برحيل أستاذنا ومعلمنا عميد الصحافة البحرينية المغفور له بإذن الله تعالى علي سيار «أبو وائل»، تكون البحرين قد فقدت رائداً من رواد نهضتها الإعلامية والثقافية ممن أثروا الإعلام العربي والخليجي والمحلي بأطروحاتهم المهنية التي تحولت فيما بعدإلى مدرسة من مدارس الصحافة التي تخرج منها العديد من كتابنا المعاصرين.شخصياً كنت سعيد الحظ بانطلاق مشواري الصحافي في مطلع عام 1970، حيث أسندت إلي مهمة الإشراف على تحرير الصفحات الرياضية الأسبوعية من صحيفة «صدى الأسبوع» التي أسسها وترأس تحريرها عميد الصحافة البحرينية الأستاذ علي سيار والذي كان شديد الحرص على مراجعة كل ما يكتب في الصحيفة، بما في ذلك ما يخص الشأن الرياضي وكان دقيقاً في إبداء ملاحظاته، وهو ما شكل لي دروساً مستفادة في فن الكتابة المهنية والنقد الجريء البناء.هذا النهج الصحافي المهني جعلت منه خطاً لباقي مشواري في بلاط صاحبة الجلالة، وأدعو الله أن يمكنني من الاستمرار في هذا النهج «السياري» حتى وإن كنا نعيش زمن التلميع والتطبيل والتزمير والعياذ بالله! الأستاذ علي سيار يمثل لي وللعديد من جيل السبعينات مثالاً وقدوة للمواطن البحريني الوفي الحريص على وطنه وأمته العربية والساعي دوماً للاهتمام بشؤون وشجون المواطن البحريني البسيط والدفاع المستميت عن حقوقه، من خلال المقالات التي كان يطالعنا بها في أعمدته الأسبوعية والتي تميزت بالجرأة المطلقة وكان لها صدى واسعاً في المجتمع البحريني آنذاك.ليس هذا فحسب، بل إن هذا النهج «السياري» أصبح سمة مميزة لكل الكتاب الذين بدؤوا مسيرتهم الصحافية من بوابة «صدى الأسبوع» ومنهم من لايزال محتفظاً بملامح المدرسة «السيارية» حتى الآن.الآن وقد اختار القدر أستاذنا ومعلمنا وملهمنا المرحوم علي سيار، فإننا نأمل من وزارة شؤون الإعلام تخصيص جائزة صحافية أو إعلامية تحمل اسم عميد الصحافة البحرينية لتخلد ذكراه العطرة كواحد من رجالات البحرين الأوفياء.. رحمك الله يا «أبا وائل» وجعل مثواك الجنة وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.