ما يحصل في العراق من تظاهرات شعبية واحتجاجات أعتبرها منطقية ومتوقعة، فهي نتيجة طبيعية ستحصل عاجلاً أو آجلاً، لأسباب ومسببات كثيرة، ومنها تفشي البطالة بين الشعب العراقي، وتردي الأوضاع المعيشية لهم، واستشراء الفساد، مما أوصل الشعب العراقي إلى وضع لم يطيقوا السكوت عنه، فانفجروا في وجه حكومتهم التي تحكم بأمر الولي الفقيه في إيران، وهذا مربط الفرس.
فالعراقيون بكل انتماءاتهم وطوائفهم أعلنوا من خلال هذه التظاهرات الحاشدة وبكل صراحة رفضهم سيطرة نظام الولي الفقيه الإيراني على بلادهم، وتحكم طهران الواضح في شؤون العراق العربي، ولم يرضَ عن هذا الوضع إلا من له مصلحة فيه، وهم تلك الفئة الموالية لإيران التي تغدق عليهم إما مناصب قيادية أو أموالاً طائلة هي في الأصل ملك لأهل العراق جميعاً، وليس لفئة معينة، ومع استمرار هذا الظلم كانت النتيجة الحتمية ألا وهي انفجار الشعب العراقي في وجه حكومته، وحرق الشعب لعلم واحد فقط دون سواه وهو العلم الإيراني، أمام مرأى العالم كله، رغم المحاولات الفاشلة في عزل العراق في هذه الفترة عن العالم من خلال قطع الإنترنت عن البلاد.
التعامل مع الاحتجاجات العراقية جاء على هوى إيران ونظامها، من حيث محاولة إخماد تلك الاحتجاجات الشعبية، بواسطة الحكومة العراقية، وقوات الأمن والعسكر التي منها «الحشد الشعبي» التابع أصلاً لإيران، والحاكم بأمر الولي الفقيه المؤسس لها، ولن ينخدع الشعب بأن هذه القوات انصهرت وذابت في القوات العراقية والتحقت فيها، فهذا كلام غير صحيح، حيث لاتزال جماعة «سرايا» الخراساني وهادي العامري «قائد كتائب الحشد الشعبي» موجودة بقوة في الساحة العراقية، إلى جانب بعض الأحزاب السياسية الموالية تماماً لإيران، والتي لا تخرج عن طوع أسيادهم في طهران.
لقد حاول الإعلام الإيراني وتوابعه من بعض وسائل الإعلام العراقية واللبنانية وطبعاً قناة «الجزيرة» القطرية، أن ينأوا بإيران عن تلك الاحتجاجات الشعبية، فسعى ذلك الإعلام المضلل إلى النيل من هذه الاحتجاجات، ووصفوها بغير اسمها وصفاتها الحقيقية، فأحياناً يصفها بالتظاهرات غير الشرعية، وأحياناً يتهمونها بوجود «مندسين» يعملون لصالح أجندات خارجية، أو «أيادٍ خبيثة» تحاول النيل من الحكومة العراقية، وغيرها من تلك الصفات والتهم التي يحاول الإعلام الإيراني وتوابعه ترويجها، ونقل وصف معاكس لما يحدث في العراق، خاصة مساعيهم في ربط التظاهرات بـ«جهات خارجية»، من أجل تفريغ التظاهرات من مضمونها الحقيقي التي اندلعت من أجله، وبالتالي منح قوات الأمن العراقية مزيداً من الشرعية، والصلاحيات لأجل إخماد هذه الاحتجاجات الشعبية لأنها تخدم كما يدعون «أطرافاً خارجية»،، لذلك لن نستغرب إذا ارتفع عدد الضحايا من المحتجين إلى عشرات القتلى ومئات الجرحى خلال الأيام الأولى من التظاهرات.
إن نظام الولي الفقيه هو المتسبب الأول في إشعال هذه التظاهرات الشعبية العراقية، وبسببها ثار الشعب وانتفض، فلم يعد يتحمل المزيد من المعاناة والمآسي كالفقر والبطالة والتشريد والتشتت في العالم، وهذه الحكومة التي يجرى فيها الفساد مجرى الدم، فلا هي استطاعت استرداد مئات المليارات من الدولارات المهربة خارج العراق التي قدرها مجلس النواب العراقي بأكثر من 190 مليار دولار، ولا هي فلحت في تنفيذ مشاريع متعلقة بالخدمات، والتي كان مصيرها التعثر وعدم تنفيذها بسبب الفساد الكبير الذي طال العراق منذ عام 2004، وبحسب تصريحات لعادل عبدالمهدي رئيس الحكومة العراقية فإن عدد تلك المشاريع المتعثرة تجاوز 9 آلاف مشروع، بقيمة تقدر بـ300 مليار دولار، ومنها مشروعات وهمية أصلاً.
