ضربت شركة «نوكيا» الفنلدنية للهواتف المحمولة نموذجاً للعملاق الذي ينكسر. هاتف «نوكيا» كان يوماً ما الهاتف المحمول رقم واحد في العالم. وفر فئات متعددة من الهواتف بأسعار مختلفة تناسب جميع الفئات وبخدمات جديدة في كل مرة. كان أول من علمنا الرسائل النصية، وأول من أثار إشكالية تزويد جهاز الهاتف بكاميرا. وكان في كل مرة ينجح ويكسب ثقة زبائنه. وفجأة أصيب هذا الهاتف العالمي بحالة شلل جعلته يتوارى طويلاً عن الحضور، ثم يبدأ في الإطلالة علينا من جديد، ولكن... من موقع المحاولات الفاشلة للعودة.
تحليلات عديدة اجتهدت في تفسير السقوط المدوي والمفاجئ لشركة «نوكيا». بعضها يشير إلى أسلوب الإدارة الذي شابه خلل كبير في القيادات الوسطى التي تقاعست عن واجبها في تتبع إنجازات الشركات المنافسة ومستوى تقدمها. وتقديم القيادات الوسطى معلومات مضللة للإدارة العليا عن واقع الشركة الحقيقي. قراءة أخرى تبين أن «نوكيا» غرقت في ثقة كبيرة في النفس حين باعت أكبر عدد من الهواتف في العالم وحين اكتسحت شعبيتها الكرة الأرضية كاملة، ولم يخطر ببالها أن عرشها قد ينهار ودون سابق إنذار. وأياً كانت الأسباب المتعددة والمتقاربة فإن «نوكيا» قد صارت، إلى هذا الوقت، عاجزة تماماً عن منافسة الهواتف الذكية العملاقة اليوم التي تخوض فيما بينها حروبا سياسية واقتصادية هي امتداد للصراع الدولي وأحد تجلياته.
من ضمن القراءات الطريفة، التي تستحق الوقوف بصددها، والتي تفسر عجز «نوكيا» عن العودة السلسة لسوق الهواتف الذكية، أن الشركة لم تستطع أن تحدد هويتها بعد. فهواتفها تعاني من ضعف شديد في البرمجة ومن عدم القدرة على تجديد الشكل الخارجي للهاتف، إلا أنها تطرح بعض هواتفها باعتبارها هواتف عالية التقنية قادرة على منافسة هواتف «آبل» و»سامسونج»!
هذه الازدواجية في تقدير الذات تكشف عن سيكولوجية العملاق المنكسر الذي يكابر في الاعتراف بالهزيمة، مما يفقده القدرة على تحديد الموقع الصحيح لإعادة الانطلاق. قد تكون المعضلة الأكبر التي تعوق الشركة عن استئناف بناء إمبراطوريتها من جديد وعلى النحو الصحيح.
الهزيمة الكبيرة في الحياة لا شك في أنها تخلف شعوراً مريراً بالألم. وتخلق حالة إنكار عقلي بهدف عدم الاستسلام للخيبات. ولكن الخروج من هذا الحال سيكون هو الحل الأسلم للبدء من جديد. فخسارة المال أو أحد الأحبة أو انهيار مؤسسة الزواج أو الفصل من العمل، لا تعني نهاية الحياة. ولكن التخبط في الفشل من موقع الإحساس بالعظمة هو المشهد الحقيقي للفشل المطلق في هذه الحياة.
تحليلات عديدة اجتهدت في تفسير السقوط المدوي والمفاجئ لشركة «نوكيا». بعضها يشير إلى أسلوب الإدارة الذي شابه خلل كبير في القيادات الوسطى التي تقاعست عن واجبها في تتبع إنجازات الشركات المنافسة ومستوى تقدمها. وتقديم القيادات الوسطى معلومات مضللة للإدارة العليا عن واقع الشركة الحقيقي. قراءة أخرى تبين أن «نوكيا» غرقت في ثقة كبيرة في النفس حين باعت أكبر عدد من الهواتف في العالم وحين اكتسحت شعبيتها الكرة الأرضية كاملة، ولم يخطر ببالها أن عرشها قد ينهار ودون سابق إنذار. وأياً كانت الأسباب المتعددة والمتقاربة فإن «نوكيا» قد صارت، إلى هذا الوقت، عاجزة تماماً عن منافسة الهواتف الذكية العملاقة اليوم التي تخوض فيما بينها حروبا سياسية واقتصادية هي امتداد للصراع الدولي وأحد تجلياته.
من ضمن القراءات الطريفة، التي تستحق الوقوف بصددها، والتي تفسر عجز «نوكيا» عن العودة السلسة لسوق الهواتف الذكية، أن الشركة لم تستطع أن تحدد هويتها بعد. فهواتفها تعاني من ضعف شديد في البرمجة ومن عدم القدرة على تجديد الشكل الخارجي للهاتف، إلا أنها تطرح بعض هواتفها باعتبارها هواتف عالية التقنية قادرة على منافسة هواتف «آبل» و»سامسونج»!
هذه الازدواجية في تقدير الذات تكشف عن سيكولوجية العملاق المنكسر الذي يكابر في الاعتراف بالهزيمة، مما يفقده القدرة على تحديد الموقع الصحيح لإعادة الانطلاق. قد تكون المعضلة الأكبر التي تعوق الشركة عن استئناف بناء إمبراطوريتها من جديد وعلى النحو الصحيح.
الهزيمة الكبيرة في الحياة لا شك في أنها تخلف شعوراً مريراً بالألم. وتخلق حالة إنكار عقلي بهدف عدم الاستسلام للخيبات. ولكن الخروج من هذا الحال سيكون هو الحل الأسلم للبدء من جديد. فخسارة المال أو أحد الأحبة أو انهيار مؤسسة الزواج أو الفصل من العمل، لا تعني نهاية الحياة. ولكن التخبط في الفشل من موقع الإحساس بالعظمة هو المشهد الحقيقي للفشل المطلق في هذه الحياة.