاص يكونون مثل العمر مرة واحدة فقط، وكما البصمة محال أن يشبههم أحد، الفغم رحمه الله كان يعتبر ابن الملك سلمان ومحال أن ترى الملك بدون أن تلمح من ورائه الفغم وهو يتحرك بشكل سريع لينظم تحركاته وشؤونه، الكيمياء التي بينهما كملك وكحارس أمر نادراً ما يتكرر، وهناك بصمة غرسها الفغم في مجال الحراسة الأمنية بات يقتدي بها للعاملون في نفس المجال، ولعل هذا سر اهتمام وسائل الإعلام الغربية بشخصية الفغم وتسليطهم الضوء عليه.
تفاصيل اغتياله التي جاءت نتيجة نشوب خلاف شخصي بينه وبين صديقه حيث غدر به وقام بإطلاق النار عليه في منزل صديقهما، عنوانها الذي تناقله الجميع «الأبطال لا يموتون إلا غدراً»، دائماً ما نقول ما لم يستطع عدوك القيام به سيقوم به يوماً أقرب الناس إليك، فالحياة بأكملها غدارة، لذا كن شديد الحذر من الأقرب إليك ولا تثق بأحد، فالفغم رحمه الله كما شهيد الواجب هشام الحمادي الذين اغتالوه من كان يحسبهم أصدقاءه ويأخذ بشكل شبه يومي إليهم الطعام والشاي والقهوة، لقد وثقوا بهم ولم يحتاطوا أمامهم كما يفعلون عادة مع أعداء الوطن، لم يحملوا سلاحهم لأنهم اعتقدوا أنهم في أمان فتفاجؤوا أن سلاح الغدر كان أقوى من أمن ووفاء الصداقة.
صديق الفغم الغادر لم يقتل عبدالعزيز صديقه وصاحبه بل اغتال الصاحب الأمين لخادم الحرمين الشريفين وظله وصاحب المواقف المشرفة الذي صان الأمانة وأوفى لها بتفانٍ لافت لا يتكرر، في يوم وفاة عبدالعزيز رحمه الله اغتيل الوفاء النادر والإخلاص وفطن الجميع إلى درس هام للغاية، أنك مهما وثقت بصديق لك لا تعتقد أنه لن يأتي يوم لن يجرم بحقك إن أتيحت له الفرصة لأن يفعل ولعب الشيطان برأسه في لحظة تهور وغضب، لن تمسكه في تلك اللحظات أي أعراف للصداقة ولا قواعد إنسانية فهذه معادلة الحياة التي نادراً ما تفهم.
الغريب أن الذباب الإلكتروني من مرتزقة ومأجوري قطر ونظام طهران الجائر، لم يتوقفوا يومها عن بث الإشاعات ومقاطع الفيديو والصور المفبركة والقديمة والتي تحمل معلومات مضللة وإشاعات بلهاء وتشكيكاً في تفاصيل الجريمة الغادرة ومحاولة بث وإثبات نظرية المؤامرة واتهامات مغلوطة، والأهم شماتة في موته، وهذا لا يقوم به إلا من لا يمتلكون أدنى درجات الإنسانية والقيم الأخلاقية.
لا نعلم خافية عبدالعزيز الفغم، ولكن سبحان من سخر له العالم أجمع يرثيه ويترحم عليه ويدعو له ولأهله، وجعل اسمه وذكره يتصدر العالم كله، كثير من حراس ملوك ورؤساء دول العالم ومرافقيهم بل وحتى أبنائهم وأهلهم توفوا ولكن محبة الناس واحتشاد العالمين رزق يسخره الله لمن يشاء من عباده الذين تكون هناك خافية بينهم وبينه سبحانه.
مما نتعلمه أيضاً، عليك أن تحذر القريب منك قبل البعيد ولا تأمن لأحد، فلكل شخص وجه مظلم آخر يخرج وقت الخلافات ليظهر معدنه وأخلاقه، والحياة أقصر مما نتصور، وبين لحظة وأخرى تنقلب الأحداث بشكل لا يصدق، والشيطان عندما يدخل بين اثنين فهو أشطر من الجميع، وتكون النهاية دائماً مفجعة، ونحن في زمن لم نعد نعرف فيه عدونا من صديقنا.
