ما الذي حصل في العراق؟ هل الانتفاضة الشعبية في العراق لها علاقة بفوضى الربيع العربي المدمر واستكمالاً للسيناريو الجاري أمام محاولات إعادة الفتنة في مصر مؤخراً على سبيل المثال؟
هناك من لديه موقف رافض بشأن الثورة الشعبية الحاصلة في العراق حالياً بدعوى أنها ستتسبب بالمزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة التي الجميع في غنى عنها، كما قد تكون لها انعكاساتها على أمن واستقرار الدول القريبة من العراق بالأخص دول الخليج العربي، إضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة أمام التدخل الإيراني في العراق وهيمنة الميليشيات الإيرانية على القرار السياسي، مما قد يتسبب بتكرار سيناريو الجرائم الدموية الطائفية في سوريا واستهداف أهل السنة تحديداً ودخول الخلايا الإرهابية إلى العراق، وهناك من لديه رأي مختلف من نوع أن الثورة الحالية بالأصل يقودها شيعة العراق العرب فقط وهم من تسببوا بذلك عندما سمحوا لأتباع إيران بدخول أرضهم وشجعوهم على إبادة بعض مكونات المجتمع العراقي، فليتحملوا اليوم ويحصدوا نتيجة ما فعلوه!
كما هناك من يقول: نستغرب الازدواجية الحاصلة في معارضة الثورات الشعبية التي حصلت في البحرين ومصر مثلاً ودعم الثورة الشعبية في العراق!
وجميعها وجهات نظر تحمل شيئاً من المنطقية والواقعية فيما لو كانت الثورة الشعبية العراقية مشابهة لما كان يتم خلف كواليس الثورات في البحرين ومصر التي هي بالأصل ليست شعبية بحتة ومستقلة جاءت من الشعب نفسه وإرادته في أحداث التغيير دون أي تدخلات خارجية، إنما إرهابية مسيسة وموجهة وجرى تدبير وترتيب السيناريو لها من سنين طويلة بالتدريب في معسكرات خارجية والتمويل والتآمر مع جهات معادية، فهي ثورات تختبئ وراءها أجندةٌ ومشاريع هدامة لاستقرار هذه الدول «البحرين ومصر»، لأجل ضرب استقرار دول المنطقة، «استهداف البحرين أمنياً وقلب نظام حكمها بوابة التغلغل الإرهابي إلى دول الخليج العربي، واستهداف مصر وقلب نظام حكمها مفتاح ضرب أمن دول المغرب العربي، إلى جانب الانعكاسات الأمنية على الدول العربية والخليجية كونها العمق الاستراتيجي، كما أن من كان يمول ويدعم عناصر الخلايا الإرهابية التي قادت هذه الثورات وتآمرت لأجل ضرب الأمن والاقتصاد، تنظيم الحمدين في قطر ونظام طهران الجائر، وهما من أكثر الأنظمة المعادية لشرعية وعروبة دول المنطقة».
ولا ننسى مسلسل التمويل والدعم، إذ كان يتم عن طريق تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى مملكة البحرين، وتدريب العناصر الإرهابية على حمل السلاح والتفجير وصناعة القنابل في معسكرات تدريبية تتبع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق «ركزوا هنا» وحزب الله اللبناني والحرس الثوري في إيران، «هل رأيتم ثورة شعبية في العالم هذا كله بالأصل يقوم المتظاهرون فيها بطلب قلب نظام الحكم وإعلان تحويله إلى جمهورية بحرينية تتبع النظام الإيراني مثلما حصل في البحرين 2011، حينما تم إعلان ذلك على دوار العار والخزي؟ وهل رأيتم ثورة شعبية تقوم على أساس حزبي متطرف بحيث يتم ملء كافة المناصب القيادية في الدولة بعد إسقاط نظامها بحزب إسلامي متطرف يود إلغاء بقية المكونات المجتمعية ويتآمر على قتل الشعب المصري العربي وزعزعة الأمن ونهب ثروات مصر وإضعاف الجيش المصري الذي يعد من أقوى الجيوش العربية، كما حصل في الربيع العربي المدمر في مصر 2011؟».
