للكثيرين ممن يتفاعلون ويتواصلون معي دائماً حينما أكتب في هذه الزاوية عن الهموم والقضايا الإدارية، دعوني أحدثكم عن هذا «الهوس» بفن الإدارة والذي بات يمثل لي قضية أولى في كل أمر حياتي أو مهني، بل باتت العدالة الإدارية وتحقيقها تمثل لي «هدفاً» أسعى لبلوغه، واثقاً من أن الدولة وكبار قيادييها يعتبرونها مسؤولية وأمانة وطنية لابد من الالتزام بها.
لم أدرس علم الإدارة كتخصص، وهذا أمر طبيعي جداً، لأنه من واقع تجربة ميدانية، هناك أمور لا تحتاج لتعلمها في الكتب، أو عبر قراءة النظريات والأدبيات أو حفظها، بل الواقع المعاش هو خير مدرسة وأفضل معلم، واكتساب الخبرة لا يكون بالقراءة أو «حفظ» نظريات وأقوال من الكتب، بل الخبرة ترتبط بالاحتكاك والواقع الذي تواجهه كل يوم، وأبلغ الدروس التي تبقى معك ولا تنساها، هي الدروس التي عانيت منها، سواء أكانت من خلال الفشل، أو التعرض لمطبات ومعيقات منها يفترض أن تتعلم من أخطائك.
نعم، دخلت عديداً من دورات علم الإدارة، والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، والإعلام والدبلوماسية طبعاً، لكن يظل التعامل مع البشر عالماً آخر، له أبعاده وقوانينه وحتى خباياه، لذلك كان علم الإدارة أحد الفنون الإنسانية التي تعتبر أساساً للتقويم أو البناء أو التطوير الذي تنشده المجتمعات، شريطة أن تكون الإدارة قويمة وصالحة، لأن العكس قاتل ومدمر، إذ مثلما هناك نموذج مثالي، هناك آخر سيء جداً.
السؤال هنا، ما الذي يجعلك تنغمس وتبحر في مجال لم تتخصص فيه منذ بداياتك في التحصيل العلمي، ولم يكن لديك اهتمام به أصلاً؟! والإجابة سهلة جداً وتتمثل بردة الفعل. فمثلاً غالباً من تعرض للظلم سيجعل الظلم عدوه الأول، وستكون العدالة وإنصاف الآخرين ضالته. من يكره الكذب، ستجده يأخذ موقفاً مناهضاً للكذابين، وقيسوها على كثير من السلوكيات كالسرقة والفساد والخداع، طبعاً هناك نسبة شاذة تكون ردات فعلها مرتبطة بحالة مرضية نفسية، فقد يقع عليه ظلم ما، لكنه في المقابل يسعى لإيقاعه على الآخرين في لذة سادية تحقق له رغبة الانتقام، لكنها لا توجه لمن ظلمه، بل ربما لأبرياء لا ذنب لهم.
نعم، أكتب عن الإدارة الصالحة، لأنني رأيت صنوفاً من الظلم والفساد الإداري يقع أمام عيني، وبعضه مررت به شخصياً، ووصلتني قصص من الناس لا يجب تجاهلها، ولا يجب أن تمر دون أو يأخذ النظام حقهم ويفرض العدالة الإدارية.
ببساطة شديدة، فن الإدارة، والقيادة القويمة، لا يتحققان بالتنظير وترديد النظريات الإدارية مثل الببغاوات، لا يكون عبر اقتناء كل كتاب إداري ينزل ووضعه على رفوف أكبر مكتبة كتب سواء في العمل أو المنزل، لا يكون عبر ارتداء لباس الملائكة لتخفي تحتها شياطين بشرية تظلم وتكذب وتسرق وتنهب، وتخالف كل الأفعال القويمة، فن الإدارة يكون بعكس كل ذلك، وبت أؤمن بأنه في زمننا هذا بات «تمسكاً بالأخلاقيات» والتزاماً بتحقيق العدالة تجاه الناس، والنأي بالنفس عن الفساد، أكثر من كونه قواعد عملية لتنظيم العمل، فنحن في النهاية نتعامل مع بشر وليس آلات.
أحدهم قال لي يوماً: إن كنت تريد أن تصبح إدارياً ناجحاً فعليك بقراءة كتب الإدارة، وعليك اقتناؤها. لكنه لم يذكر لي بأنه واجب علي تطبيق «مثالياتها» و»فضائلها» بشكل حرفي! سألته: هل لديك نسخة من القرآن؟! فأجاب بسرعة: طبعاً. فقلت له: واضح أنك تضعه للزينة فقط، فأنت تكذب وتظلم وتسرق وتخدع الناس، فأين التطبيق لأدبياته الرفيعة في الإدارة؟!