* إحساس عابر:
لم يقتلني عدو وطني البعيد بل من حسبته صديقي القريب، من أمنت له بعقر داري ولم أحمِ ظهري من غدره، السهم الذي لم يتمكن الأعداء من إصابته في صدري أخذته يا صديقي وطعنتني به، هكذا هم الأبطال يهزمون في معارك الوفاء وتغدر بهم الحياة لحكمة، رحم الله عبدالعزيز الفغم الذي فارق ملك السعودية ليرحل إلى ملك الملوك، وخالص تعازينا لقيادة وشعب السعودية الشقيقة.
هل لأنه حظي من قبل منظمة الأكاديمية العالمية كأفضل حارس شخصي في العالم؟ أو لأن والده كان يعمل أيضاً كمرافق شخصي، وقد كان «لزيم» الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لمدة تتجاوز الثلاثين عاماً؟ العالم كله فجع وليس أهل السعودية فحسب، وكانت هناك صدمة بين الأوساط المحبة لشخصية الفغم لأنه كان «لزيماً» لخادم الحرمين الشريفين، ولأن وسائل الإعلام التي لطالما ركزت عليه وهو يرافق خادم الحرمين الشريفين بطريقة يهتم فيها بأدق تفاصيله ويوفر له الحماية اللازمة بالكثير من العناية والاهتمام التي لم يسبق قط أن لمحها أحدهم وهو يتابع تحركات ملوك الدول ورؤسائها.
الكل أحب شخصية الفغم العسكرية والصارمة لأنه كان بمثابة الظل لخادم الحرمين الشريفين الذي يعتبر قائد الأمة العربية والإسلامية على مستوى المنطقة وبمثابة الابن الذي يرعى والده ويهتم لأجله، فقد كانت العلاقة بينهما أكبر من علاقة ملك مع مرافق شخصي له يوفر له الأمن والحماية، ولعل هذا يظهر جلياً وواضحاً من خلال العديد من مقاطع الفيديو والصور حينما كان اللواء عبدالعزيز رحمه الله يهتم بربط حذاء خادم الحرمين الشريفين أو تعديل بشته أو السرعة في التقاط أي شيء سيقع من يده أو التصرف سريعاً في حال ريبته من حركة عفوية من شخص قريب منه أثناء تحركاته، وكان دائماً ما يطوق ملك السعودية بيديه في حال ازدحام الناس عليه ويعرف كيف يؤمن سلامته، كانت لديه سرعة نباهة وفطانة غير طبيعية في تأمين حماية ملك السعودية حفظه الله.
كثير ممن تأثروا بخبر وفاته لعلهم لم يسمعوا يوماً صوت الفغم أو يشاهدوا طريقة حديثه أو يعرفوا عن حياته الخاصة البعيدة عن الأضواء، لكنهم أحبوه لأنه كان هناك صوت أقوى من صوته وهو صوت تفانيه في العمل، ولأنهم شاهدوا الفغم الذي كان يشبه السور الحصين المحيط بخادم الحرمين الشريفين، هناك أشخاص تختلف معاملة حكم الحياة معهم ولا تنطبق عليهم مقولة «اللي خلقه خلق مليون غيره»، فهناك أشخاص يكونون مثل العمر مرة واحدة فقط، وكما البصمة محال أن يشبههم أحد، الفغم رحمه الله كان يعتبر ابن الملك سلمان ومحال أن ترى الملك بدون أن تلمح من ورائه الفغم وهو يتحرك بشكل سريع لينظم تحركاته وشؤونه، الكيمياء التي بينهما كملك وكحارس أمر نادراً ما يتكرر، وهناك بصمة غرسها الفغم في مجال الحراسة الأمنية بات يقتدي بها للعاملون في نفس المجال، ولعل هذا سر اهتمام وسائل الإعلام الغربية بشخصية الفغم وتسليطهم الضوء عليه.