المختلف في الثورة الشعبية العراقية أنها عكس أهداف الثورات الشعبية التي قامت والتي هي بالأصل لم تكن شعبية إنما إرهابية تقودها توجهات وأحزاب متطرفة معينة في كل من البحرين ومصر، هي العكس تماماً لأن الثورة الشعبية في البحرين كانت تود قلب نظام الحكم وجعله تابعاً للنظام الإيراني واختطاف هوية البحرين الخليجية والعربية، فيما في العراق يحصل اليوم العكس تماماً، الشعب ثائر على عدم وجود سيادة وشرعية للعراق واختطاف هويته العربية من قبل النظام الإيراني وسلب خيرات ونفط العراق مقابل تجويع الشعب العراقي، ويطالب بإنهاء مسلسل تبعية العراق لإيران!
بالأصل هذه سابقة أن تقوم دولة أجنبية بالتدخل في دولة أخرى أمام مرأى العالم أجمع وتتجاوز مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة بل وتعمل ليل نهار على نهب نفطها وخيراتها مقابل جعل شعبها في معاناة معيشية وصلت إلى ازدياد عدد المتشردين فيها، ووضع المواطن العراقي لم يعد يملك حتى مسكناً يؤويه ولا قوت يومه الذي يفتش عنه بين أكوام القمامة التي يرميها له أتباع ملالي إيران، بل بعض المناطق العراقية تحولت إلى ساحات من أكوام القمامة بسبب إهمال خدمات النظافة فيها، إلى جانب الحرمان من خدمات الكهرباء والماء!
ثار الشعب العراقي بجميع مكوناته المستقلة عن الأحزاب السياسية والمتطرفة في العراق، وإن كان من يتصدر واجهة الثورة ويقودها شيعة العراق العرب، كما حصل لدينا في مملكة البحرين، ثورة يقودها اتجاه مذهبي متطرف واحد يتبنى منهجية الإبادة وممارسة التطهير العرقي الطائفي!
شعب العراق الثائر شعب أعزل بلا تمويل وبلا متفجرات وبلا أسلحة، ولم يهاجم رجال الأمن ولم يقم بحرقهم أو دهسهم أو قتلهم، بل العكس تماماً، ما حصل لهم حيث قامت الميليشيات الإيرانية في مشاهد تتشابه مع ما حصل لدينا في مملكة البحرين بدهس المتظاهرين العراقيين بمدرعات الشرطة التي اختطفوها من أبناء العراق من رجال الأمن الرافضين لإطلاق النار والتعامل الأمني العنيف معهم «معلومة هامة العراقي الأصيل مهما كان مذهبه وانتماؤه الحزبي، يرفض إطلاق الرصاص على أخيه العراقي العربي»، قاموا بدهس المتظاهرين العرب الثائرين على نهب خيرات العراق لصالح النظام الإيراني، «يبدو أن أتباع الإرهاب الإيراني يفضلون دائماً دهس الأبرياء والعرب كعقدة حقد دفينة فيهم».