إن الشعب العراقي لن يرضى بالمزيد من هذا الذل والتعاسة والخنوع، في هذا الزمن الصعب الذي يعيشه، وسيواصل ثورته وانتفاضته في وجه حكومته التي نأمل استجابتها لمطالب الشعب، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن يعود العراق إلى أصله ومحيطه العربي، وألا يسمح بالتواجد الإيراني الذي لم يتسبب إلا في معاناة مستمرة ومتصاعدة للشعب العراقي الأبي.
{{ article.visit_count }}
فالعراقيون بكل انتماءاتهم وطوائفهم أعلنوا من خلال هذه التظاهرات الحاشدة وبكل صراحة رفضهم سيطرة نظام الولي الفقيه الإيراني على بلادهم، وتحكم طهران الواضح في شؤون العراق العربي، ولم يرضَ عن هذا الوضع إلا من له مصلحة فيه، وهم تلك الفئة الموالية لإيران التي تغدق عليهم إما مناصب قيادية أو أموالاً طائلة هي في الأصل ملك لأهل العراق جميعاً، وليس لفئة معينة، ومع استمرار هذا الظلم كانت النتيجة الحتمية ألا وهي انفجار الشعب العراقي في وجه حكومته، وحرق الشعب لعلم واحد فقط دون سواه وهو العلم الإيراني، أمام مرأى العالم كله، رغم المحاولات الفاشلة في عزل العراق في هذه الفترة عن العالم من خلال قطع الإنترنت عن البلاد.
التعامل مع الاحتجاجات العراقية جاء على هوى إيران ونظامها، من حيث محاولة إخماد تلك الاحتجاجات الشعبية، بواسطة الحكومة العراقية، وقوات الأمن والعسكر التي منها «الحشد الشعبي» التابع أصلاً لإيران، والحاكم بأمر الولي الفقيه المؤسس لها، ولن ينخدع الشعب بأن هذه القوات انصهرت وذابت في القوات العراقية والتحقت فيها، فهذا كلام غير صحيح، حيث لاتزال جماعة «سرايا» الخراساني وهادي العامري «قائد كتائب الحشد الشعبي» موجودة بقوة في الساحة العراقية، إلى جانب بعض الأحزاب السياسية الموالية تماماً لإيران، والتي لا تخرج عن طوع أسيادهم في طهران.
لقد حاول الإعلام الإيراني وتوابعه من بعض وسائل الإعلام العراقية واللبنانية وطبعاً قناة «الجزيرة» القطرية، أن ينأوا بإيران عن تلك الاحتجاجات الشعبية، فسعى ذلك الإعلام المضلل إلى النيل من هذه الاحتجاجات، ووصفوها بغير اسمها وصفاتها الحقيقية، فأحياناً يصفها بالتظاهرات غير الشرعية، وأحياناً يتهمونها بوجود «مندسين» يعملون لصالح أجندات خارجية، أو «أيادٍ خبيثة» تحاول النيل من الحكومة العراقية، وغيرها من تلك الصفات والتهم التي يحاول الإعلام الإيراني وتوابعه ترويجها، ونقل وصف معاكس لما يحدث في العراق، خاصة مساعيهم في ربط التظاهرات بـ«جهات خارجية»، من أجل تفريغ التظاهرات من مضمونها الحقيقي التي اندلعت من أجله، وبالتالي منح قوات الأمن العراقية مزيداً من الشرعية، والصلاحيات لأجل إخماد هذه الاحتجاجات الشعبية لأنها تخدم كما يدعون «أطرافاً خارجية»،، لذلك لن نستغرب إذا ارتفع عدد الضحايا من المحتجين إلى عشرات القتلى ومئات الجرحى خلال الأيام الأولى من التظاهرات.
إن نظام الولي الفقيه هو المتسبب الأول في إشعال هذه التظاهرات الشعبية العراقية، وبسببها ثار الشعب وانتفض، فلم يعد يتحمل المزيد من المعاناة والمآسي كالفقر والبطالة والتشريد والتشتت في العالم، وهذه الحكومة التي يجرى فيها الفساد مجرى الدم، فلا هي استطاعت استرداد مئات المليارات من الدولارات المهربة خارج العراق التي قدرها مجلس النواب العراقي بأكثر من 190 مليار دولار، ولا هي فلحت في تنفيذ مشاريع متعلقة بالخدمات، والتي كان مصيرها التعثر وعدم تنفيذها بسبب الفساد الكبير الذي طال العراق منذ عام 2004، وبحسب تصريحات لعادل عبدالمهدي رئيس الحكومة العراقية فإن عدد تلك المشاريع المتعثرة تجاوز 9 آلاف مشروع، بقيمة تقدر بـ300 مليار دولار، ومنها مشروعات وهمية أصلاً.
إن الشعب العراقي لن يرضى بالمزيد من هذا الذل والتعاسة والخنوع، في هذا الزمن الصعب الذي يعيشه، وسيواصل ثورته وانتفاضته في وجه حكومته التي نأمل استجابتها لمطالب الشعب، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن يعود العراق إلى أصله ومحيطه العربي، وألا يسمح بالتواجد الإيراني الذي لم يتسبب إلا في معاناة مستمرة ومتصاعدة للشعب العراقي الأبي.