تفاصيل اغتياله التي جاءت نتيجة نشوب خلاف شخصي بينه وبين صديقه حيث غدر به وقام بإطلاق النار عليه في منزل صديقهما، عنوانها الذي تناقله الجميع «الأبطال لا يموتون إلا غدراً»، دائماً ما نقول ما لم يستطع عدوك القيام به سيقوم به يوماً أقرب الناس إليك، فالحياة بأكملها غدارة، لذا كن شديد الحذر من الأقرب إليك ولا تثق بأحد، فالفغم رحمه الله كما شهيد الواجب هشام الحمادي الذين اغتالوه من كان يحسبهم أصدقاءه ويأخذ بشكل شبه يومي إليهم الطعام والشاي والقهوة، لقد وثقوا بهم ولم يحتاطوا أمامهم كما يفعلون عادة مع أعداء الوطن، لم يحملوا سلاحهم لأنهم اعتقدوا أنهم في أمان فتفاجؤوا أن سلاح الغدر كان أقوى من أمن ووفاء الصداقة.
صديق الفغم الغادر لم يقتل عبدالعزيز صديقه وصاحبه بل اغتال الصاحب الأمين لخادم الحرمين الشريفين وظله وصاحب المواقف المشرفة الذي صان الأمانة وأوفى لها بتفانٍ لافت لا يتكرر، في يوم وفاة عبدالعزيز رحمه الله اغتيل الوفاء النادر والإخلاص وفطن الجميع إلى درس هام للغاية، أنك مهما وثقت بصديق لك لا تعتقد أنه لن يأتي يوم لن يجرم بحقك إن أتيحت له الفرصة لأن يفعل ولعب الشيطان برأسه في لحظة تهور وغضب، لن تمسكه في تلك اللحظات أي أعراف للصداقة ولا قواعد إنسانية فهذه معادلة الحياة التي نادراً ما تفهم.
الغريب أن الذباب الإلكتروني من مرتزقة ومأجوري قطر ونظام طهران الجائر، لم يتوقفوا يومها عن بث الإشاعات ومقاطع الفيديو والصور المفبركة والقديمة والتي تحمل معلومات مضللة وإشاعات بلهاء وتشكيكاً في تفاصيل الجريمة الغادرة ومحاولة بث وإثبات نظرية المؤامرة واتهامات مغلوطة، والأهم شماتة في موته، وهذا لا يقوم به إلا من لا يمتلكون أدنى درجات الإنسانية والقيم الأخلاقية.
لا نعلم خافية عبدالعزيز الفغم، ولكن سبحان من سخر له العالم أجمع يرثيه ويترحم عليه ويدعو له ولأهله، وجعل اسمه وذكره يتصدر العالم كله، كثير من حراس ملوك ورؤساء دول العالم ومرافقيهم بل وحتى أبنائهم وأهلهم توفوا ولكن محبة الناس واحتشاد العالمين رزق يسخره الله لمن يشاء من عباده الذين تكون هناك خافية بينهم وبينه سبحانه.
مما نتعلمه أيضاً، عليك أن تحذر القريب منك قبل البعيد ولا تأمن لأحد، فلكل شخص وجه مظلم آخر يخرج وقت الخلافات ليظهر معدنه وأخلاقه، والحياة أقصر مما نتصور، وبين لحظة وأخرى تنقلب الأحداث بشكل لا يصدق، والشيطان عندما يدخل بين اثنين فهو أشطر من الجميع، وتكون النهاية دائماً مفجعة، ونحن في زمن لم نعد نعرف فيه عدونا من صديقنا.
* إحساس عابر:
لم يقتلني عدو وطني البعيد بل من حسبته صديقي القريب، من أمنت له بعقر داري ولم أحمِ ظهري من غدره، السهم الذي لم يتمكن الأعداء من إصابته في صدري أخذته يا صديقي وطعنتني به، هكذا هم الأبطال يهزمون في معارك الوفاء وتغدر بهم الحياة لحكمة، رحم الله عبدالعزيز الفغم الذي فارق ملك السعودية ليرحل إلى ملك الملوك، وخالص تعازينا لقيادة وشعب السعودية الشقيقة.