ما حدث في العراق بالأصل كان متوقعاً، فالوضع المعيشي الذي وصل إلى آخر مراحل السوء والتردي، كان ينذر بأن الانفجار الشعبي في العراق سيكون في أي لحظة، والشرارة جاءت بسبب سوء الأوضاع المعيشية وتضخم الفساد من قبل ملالي إيران الذين تم ملء المناصب القيادية في العراق بهم، واستبعاد العساكر العرب الستة في الجيش العراقي الرافضين لتنفيذ الإملاءات والأوامر الطائفية والإرهابية لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفق مخطط يبدو أنه جديد ويواكب مخطط التغيير الديموغرافي في سوريا، في تصفية ما تبقى من العراقيين العرب من أهل السنة تحديداً في عدد من مناطق العراق، بدعوى وجود خلايا إرهابية وقيام هؤلاء العساكر بقيادة جهود بتخليص تلك المناطق من الخلايا الإرهابية «القاعدة وداعش اللتين هما بالأصل خلايا إرهابية إيرانية الصناعة والتمويل»، فالشعب العراقي مختلط في مذاهبه وطوائفه، وعادة ما يكون العراقي الشيعي من أم شيعية وأب سني أو العكس، ومن الصعوبة قيام العراقي العربي بتصفية إخوانه وأهله أو السماح والقبول بذلك، حتى وإن كانت مذاهبهم مختلفة عن مذهبه، وهو ما دفع قاسم سليماني إلى استبدال هؤلاء بعراقيين متطرفين يحملون أصولاً ودماء إيرانية متطرفة ويعتبرون من ذيول نظام طهران، فحملات التطهير العرقي التي كانت تتم في بعض المناطق العراقية كان يقتل فيها الأبرياء بجريرة أنهم يتبعون جماعات داعش والقاعدة أو بمبررات أنهم قتلوا خلال المواجهات العسكرية مع داعش والقاعدة.
كما أن تزايد شعبية هؤلاء العساكر أمام الشارع العراقي في الدفاع، ومساندة أهل سنة العراق تحديداً، جعلهم قدوة أمام الشباب في الشارع الشيعي العراقي بأهمية التلاحم والتعاون مع بقية مكونات المجتمع العراقي، وهو ما يضر بالطبع بالمشروع الإيراني في العراق الذي يقوم على الحروب الطائفية والعنصرية والنزاع وتحديداً بين السنة والشيعة، وهذا هو السبب الحقيقي للتصادم الحاصل حالياً بين هؤلاء العساكر العراقيين العرب الستة وبين أتباع قاسم سليماني.
أما القاضية فقد كانت اكتشاف بعض شيعة العراق العرب أنهم خدعوا عندما تم منحهم بوعود ومناصب قيادية، فيما الحقيقة التي حصلت أن الذيول التابعة لنظام إيران قد امتلأت جيوبها وحساباتها البنكية بأموال نفط وخيرات العراق، إلى جانب فاجعتهم بالممارسات العنصرية المقيتة من العراقيين من أصول إيرانية الذين يتصدرون مشهد قيادة العراق ويسعون لاستبدال هوية الشعب العراقي العرب، خصوصاً العراقيين من قبائل وعشائر العراق، واكتشافهم هناك مخططاً إيرانياً جديداً في قيادة حملة تطهير عرقية لهم يقوم على التغيير الديموغرافي واستبدال هوية الشعب العراقي العربي بالعراقيين الإيرانيين استكمالاً لمشروع المد الصفوي في المنطقة.
لذا؛ من يقول إن الثورة الشعبية في العراق قد تمكن الجماعات الإرهابية من الدخول إلى العراق، نقول لهم بالأصل هذه معاناة العراق التي تحولت إلى أرض ممتلئة بهم، وشعب العراق اليوم ثائر ويطالب بطرد الإيرانيين الإرهابيين من أرضه وإغلاق المعسكرات الإيرانية التي أنشئت على أرض العراق ويقودها هؤلاء، وأمام من يقول إن الثورة العراقية لا يجب دعمها من قبل العرب، نقول لهم عندما سقط نظام العراق كان أكبر مطب وقع فيه العرب عدم نجدة العراق، مما تسبب بدخول الإيرانيين إلى العراق واختطاف هويته العربية وتحويل جزء من أراضي العراق لمعسكرات تدريبية إرهابية تستهدف دول المنطقة، واليوم إن استمر مسلسل عدم نجدة العراق والسماح باختطاف ما تبقى من هوية شعبها العربي واستبداله بالفرس المتطرفين من نوع العراقيين من أصول إيرانية فسيأتي يوم نصبح فيه على تحول شعوب العراق وسوريا العربية بالكامل إلى شعوب إيرانية متطرفة من نوع عربي متطرف من أصول إيرانية أو إيراني بالكامل وبنسبة مائة بالمائة، وسيكون الندم فيه مضاعفاً!
