الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه تضمن رسائل رفيعة ومهمة للوطن والمواطن. رسائل من قائد حكيم وذي بصيرة يسعى بجهود واضحة من أجل الارتقاء بنا جميعاً، جلالة الملك حفظه الله ورعاه ألقى الخطاب السامي بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب. كل ما جاء في الخطاب السامي رسائل مهمة يمكن أن تحول واقع البحرين لتكون في الصدارة يتمتع مواطنوها بالعيش الكريم حيث يحرص دائماً جلالته على أن يكون البحريني متميزاً ومحل تقدير. استوقفني حرص جلالته على تطوير مجالات الاكتفاء الذاتي، حيث قال جلالته في هذه الجزئية «وبالنظر إلى الجهود العالمية المتواصلة في إيجاد حلول ترتقي بجودة حياة الإنسان واستمرار تمتعه بالعيش الكريم، وخصوصاً في مجال تحقيق الأمن الغذائي، تبادر البحرين، بكل جدية، بتبني الحلول المناسبة لتطوير مجالات الاكتفاء الذاتي، حيث أصدرنا توجيهاتنا، بوضع وتنفيذ «مشروع استراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء»، ليشمل تخصيص مواقع متعددة للاستزراع السمكي والإنتاج النباتي. ويهدف المشروع بشكل رئيس، إلى تطوير القدرات الوطنية في مجال الصناعات الغذائية ورفع نسبة الإنتاج المحلي، والحفاظ على خبرة أصحاب تلك المهن ليكونوا جزءاً هاماً في إنجاح تلك المشاريع».الأمن الغذائي أمر في غاية الأهمية ولابد من الاستعجال في تنفيذ مشروع استراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء كما تفضل به جلالة الملك في خطابه السامي، فالشعب البحريني وبدون مجاملات شعب مستهلك وبشدة، يستورد الكثير من الغذاء من جميع دول العالم ويعتمد عليهم من دون شك، وقد آن الأوان بعد الخطاب السامي بأن نشمر أذرعنا من أجل الاعتماد على أنفسنا في توفير الغذاء المحلي بدلاً من الاعتماد بصورة كبيرة على استيراد المنتجات الغذائية من المجتمعات الأخرى.البحرين في المرحلة الأولى بحاجة إلى الاكتفاء الذاتي لبعض المحاصيل الزراعية، وبحاجة إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية واستغلال بعض المساحات ومنها أسطح المنازل والبنايات للزراعة والاعتماد عليها بشكل مباشر، بحيث تبذل جميع المساعي لتكون الزراعة هدفاً اول للغذاء وعليه يجب أن تمد الجهات المعنية يدها للأفراد للحث على استغلال المساحات في المنزل أو أمامه للزراعة من خلال دورات وورش عمل مجانية في الزراعة وإمداد المواطن ببعض الأساسيات الزراعية، وأن تعمل هذه الجهات بجدية تامة – سمعنا عن مشروع نخلة لكل بيت – أيضاً عليها أن تعزز الزراعة للإنتاج المحلي والاكتفاء به ودعمه وتشجيعه على أن يكون المحصول البحريني هو الاختيار الأول بدلاً من الاستيراد من الخارج، هناك بعض المحاصيل صعب زراعتها في البحرين ولكن بحاجة إلى دراسة لإمكانية زراعتها بطرق علمية جديدة لأنها تمثل الأكثر استهلاكاً في المملكة مثل الأرز والقمح والذرة.المرحلة الثانية هي مرحلة تأسيس وإنشاء مصانع للمواد الغذائية بحيث تغطي احتياجات المواطن الأساسية على سبيل المثال مصانع لإنتاج أنواع من المعكرونة «الباستا» والزيوت ومنتجات الألبان وغيرها كثير، ومصانع لإنتاج التمور، البحرين بلد المليون نخلة بلد تزرع أنواع كثيرة من الرطب ولكن لا مصنع لإنتاج التمور البحرينية.المرحلة الثالثة هي إعادة تربية الحيوانات والطيور وتشجيع المواطن لتربية الدواجن والأبقار والأغنام من خلال تخصيص أراضٍ لهذا الغرض.هناك أفكار كثيرة يمكن من خلالها أن تلبي احتياجات المواطن الغذائية ولكن بحاجة إلى مساندة الحكومة في ذلك وتبسيط بعض القوانين بدلاً من تعقيدها أمام التاجر البحريني، وبدلاً من فرض رسوم تعجز المواطن لمواصلة عمله لتأمين أهم احتياجات المواطن من غذاء.