الخلاصة: لا تنخدعوا بالمظاهر، خاصة من لا يطبقون ما ينظرون به عليكم، وتذكروا نحن في زمن أصبح النفاق فيه «فناً إدارياً»!
لم أدرس علم الإدارة كتخصص، وهذا أمر طبيعي جداً، لأنه من واقع تجربة ميدانية، هناك أمور لا تحتاج لتعلمها في الكتب، أو عبر قراءة النظريات والأدبيات أو حفظها، بل الواقع المعاش هو خير مدرسة وأفضل معلم، واكتساب الخبرة لا يكون بالقراءة أو «حفظ» نظريات وأقوال من الكتب، بل الخبرة ترتبط بالاحتكاك والواقع الذي تواجهه كل يوم، وأبلغ الدروس التي تبقى معك ولا تنساها، هي الدروس التي عانيت منها، سواء أكانت من خلال الفشل، أو التعرض لمطبات ومعيقات منها يفترض أن تتعلم من أخطائك.
نعم، دخلت عديداً من دورات علم الإدارة، والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، والإعلام والدبلوماسية طبعاً، لكن يظل التعامل مع البشر عالماً آخر، له أبعاده وقوانينه وحتى خباياه، لذلك كان علم الإدارة أحد الفنون الإنسانية التي تعتبر أساساً للتقويم أو البناء أو التطوير الذي تنشده المجتمعات، شريطة أن تكون الإدارة قويمة وصالحة، لأن العكس قاتل ومدمر، إذ مثلما هناك نموذج مثالي، هناك آخر سيء جداً.
السؤال هنا، ما الذي يجعلك تنغمس وتبحر في مجال لم تتخصص فيه منذ بداياتك في التحصيل العلمي، ولم يكن لديك اهتمام به أصلاً؟! والإجابة سهلة جداً وتتمثل بردة الفعل. فمثلاً غالباً من تعرض للظلم سيجعل الظلم عدوه الأول، وستكون العدالة وإنصاف الآخرين ضالته. من يكره الكذب، ستجده يأخذ موقفاً مناهضاً للكذابين، وقيسوها على كثير من السلوكيات كالسرقة والفساد والخداع، طبعاً هناك نسبة شاذة تكون ردات فعلها مرتبطة بحالة مرضية نفسية، فقد يقع عليه ظلم ما، لكنه في المقابل يسعى لإيقاعه على الآخرين في لذة سادية تحقق له رغبة الانتقام، لكنها لا توجه لمن ظلمه، بل ربما لأبرياء لا ذنب لهم.
نعم، أكتب عن الإدارة الصالحة، لأنني رأيت صنوفاً من الظلم والفساد الإداري يقع أمام عيني، وبعضه مررت به شخصياً، ووصلتني قصص من الناس لا يجب تجاهلها، ولا يجب أن تمر دون أو يأخذ النظام حقهم ويفرض العدالة الإدارية.
ببساطة شديدة، فن الإدارة، والقيادة القويمة، لا يتحققان بالتنظير وترديد النظريات الإدارية مثل الببغاوات، لا يكون عبر اقتناء كل كتاب إداري ينزل ووضعه على رفوف أكبر مكتبة كتب سواء في العمل أو المنزل، لا يكون عبر ارتداء لباس الملائكة لتخفي تحتها شياطين بشرية تظلم وتكذب وتسرق وتنهب، وتخالف كل الأفعال القويمة، فن الإدارة يكون بعكس كل ذلك، وبت أؤمن بأنه في زمننا هذا بات «تمسكاً بالأخلاقيات» والتزاماً بتحقيق العدالة تجاه الناس، والنأي بالنفس عن الفساد، أكثر من كونه قواعد عملية لتنظيم العمل، فنحن في النهاية نتعامل مع بشر وليس آلات.
أحدهم قال لي يوماً: إن كنت تريد أن تصبح إدارياً ناجحاً فعليك بقراءة كتب الإدارة، وعليك اقتناؤها. لكنه لم يذكر لي بأنه واجب علي تطبيق «مثالياتها» و»فضائلها» بشكل حرفي! سألته: هل لديك نسخة من القرآن؟! فأجاب بسرعة: طبعاً. فقلت له: واضح أنك تضعه للزينة فقط، فأنت تكذب وتظلم وتسرق وتخدع الناس، فأين التطبيق لأدبياته الرفيعة في الإدارة؟!
الخلاصة: لا تنخدعوا بالمظاهر، خاصة من لا يطبقون ما ينظرون به عليكم، وتذكروا نحن في زمن أصبح النفاق فيه «فناً إدارياً»!