هناك من لديه موقف رافض بشأن الثورة الشعبية الحاصلة في العراق حالياً بدعوى أنها ستتسبب بالمزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة التي الجميع في غنى عنها، كما قد تكون لها انعكاساتها على أمن واستقرار الدول القريبة من العراق بالأخص دول الخليج العربي، إضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة أمام التدخل الإيراني في العراق وهيمنة الميليشيات الإيرانية على القرار السياسي، مما قد يتسبب بتكرار سيناريو الجرائم الدموية الطائفية في سوريا واستهداف أهل السنة تحديداً ودخول الخلايا الإرهابية إلى العراق، وهناك من لديه رأي مختلف من نوع أن الثورة الحالية بالأصل يقودها شيعة العراق العرب فقط وهم من تسببوا بذلك عندما سمحوا لأتباع إيران بدخول أرضهم وشجعوهم على إبادة بعض مكونات المجتمع العراقي، فليتحملوا اليوم ويحصدوا نتيجة ما فعلوه!
كما هناك من يقول: نستغرب الازدواجية الحاصلة في معارضة الثورات الشعبية التي حصلت في البحرين ومصر مثلاً ودعم الثورة الشعبية في العراق!
وجميعها وجهات نظر تحمل شيئاً من المنطقية والواقعية فيما لو كانت الثورة الشعبية العراقية مشابهة لما كان يتم خلف كواليس الثورات في البحرين ومصر التي هي بالأصل ليست شعبية بحتة ومستقلة جاءت من الشعب نفسه وإرادته في أحداث التغيير دون أي تدخلات خارجية، إنما إرهابية مسيسة وموجهة وجرى تدبير وترتيب السيناريو لها من سنين طويلة بالتدريب في معسكرات خارجية والتمويل والتآمر مع جهات معادية، فهي ثورات تختبئ وراءها أجندةٌ ومشاريع هدامة لاستقرار هذه الدول «البحرين ومصر»، لأجل ضرب استقرار دول المنطقة، «استهداف البحرين أمنياً وقلب نظام حكمها بوابة التغلغل الإرهابي إلى دول الخليج العربي، واستهداف مصر وقلب نظام حكمها مفتاح ضرب أمن دول المغرب العربي، إلى جانب الانعكاسات الأمنية على الدول العربية والخليجية كونها العمق الاستراتيجي، كما أن من كان يمول ويدعم عناصر الخلايا الإرهابية التي قادت هذه الثورات وتآمرت لأجل ضرب الأمن والاقتصاد، تنظيم الحمدين في قطر ونظام طهران الجائر، وهما من أكثر الأنظمة المعادية لشرعية وعروبة دول المنطقة».
ولا ننسى مسلسل التمويل والدعم، إذ كان يتم عن طريق تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى مملكة البحرين، وتدريب العناصر الإرهابية على حمل السلاح والتفجير وصناعة القنابل في معسكرات تدريبية تتبع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق «ركزوا هنا» وحزب الله اللبناني والحرس الثوري في إيران، «هل رأيتم ثورة شعبية في العالم هذا كله بالأصل يقوم المتظاهرون فيها بطلب قلب نظام الحكم وإعلان تحويله إلى جمهورية بحرينية تتبع النظام الإيراني مثلما حصل في البحرين 2011، حينما تم إعلان ذلك على دوار العار والخزي؟ وهل رأيتم ثورة شعبية تقوم على أساس حزبي متطرف بحيث يتم ملء كافة المناصب القيادية في الدولة بعد إسقاط نظامها بحزب إسلامي متطرف يود إلغاء بقية المكونات المجتمعية ويتآمر على قتل الشعب المصري العربي وزعزعة الأمن ونهب ثروات مصر وإضعاف الجيش المصري الذي يعد من أقوى الجيوش العربية، كما حصل في الربيع العربي المدمر في مصر 2011؟».
