مما لا شك فيه أن الحراك الثقافي المستدام لأي بلد يرشدنا لمجموعة من المؤشرات الفاعلة التي تتعلق ببناء المستقبل أكثر من بناء الحاضر. فنهضة أي بلد كان، هو فيما يمكن أن يمهّده لدخول المستقبل فضلاً عن دخول العصر، ومن هنا كانت الثقافة باعتبارها من المنطلقات الحضارية البارزة تعتبر من أبرز المؤشرات لنجاح الدولة الحديثة وديمومتها.

في العقد الأخير، قدمت البحرين -عبر هيئة الثقافة- نفسها باعتبارها مركزاً مهماً للآثار والثقافة، حتى أنها نجحت أيُّما نجاح في حصد الألقاب والجوائز وتبوء مكانة عالمية في مجالات ثقافية عديدة، وضعت اسمها على خارطة الثقافة الكونية من خلال ما تملكه من آثار ومن فعاليات ثقافية كبرى، ناهيك عن حصولها على جوائز عالمية من عدة جهات مختصة بالآثار والثقافة، والاعتراف بما قدمته عبر منجزات هيئة البحرين للثقافة والآثار لأن تكون البحرين من الدول التي اعتُمِدَتْ آثارها لتكون من أبرز ما تمت جدولته على خارطة الآثار العالمية.

لنؤكد للجميع سلامة هذا الادعاء الجميل، هو حصول رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة نهاية شهر سبتمبر 2019 على جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة السادسة عشرة «2018-2019» من جوائز مؤسسة سلطان بن علي العويس في دبي.

ولثبوت أهمية هذه الجائزة والإنجاز، بعثت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله برقية تهنئة لمعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أعربت فيها عن تقديرها واعتزازها بفوز معاليها بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لمؤسسة سلطان بن علي العويس، في دورتها السادسة عشرة. مبدية سموها سعادتها بهذا التكريم الذي يأتي تقديراً لإسهامات الشيخة مي المؤثرة واللافتة في خدمة الثقافة الوطنية التي تحافظ على نبضها ونشاطها لتكون مرآة عاكسة لإرثنا وثرائنا الفكري والمعرفي والثقافي، كأحد أهم سمات البحرين الحضارية، وكما اعتدنا على مر التاريخ.

نعم، كما باركنا للبحرين فوزها اعتماد الكثير من آثارها وتراثها بشكل رسمي من طرف «اليونسكو» وغيرها من المنظمات الدولية والعربية، يحق لنا أن نفتخر بحصول معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على جائزة سلطان العويس، لتنضم هذه الجائزة للقائمة الطويلة من الجوائز الشخصية التي نالتها هذه المرأة الرائعة عبر جهود مضنية وكبيرة من العمل والجهد والإخلاص في سبيل إبقاء وطننا في المعالي، فحصلت على الجائزة التي تستحقها كما حصل وطني من قبل على كل الجوائز التي يستحقها.