المختلف في الثورة الشعبية العراقية أنها عكس أهداف الثورات الشعبية التي قامت والتي هي بالأصل لم تكن شعبية إنما إرهابية تقودها توجهات وأحزاب متطرفة معينة في كل من البحرين ومصر، هي العكس تماماً لأن الثورة الشعبية في البحرين كانت تود قلب نظام الحكم وجعله تابعاً للنظام الإيراني واختطاف هوية البحرين الخليجية والعربية، فيما في العراق يحصل اليوم العكس تماماً، الشعب ثائر على عدم وجود سيادة وشرعية للعراق واختطاف هويته العربية من قبل النظام الإيراني وسلب خيرات ونفط العراق مقابل تجويع الشعب العراقي، ويطالب بإنهاء مسلسل تبعية العراق لإيران!
بالأصل هذه سابقة أن تقوم دولة أجنبية بالتدخل في دولة أخرى أمام مرأى العالم أجمع وتتجاوز مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة بل وتعمل ليل نهار على نهب نفطها وخيراتها مقابل جعل شعبها في معاناة معيشية وصلت إلى ازدياد عدد المتشردين فيها، ووضع المواطن العراقي لم يعد يملك حتى مسكناً يؤويه ولا قوت يومه الذي يفتش عنه بين أكوام القمامة التي يرميها له أتباع ملالي إيران، بل بعض المناطق العراقية تحولت إلى ساحات من أكوام القمامة بسبب إهمال خدمات النظافة فيها، إلى جانب الحرمان من خدمات الكهرباء والماء!
ثار الشعب العراقي بجميع مكوناته المستقلة عن الأحزاب السياسية والمتطرفة في العراق، وإن كان من يتصدر واجهة الثورة ويقودها شيعة العراق العرب، كما حصل لدينا في مملكة البحرين، ثورة يقودها اتجاه مذهبي متطرف واحد يتبنى منهجية الإبادة وممارسة التطهير العرقي الطائفي!
شعب العراق الثائر شعب أعزل بلا تمويل وبلا متفجرات وبلا أسلحة، ولم يهاجم رجال الأمن ولم يقم بحرقهم أو دهسهم أو قتلهم، بل العكس تماماً، ما حصل لهم حيث قامت الميليشيات الإيرانية في مشاهد تتشابه مع ما حصل لدينا في مملكة البحرين بدهس المتظاهرين العراقيين بمدرعات الشرطة التي اختطفوها من أبناء العراق من رجال الأمن الرافضين لإطلاق النار والتعامل الأمني العنيف معهم «معلومة هامة العراقي الأصيل مهما كان مذهبه وانتماؤه الحزبي، يرفض إطلاق الرصاص على أخيه العراقي العربي»، قاموا بدهس المتظاهرين العرب الثائرين على نهب خيرات العراق لصالح النظام الإيراني، «يبدو أن أتباع الإرهاب الإيراني يفضلون دائماً دهس الأبرياء والعرب كعقدة حقد دفينة فيهم».
ما حدث في العراق بالأصل كان متوقعاً، فالوضع المعيشي الذي وصل إلى آخر مراحل السوء والتردي، كان ينذر بأن الانفجار الشعبي في العراق سيكون في أي لحظة، والشرارة جاءت بسبب سوء الأوضاع المعيشية وتضخم الفساد من قبل ملالي إيران الذين تم ملء المناصب القيادية في العراق بهم، واستبعاد العساكر العرب الستة في الجيش العراقي الرافضين لتنفيذ الإملاءات والأوامر الطائفية والإرهابية لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفق مخطط يبدو أنه جديد ويواكب مخطط التغيير الديموغرافي في سوريا، في تصفية ما تبقى من العراقيين العرب من أهل السنة تحديداً في عدد من مناطق العراق، بدعوى وجود خلايا إرهابية وقيام هؤلاء العساكر بقيادة جهود بتخليص تلك المناطق من الخلايا الإرهابية «القاعدة وداعش اللتين هما بالأصل خلايا إرهابية إيرانية الصناعة والتمويل»، فالشعب العراقي مختلط في مذاهبه وطوائفه، وعادة ما يكون العراقي الشيعي من أم شيعية وأب سني أو العكس، ومن الصعوبة قيام العراقي العربي بتصفية إخوانه وأهله أو السماح والقبول بذلك، حتى وإن كانت مذاهبهم مختلفة عن مذهبه، وهو ما دفع قاسم سليماني إلى استبدال هؤلاء بعراقيين متطرفين يحملون أصولاً ودماء إيرانية متطرفة ويعتبرون من ذيول نظام طهران، فحملات التطهير العرقي التي كانت تتم في بعض المناطق العراقية كان يقتل فيها الأبرياء بجريرة أنهم يتبعون جماعات داعش والقاعدة أو بمبررات أنهم قتلوا خلال المواجهات العسكرية مع داعش والقاعدة.
كما أن تزايد شعبية هؤلاء العساكر أمام الشارع العراقي في الدفاع، ومساندة أهل سنة العراق تحديداً، جعلهم قدوة أمام الشباب في الشارع الشيعي العراقي بأهمية التلاحم والتعاون مع بقية مكونات المجتمع العراقي، وهو ما يضر بالطبع بالمشروع الإيراني في العراق الذي يقوم على الحروب الطائفية والعنصرية والنزاع وتحديداً بين السنة والشيعة، وهذا هو السبب الحقيقي للتصادم الحاصل حالياً بين هؤلاء العساكر العراقيين العرب الستة وبين أتباع قاسم سليماني.
أما القاضية فقد كانت اكتشاف بعض شيعة العراق العرب أنهم خدعوا عندما تم منحهم بوعود ومناصب قيادية، فيما الحقيقة التي حصلت أن الذيول التابعة لنظام إيران قد امتلأت جيوبها وحساباتها البنكية بأموال نفط وخيرات العراق، إلى جانب فاجعتهم بالممارسات العنصرية المقيتة من العراقيين من أصول إيرانية الذين يتصدرون مشهد قيادة العراق ويسعون لاستبدال هوية الشعب العراقي العرب، خصوصاً العراقيين من قبائل وعشائر العراق، واكتشافهم هناك مخططاً إيرانياً جديداً في قيادة حملة تطهير عرقية لهم يقوم على التغيير الديموغرافي واستبدال هوية الشعب العراقي العربي بالعراقيين الإيرانيين استكمالاً لمشروع المد الصفوي في المنطقة.
لذا؛ من يقول إن الثورة الشعبية في العراق قد تمكن الجماعات الإرهابية من الدخول إلى العراق، نقول لهم بالأصل هذه معاناة العراق التي تحولت إلى أرض ممتلئة بهم، وشعب العراق اليوم ثائر ويطالب بطرد الإيرانيين الإرهابيين من أرضه وإغلاق المعسكرات الإيرانية التي أنشئت على أرض العراق ويقودها هؤلاء، وأمام من يقول إن الثورة العراقية لا يجب دعمها من قبل العرب، نقول لهم عندما سقط نظام العراق كان أكبر مطب وقع فيه العرب عدم نجدة العراق، مما تسبب بدخول الإيرانيين إلى العراق واختطاف هويته العربية وتحويل جزء من أراضي العراق لمعسكرات تدريبية إرهابية تستهدف دول المنطقة، واليوم إن استمر مسلسل عدم نجدة العراق والسماح باختطاف ما تبقى من هوية شعبها العربي واستبداله بالفرس المتطرفين من نوع العراقيين من أصول إيرانية فسيأتي يوم نصبح فيه على تحول شعوب العراق وسوريا العربية بالكامل إلى شعوب إيرانية متطرفة من نوع عربي متطرف من أصول إيرانية أو إيراني بالكامل وبنسبة مائة بالمائة، وسيكون الندم فيه مضاعفاً!